قاسم هاشم: الحفاظ على لبنان بالوحدة لا بالرهانات الخارجية والأنانية الداخلية
حزب الله لا ينوي تسليم السلاح الثقيل؟!
يترقب لبنان زيارة المبعوث الأميركي الخاص، توم برّاك، المقررة غداً، وسط احتمالات مفتوحة على سيناريوهات تصعيد أو تسوية، مع مساعٍ أميركية لإعادة هيكلة المشهد السياسي والأمني اللبناني، وتركيز خاص على ملف سلاح «حزب الله».
براك استبق زيارته بجملة مواقف، أوضح فيها اعتماد واشنطن مقاربة «العصا والجزرة» تجاه بيروت، وذهب أبعد من ذلك، مُلمّحاً إلى أن الجيش اللبناني ستكون مهمته تفتيش البيوت لمصادرة السلاح، وهو ما يضع الدولة أمام اختبار سيادي وأمني بالغ الحساسية.
واعتبر برّاك أن «هذه لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية وبناء دولة موحدة بجيش وشعب واحد»، في تلويح إلى أن المهلة المتاحة أمام لبنان ليست مفتوحة، وأن الفشل في الالتزام بها سيقود حتماً إلى تصعيد إسرائيلي، وفق مصادر دبلوماسية.
في المقابل، بات الموقف اللبناني الرسمي أكثر وضوحاً، ويتمثّل في تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة، وامتلاكها وحدها قرارَي الحرب والسلم، مقابل مطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي المتبقية في الجنوب ووقف الخروقات والانتهاكات، مع الحصول على ضمانات بذلك.
ووفقاً لما كشفته «الجريدة» قبل أيام، لا يتضمن الرد الرسمي اللبناني الذي سيبلّغ به براك أي مهلة زمنية واضحة، كما يربط توسيع نزع السلاح شمال نهر الليطاني بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها جنوب لبنان.
وبحسب مصادر، فإن بيروت تنتظر رد فعل براك على ردها الرسمي، ومن بعدها يجري العمل لعقد جلسة لمجلس الوزراء تقر خطة قد تتضمن مهلة زمنية تصل إلى العام.
من جهته، نفى «حزب الله» ما جرى عن استعداده لتسليم أسلحته الثقيلة، لا سيما الصواريخ الدقيقة أو البالستية والطائرات المُسيَّرة، في مقابل الاحتفاظ بالسلاح الخفيف، متمسكاً بموقفه من أنه لا حاجة إلى اتفاق جديد غير اتفاق وقف النار في الجنوب، وأن موضوع السلاح شمال نهر الليطاني هو شأن داخلي يُناقش فقط بعد انسحاب إسرائيل ووقف الاعتداءات ضد عناصره.
وفي تفاصيل الخبر:
في لحظة سياسية مفصلية، يترقب لبنان زيارة المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك، المقررة غداً، وسط أجواء مشحونة بالتوتر واحتمالات مفتوحة على سيناريوهات تصعيد أو تسوية.
الزيارة تأتي في إطار مساعٍ أميركية لإعادة هيكلة المشهد السياسي والأمني اللبناني، مع تركيز خاص على ملف سلاح «حزب الله»، الذي تعتبره واشنطن عائقاً أمام استقرار الدولة واندماجها مجدداً في النظامين المالي والسياسي الدوليين.
برّاك استبق زيارته بجملة مواقف مفصلية، أوضح فيها اعتماد واشنطن مقاربة «العصا والجزرة» تجاه بيروت، والتهديد بعقوبات اقتصادية وعدم إطلاق المساعدات، مقابل إغراءات تتعلق بدعم مالي واستثمارات وإعادة الإعمار، في حال تم التجاوب مع الطرح الأميركي القاضي بسحب سلاح «حزب الله».
وذهب المبعوث الأميركي أبعد من ذلك، ملمّحاً إلى أن الجيش اللبناني مهمته تفتيش البيوت لمصادرة السلاح، وهو ما يضع الدولة أمام اختبار سيادي وأمني حساس.
وفي تصريح يعكس البعد الرمزي والسياسي للرسائل الأميركية، اعتبر برّاك أن «هذه لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية وبناء دولة موحدة بجيش وشعب واحد»، لكن خلف هذه العبارات يلوح تحذير واضح بأن المهلة المتاحة أمام لبنان لوضع آلية لسحب السلاح ليست مفتوحة، وأن الفشل في الالتزام بها سيقود حتماً إلى تصعيد إسرائيلي، بحسب مصادر دبلوماسية.
في المقابل، بات الموقف اللبناني الرسمي أكثر وضوحاً، ويتمثل في تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة، وامتلاكها وحدها قراري الحرب والسلم، مقابل مطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي المتبقية في الجنوب ووقف الخروقات والانتهاكات، مع الحصول على ضمانات بذلك.
وكان يفترض، بعد اتفاق الرؤساء الثلاثة على جواب برّاك، أن يعقد لقاء قبل أن يتخذ مجلس الوزراء قراراً واضحاً بحصر السلاح بيد الدولة ضمن مهلة زمنية محددة.
ووفق المعلومات، من المتوقع أن توضع خطة واضحة لسحب السلاح في غضون 6 أشهر، على أن تُنفذ خلال سنة، فيُسحب السلاح كاملاً من جميع الأراضي اللبنانية، وطُرحت في المقابل أفكار أخرى تقضي بوضع إطارٍ مرحلي لسحب السلاح، أي البدء بالمنطقة الواقعة بين شمال نهر الليطاني ونهر الأولي، فضلاً عن البدء بسحب السلاح من البقاع، على أن تشمل المرحلة الثانية بيروت وضواحيها.
من جهته، ينفي «حزب الله» استعداده لتسليم أسلحته الثقيلة، لاسيما الصواريخ الدقيقة أو البالستية والطائرات المُسيَّرة، في مقابل الاحتفاظ بالسلاح الخفيف. وعلى حدّ تعبير أحد المعنيّين في الحزب: «لو وافقنا على ذلك لانتهت المشكلة، فهل الإسرائيليون يريدون أسلحة خفيفة من نوع كلاشنيكوف؟»، يدرك حزب الله أن الضغط كبير وجدي، إلا أنه يعتبر أن ما يُعرَض عليه هو ورقة استسلام يستحيل عليه قبولها.
وقد حمل استعراض مسلح للحزب في منطقة زقاق البلاط، قُبيل زيارة برّاك، رسالة رفض واضحة لسحب السلاح، مما دفع الحكومة إلى إعطاء أوامر للتحرك، واعتقال عدد من المشاركين، في مؤشر على تغيّر في آلية التعاطي الرسمي مع الحزب.
تزامناً، يواصل الموفد السعودي، يزيد بن فرحان، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، متقاطعاً في موقفه مع الطرح الأميركي، لا سيما بشأن حصرية السلاح والإصلاحات وتطوير العلاقة مع سورية. وحسب المعلومات فقد عرض رئيس البرلمان نبيه بري على السعودية الانضمام الى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي، أي الولايات المتحدة وفرنسا.
كل ذلك يحصل على وقع التخوّف من رفض إسرائيل للرد اللبناني والدخول في جولة تصعيد جديدة. وقتل عنصر من حزب الله على الأقل وأصيب آخرون أمس، في ضربتين إسرائيليتين في بنت جبيل جنوب لبنان، وأصيب شخص في غارة استهدفت منزلا في شبعا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|