الصحافة

ما يفتقر إليه سُنَّة لبنان اليوم... أكبر من زعيم وأكثر من رئاسة حكومة...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

بموازاة المتغيرات الهائلة التي يشهدها العالم العربي عموماً، وفي زمن الرئيس السوري الموقَّت أحمد الشرع في سوريا، يمكن لأيّ كان أن يلاحظ وجود إرباك سُنّي معيّن في لبنان، خصوصاً على المستوى السياسي.
إرباك

فالخطاب السياسي السُني في لبنان لا يزال جامداً بشكل عام، ومُربَكاً بين العموميات والأدبيات القديمة من جهة، والحاجة الى تحديثات، من جهة أخرى، لا يوجد من يقوم بها الآن.

فحتى النّفحة "التغييرية" التي برزت في صفوف سُنَّة لبنان بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، لم تنجح في سدّ العجز السياسي، ولا في إنهاء حالة الإرباك لديهم. فيما لا يوجد أي إطار ملموس الآن، يسمح بالقول إنه يمكن بروز شخصية سُنية قادرة على نقل المشهد السُنّي اللبناني من حالة الى أخرى، وذلك بمعزل عن الانتخابات النيابية ونتائجها.

مشروع...

فالسياسة ليست كلّها انتخابات. والسياسة ليست كلّها زعامات. وما يفتقر إليه سُنّة لبنان اليوم ضمن عالم عربي إسلامي سُنّي بأكثريته، هو أكبر من زعيم، وأكثر من نتائج انتخابات نيابية، أو رئاسة حكومة... ما يفتقرون إليه هو مشروع يُظهر الى أين سيسيرون بعد كل المتغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة.

الدولة الوطنية

رأى رئيس "المركز الإسلامي للدراسات والإعلام" القاضي الشيخ خلدون عريمط أن "المتغيرات التي تحصل في المنطقة الآن، تُختَصَر في معظمها بأنها وضعت حدّاً للمشروع الصفوي الإيراني بعنصريته الفارسية الذي استهدف العديد من العواصم العربية، والذي أنتج الكثير من الأزمات الأمنية والعسكرية والاجتماعية والتغييرات الديموغرافية، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، والذي حاول بعدها المشروع الايراني التسلُّل الى العديد من العواصم العربية وحواضرها، سواء في المملكة العربية السعودية أو مصر أو شمال أفريقيا بذريعة تحرير فلسطين ودعم شعبها؛ والواقع الميداني كشف أن شعار تحرير فلسطين كان يخفي خلفه نوايا خبيثه تهدف الى تمدّد النفوذ الإيراني المذهبي الفارسي في المنطقة العربيه؛ ولذلك عندما يُكسَر ظهر هذا المشروع في سوريا نتيجة ثورة شعبية عارمة وعوامل محلية وإقليمية متعددة، فهذا سينعكس حتماً بشكل إيجابي ووطني على الساحة اللبنانية".
واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المسلمين من أهل السُنَّة والجماعة هم تاريخياً أصل الأمّة في المنطقة، وهم بُناة وحُماة الدولة، وأركان الدولة الوطنية من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي، وحراس مشروع الدولة الوطنية الذي بدأ يُترجَم عمليا بعد انهيار الدولة العثمانية، وذلك سواء كانوا في لبنان، أو في غيره من بلدان المنطقة. وعندما يُهزَم المشروع الإيراني، فستنعكس هذه الهزيمة بالتأكيد على إعادة نهوض مشروع بناء الدولة الوطنية. وهذا يعني أن لا خوف إطلاقاً من الدور الإسلامي السُنّي في المرحلة القادمة، لأنه دور وطني عروبي بامتياز، يتفهّم مصالح وخصوصيات الآخرين، إذ إنه هو الذي احتضن الأقليات العرقية والمذهبية والطائفية تاريخياً، سواء كان ذلك في العصر العثماني أو قبله العباسي أو الأموي وصولاً الى العصر الحديث، عصر الدولة الوطنية".

لا أقلوية ولا أكثرية

وأشار عريمط الى أنه "بدخول المشروع الإيراني الى العراق وسوريا ولبنان واليمن، انهارت الدولة الوطنية في تلك البلدان. وعندما دخل المشروع الإسرائيلي الى لبنان أيضاً، ضاع مشروع الدولة الوطنية. وبالتالي، المسلمون السُنَّة في لبنان لن يكونوا إلا جزءاً أساسياً من بناء الدولة الوطنية الحديثة. فالمفتي الشيخ الشهيد حسن خالد دفع ثمناً غالياً وهو حياته، للحفاظ على الدولة الوطنية، ومثله دفع دماً ودموعاً وآلاماً الشهيد الرئيس رشيد كرامي، والشهيد الرئيس رفيق الحريري، والشهيد الشيخ صبحي الصالح. كما هُجِّرَت القيادات الإسلامية السُنية الوطنية من لبنان، كالرئيس صائب سلام، والرئيس تقي الدين الصلح، وابراهيم قليلات، وغيرهم، لأنهم كانوا من دُعاة الدولة الوطنية التي ترفض المشروع الصهيوني التلمودي والمشروع الإيراني الصفوي معاً"؛ لأن كلا المشروعين يستهدفان الوحدة الوطنية في البلدان العربيه والاسلامية".

ad
ولفت الى أنه "صحيح أننا الآن ضمن مرحلة جديدة بعد التغيير التاريخي الذي حصل في سوريا، إلا أن الرئيس أحمد الشرع دعا ويعمل على إقامة الدولة الوطنية من كل مكونات الشعب السوري، ولم يدعو الى اقامة دولة إسلامية سُنيّة كما يحاول ان يشيع بعض ضعاف النفوس الذين ما زالوا يعيشون عقدة النطام السوري السابق. والرئيس الشرع يمارس ما دعا إليه قولاً وفعلاً، ودافع عن مشروع الدولة الوطنية في سوريا عندما تمرّد البعض على هذا المشروع، خصوصاً أن سوريا مع النظام السابق كانت دولة مذهبية طائفية لأقلية معينة".

وختم:"لبنان مثل سوريا لا يُحكَم بمفهوم الأقلوية، ولا بمفهوم الأكثرية، بل بمفهوم الدولة الوطنية الحديثة المُحتضِنَة لجميع أبنائها، والتي تحافظ عليهم وعلى حقوقهم وواجباتهم".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا