توقيف مواطنَين في الهرمل والضاحية الجنوبية لارتكابهما جرائم مختلفة
يريد قتل 35000 جندي روسي شهرياً... من هو "مَديار"؟
من متطوع في شباط/فبراير 2022، إلى قائد لقوات الأنظمة الأوكرانية غير المأهولة في حزيران/يونيو 2025. لا شكّ في أنّ قلّة فقط حظيت بترقية سريعة في صفوف الجيش الأوكراني، كما فعل روبرت بروفدي، واسمه الحركي "مَديار". (أو "مَغيار" لأنه من الأقلية المجرية في غرب أوكرانيا).
حمل بروفدي الآتي من عالم الأعمال والريادة أفكاراً ابتكارية إلى عالم الحرب. جعله ذلك محطّ اهتمام المراقبين والمنخرطين في النزاع، بدءاً بمدوّني الحرب الروس، وصولاً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي منحه مؤخراً أعلى وسام في الدولة: "بطل أوكرانيا".
تشير التقارير إلى أن بروفدي (49 عاماً) لم يستهوِ كثيراً الجلوس في الخنادق فأطلق حملة تبرعات أسس بموجبها وحدة "طيور مَديار" للاستطلاع الجوي وقد شاركت في معارك أساسية مثل سوليدار وباخموت. وراحت وحدة المسيّرات هذه تتوسع تدريجياً في النطاق والمهام. هي عملت على الاستطلاع وتحديد وتصحيح الأهداف بالنسبة إلى المدفعية والصواريخ، كما على مهاجمتها.
طموحات
في 13 حزيران، قال بروفدي لموقع "سَنسور نت" الأوكرانيّ: "إنّ صفوف العدو تخضع لإعادة التعبئة بنحو 35 ألف (عنصر) شهرياً، حيث تبلغ عمليات التصفية المؤكدة نحو 18-22 ألفاً".
وأضاف: "هذا الفائض يولّد مشكلة إن لم يُحَل. هدفنا هو الوصول إلى مستوى 35 ألف جندي يخضعون للتحييد في الشهر".
تستهدف "طيور مَديار" لا عناصر الجيش الروسي وحسب، بل أيضاً معنوياته، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً من خلال تطبيق "تلغرام" وحساب جديد على منصة "أكس".
وقال بروفدي: "ربما سيشاهد إيفان روسيٌّ ما تلك الفيديوهات ويفكر: ‘لِمَ عليّ بحق الجحيم الذهاب إلى هناك؟ سيقتلونني وحسب‘". وأضاف: "هدفنا هو مقايضة حياة الجنود الروس بمسيّراتنا – فقط البلاستيك والمعادن".
ويضع موقع الصفحة على "أكس" اللقطات الأخيرة لجنود روس وهم ينظرون إلى المسيّرة قبل ثوانٍ من استهدافهم.
يعود الفضل الكبير في صمود أوكرانيا إلى الخسائر العديدة التي ألحقتها الطائرات بلا طيار بصفوف الجيش الروسي وقد ساهمت بما نسبته 70 إلى 80 في المئة من تلك الخسائر. وتشير تقارير مؤيدة لأوكرانيا إلى أن المسيّرات الأوكرانية باتت تلقي قذائف مدفعية على الأهداف الروسية. ويريد "مديار" التركيز على استهداف مشغّلي المسيّرات الروسيّة وتوليد "مناطق قتل" مستمرة على الجبهة الأمامية.
يسعى بروفدي إلى زيادة نسبة التحييد بـ 15 في المئة شهرياً وبشكل مطّرد حتى يصل مجموع من تريد أوكرانيا تحييدهم إلى 35 ألف جندي روسي في آب/أغسطس المقبل. وتحدّث حتى عن اقتصاد نسبيّ في استخدام المسيّرات، فلا تُقصف دبابة بعشر مسيّرات حتى تحترق، بل ينبغي التركيز عوضاً عن ذلك على المشاة المندفعين.
نظرياً، تبدو الرياضيات سهلة. في الميدان، تغدو معقدة. حتى لو وصلت أوكرانيا إلى رقم الـ 35 ألفاً، قد لا يكون ذلك كافياً لوقف تقدم الجيش الروسي. فمقابل القتلى والجرحى الروس، ثمة قتلى وجرحى أوكرانيون أيضاً، علماً أن عدد من تجندهم أوكرانيا شهرياً أقل. بحسب زيلينسكي نفسه، تستطيع بلاده تجنيد ما بين 25 و27 ألف عنصر شهرياً، بينما تستطيع روسيا تجنيد 40 إلى 45 ألف عنصر. علاوة على ذلك، يبدو أن "الرقم السحري" للجنود الروس الذين على أوكرانيا تحييدهم لضمان التعادل النظريّ يزداد باستمرار. ففي أواخر 2023، بلغ هذا الرقم بحسب تقديرات لوزارة الدفاع الإستونية 50 ألفاً في ستة أشهر، أي نحو 9 آلاف خسارة شهرياً.
ثانياً، وبالرغم من كل التقدم الذي أحرزته أوكرانيا على صعيد المسيّرات، حققت روسيا تقدّماً مساوياً، إن لم يكن تقدماً أكبر بحسب وكالة "فرانس برس". ففي جبهة كورسك مثلاً، طوّرت روسيا المسيّرات العاملة على كابلات الألياف الضوئية العصية على التشويش. تحاول أوكرانيا اللحاق بروسيا في هذا الإطار. وثمة فيديوهات عن مسيّرات روسية تصطاد منافستها الأوكرانيّة بواسطة الحبال والمغناطيس.
وهذه إشارة إضافيّة إلى التطور الروسي المستمرّ على هذا الصعيد، بالرغم من أن أوكرانيا طوّرت أيضاً قدرات مشابهة. ويبدو أن بعض الروس يحصلون على معلومات تصلهم عبر ساعات اليد من مسيّراتهم الخاصّة، حيث ترتبط تلك المعلومات بتطورات ميدانية كاحتمال تعرضهم لهجوم من المسيّرات الأوكرانيّة.
سؤال المليون دولار
قد تتوقف نجاة أوكرانيا على تحقيق "مديار" هدفه. فالمقاتل نفسُه هو من ظواهر قدرة أوكرانيا على الابتكار. عملية "شبكة العنكبوت" لا تزال حديثة ولو حجبتها موقتاً تداعيات الحرب على إيران. لكن قدرة أوكرانيا على الابتكار تصطدم أولاً بقدرة روسيا على تعبئة الموارد. من سيفوز في النهاية هو سؤال المليون دولار، أو ربما، المليون مسيّرة، وأكثر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|