عربي ودولي

"الزفاف الأحمر"... كواليس أخطر ضربة إسرائيلية في قلب إيران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كشفت إسرائيل، اليوم الإثنين، عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بإحدى أكثر عملياتها العسكرية جرأة ضد إيران، والتي نفّذتها في 13 حزيران الماضي، ضمن هجوم استراتيجي سُمّي "عام كلافي"، استهدف العمق الإيراني.

وفي إحاطة للصحافيين، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرايل كاتس إلى أن الضربة جاءت نتيجة تحضيرات استخباراتية وعسكرية استمرت لأشهر، ووصفت العملية بأنها غيّرت قواعد الاشتباك مع طهران، في ظل ما وصفه كاتس بـ"تطور غير مسبوق في قدرة سلاح الجو على تنفيذ عمليات مستقلة من دون غطاء أميركي مباشر".

بدأ الإعداد للعملية، بحسب كاتس، في تشرين الثاني 2023، حيث خُطّط لضربة أولية ضد منشأة "فوردو" النووية، تحت مسمى "عملية الأزرق والأبيض". لكن في تلك المرحلة، لم تكن إسرائيل قد امتلكت بعد القدرة الكاملة على الوصول العميق والمتكرر إلى قلب إيران، وهو ما دفع إلى تطوير ما أسماه كاتس بـ"دور البديل" – أي إمكانية تنفيذ هجمات استراتيجية دون دعم أميركي مباشر، ما اعتبره نقطة تحوّل في المعادلة الإقليمية.

بالتزامن، عملت الاستخبارات الإسرائيلية على ثلاث خطط داعمة:

"عملية نارنيا": استهدفت العلماء النوويين الإيرانيين.

خطة لتعطيل نظام القيادة والسيطرة (CCS) في إيران، لإرباك التنسيق الدفاعي والرد الفوري.

ضربة استباقية تطال كبار قادة الحرس الثوري.

في كانون الأول، طُرحت فكرة استهداف "القيادة" الإيرانية كأداة لشلّ المعنويات والقدرات، وتم تجسيد ذلك في "عملية الزفاف الأحمر"، حيث اغتيل عدد من قادة الحرس الثوري، من بينهم قائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.

وفي كانون الثاني 2024، خُططت العملية الأوسع والأكثر جرأة: "خطة التورنادو"، التي هدفت إلى إحداث تأثير مدوٍّ ومباغت في العاصمة طهران، بعد صياغة هدفها السياسي: شل البرنامج النووي مؤقتًا، وفرض معادلة ردع جديدة.

بحلول نهاية أيار، صادقت القيادة الأمنية العليا على تنفيذ الخطة، وتم تفعيل توجيه "P+7"، أي الجاهزية خلال سبعة أيام. وفي 22 أيار، عُقد اجتماع أمني فاصل، واعتُبر فيه "الضوء الأخضر الأميركي" عاملًا مساعدًا، لكن دون أن يشكل شرطًا مطلقًا.

في 12 حزيران، انطلقت الضربة الإسرائيلية، مستهدفة منشآت ومراكز حساسة في العاصمة الإيرانية. وأكد كاتس أن الهجوم أحبط ما وصفه بـ"هجوم إيراني وشيك واسع النطاق"، كان يستهدف مصالح إسرائيلية في المنطقة.

وأوضح أن بعض القادة الإيرانيين كانوا على علم باحتمال الضربة، لكنهم لم يتخذوا الإجراءات الكافية لتفاديها، ما أدى إلى مقتل عدد من الشخصيات الأمنية الرفيعة.

وأشار إلى أن العملية لم تركز على تدمير منشأة بعينها، بل اعتمدت على تأثير تراكمي يُضعف قدرات إيران الدفاعية ويبعث برسالة مفادها أن يد إسرائيل تستطيع أن تطال العمق الإيراني في أي وقت.

وشددت مصادر عسكرية إسرائيلية على أن الأهداف كانت قابلة للتعديل لحظيًا، وفق معطيات ميدانية واستخباراتية متغيرة، في ما وصف بأنه أكثر العمليات تعقيدًا منذ عملية "أوبرا" ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981.

تعتبر إسرائيل أن "عام كلافي" نجحت في ضرب مركز القرار الإيراني ومفاصل البرنامج النووي والعسكري، وأوصلت رسالة واضحة إلى طهران والمنطقة، بأن تل أبيب لن تتردّد في تنفيذ عمليات استباقية إذا شعرت بخطر داهم.

وتأتي هذه العملية في سياق التصعيد الإقليمي المستمر، بعد تقاطعات الحرب في غزة، وتنامي التهديدات من اليمن ولبنان وسوريا، وسط مساعٍ أميركية للعودة إلى التهدئة عبر وساطات في أكثر من ملف.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا