برّاك: راضٍ عن "الرد اللبناني" وبيروت هي من تقرر كيفية التعامل مع "حزب الله"
"حلّوا عنّا"... طرابلس تحسم موقفها بشأن الانضمام إلى سوريا!
أثار تقرير إسرائيلي صدمة في لبنان، خصوصًا في طرابلس والشمال ووادي البقاع، بعد نقل تصريح عن مصدر سوري مقرّب من الرئيس السوري أحمد الشرع، قال فيه إن سوريا تطالب إسرائيل بثلث أراضي الجولان التي احتُلّت قبل اتفاق عام 1974، مؤكدًا أن "لا سلام مجاني".
وزعم التقرير أن هناك سيناريوهين مطروحين للوصول إلى تسوية مع إسرائيل، أحدهما يقضي باحتفاظ إسرائيل بثلثي الجولان، مقابل تسليم الثلث المتبقي إلى سوريا مع إمكانية استئجاره، مقابل تسليم طرابلس، القريبة من الحدود اللبنانية–السورية، وربما أراضٍ لبنانية أخرى في الشمال ووادي البقاع، إلى سوريا.
هذا الكلام لم يمرّ مرور الكرام، في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعيشها المنطقة. فقد أثار الحديث عن ضمّ هذه المناطق إلى سوريا انقسامًا واسعًا؛ إذ عبّر البعض عن رفض قاطع لتلك المزاعم، بينما أبدى آخرون تأييدًا للفكرة، في مؤشر يثير القلق.
إن تأييد بعض الفئات لهذه الطروحات قد يفتح الباب أمام توترات أمنية، وسط مخاوف من ظهور جماعات تتبنّى هذه الأفكار وتسعى لتنفيذها ميدانيًا.
حتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي لبناني يردّ على هذه المزاعم، ما يثير تساؤلات ملحّة، أبرزها: هل نحن أمام احتمال تدخل سوري جديد يبدأ من بوابة طرابلس؟
باختصار، ردّ رئيس بلدية طرابلس، عبد الحميد كريمة، عبر "لبنان 24" على هذا الموضوع قائلاً: "أنا رئيس بلدية العاصمة الثانية للبنان، وطرابلس ما زالت وستظلّ العاصمة الثانية للبنان".
واعتبر" أن هذا الموضوع لم يُؤخذ على محمل الجد"، واصفًا إيّاه بأنه "مجرد تسريبة".
وتابع كريمة: "نحن ننتمي إلى لبنان، والحماية نأخذها من الدولة فقط".
وأوضح أن البعض دائمًا ما يصوّر البيئة في طرابلس على أنها قابلة للانفجار الأمني، لكن الواقع مختلف تمامًا"، متسائلًا: "لماذا تكون طرابلس في الواجهة كلما حدث أمر أمني أو محاولة لزعزعة الاستقرار؟".
وتوجّه برسالة إلى هؤلاء قائلاً: "طرابلس لا تضعوها دائمًا في الواجهة.حلّوا عن طرابلس".
كما نفى" وجود أي أجواء متشنجة أو مظاهر مشابهة لما يُشاع عن "داعش" أو وجود مجموعات مسلّحة"، مؤكّدًا" أن الوضع في المدينة مستقر".
وأشار" إلى أنه على تواصل دائم مع الأجهزة الأمنية، وأن التقارير الرسمية تُفيد بعدم وجود أي توجّه لانضمام المنطقة إلى سوريا، كما يُروَّج".
بدوره قال مسؤول قسم الشؤون الدينية في دار الفتوى، الشيخ فراس بلوط، لـ "لبنان 24"، أن " أهل السنّة، مكوّن أساسي في البلد وركن من أركانه، يؤمنون به وبمقوماته المتنوعة".
واعتبر أن "كلام بعض الأشخاص الذين يعانون من مظالم أو يتحدثون بعاطفة لا يُعتدّ به، وخصوصًا من يطالبون بالانضمام إلى سوريا".
وشدّد بلوط على أن "فكرة الانقسام أو التبعية لدولة أخرى غير واردة إطلاقًا في سياستنا أو منهجنا".
ورأى أن "على سوريا أن تُفكر أولًا في استعادة الجولان قبل أن تفكر في ضم مناطق من لبنان"، مشيرًا إلى أن "الرئيس السوري يتمتع بوعي ويعمل بهدوء، وسوريا لديها ما يكفيها من المشكلات الداخلية، وبالتالي يجب أن تركّز على حلّها".
وتابع: "عندما نعمل نحن بشكل صحيح داخل الدولة، نكون نحن من يدير سوريا، لا العكس، وتصبح هي بحاجة إلينا، لا نحن".
وعن التخوّف من ظهور جماعات قد تتبنّى هذه الأفكار وتسعى لتنفيذها ميدانيًا، شدّد بلوط على ضرورة تسليط الضوء على بعض الممارسات التي تطال أهل السنة، قائلاً: "ملف المعتقلين الإسلاميين، توقيف وزير سني فقط، التجاوزات المستمرة في ماف تفجير مسجدَي التقوى والسلام، حادثة 7 أيار، والمظاهر المسلّحة كلها تُستغل وتُستخدم مبررًا من قبل المتطرفين والمتاجرين بالقضية".
باختصار، طرابلس واهلها حسموا موقفهم بوضوح، مؤكدين أن طرابلس لبنانية مئة في المئة. لكن السؤال يبقى: هل ستبقى كذلك، أم أن تطورات المنطقة قد تفرض واقعًا مختلفًا؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|