الصحافة

واشنطن للبنان: لا مماطلة بعد اليوم… بانتظار نتنياهو بعد غزّة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أصبح اتّفاق غزّة قاب قوسين من التحقّق، وورقة الأسرى لن تصبح فقط من الماضي، بل سيستخدمها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعزيز نظريّته عن “مبدأ السلام من خلال القوّة. القوّة أوّلاً، ثمّ السلام”. هذا ما قاله نتنياهو في واشنطن، مؤكّداً أنّه مبدأ يتشاركه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جازماً “أنّنا سنتمكّن من توسيع نطاق اتّفاقات أبراهام، وخلق واقع في الشرق الأوسط لا يُصدّق وتحقيق الرخاء والاستقرار”.

الواقع أنّ زائر واشنطن لا يتحدّث فقط عن غزّة، بل عن شرق أوسط جديد بما فيه إيران والعراق وسوريا ولبنان وما بقي من فلسطين. فبغضّ النظر عن صوابيّة مبدأ أنّ القوّة تقود إلى السلام، فإنّ هذا المبدأ سينطبق أيضاً على لبنان في المرحلة المقبلة، غير البعيدة. ولهذا سارعت الخارجية الأميركية إلى إصدار موقف عبر المتحدّث باسمها لوضع النقاط على الحروف في ما يتّصل بخلفيّات زيارة توم بارّاك للبنان وما هو مطلوب من السلطة اللبنانية.

الخارجيّة الأميركيّة: المطلوب مزيد من الإجراءات

قبل أكثر من شهرين، كانت الإدارة الأميركية وجّهت نوعاً من التحذير عبر وسائل دبلوماسية من أنّ “الحزب” يتلقّى الأموال والسلاح عبر التهريب ويعيد تنظيم صفوفه. وفي الرسائل الدبلوماسية التحذيرية أنّ على الحكومة أن تسارع إلى نزع سلاحه وإلّا فسيكون من الاستحالة أن تتعامل هذه الحكومة لاحقاً مع “الحزب” بعد استعادة قوّته هذا إذا حقق غايته.

لم يتحقّق ذلك فكان لا بدّ من استكمال مهمّة مورغان أورتاغوس عبر المبعوث الأميركي إلى سوريا توم بارّاك الذي غلّف زيارته بابتسامة دبلوماسية لكن برسائل واضحة. أما وقد فسّر رسائله كلٌّ على هواه، سارعت الخارجية الأميركية إلى إيضاح خلفيّة مواقف واشنطن على لسان المتحدّث باسم الخارجية لتأكيد أنّ الرسالة السياسية للزيارة واضحة بكلّ ما تحمله من خطورة قبل أن يفوت الأوان. ويعود نتنياهو من واشنطن ليكرّس وقته لمبدأ القوة في غزّة ولبنان حتّى إرساء “السلام” كما يراه هو وحليفه ترامب في البيت الأبيض.

أهمّ ما جاء في مواقف الخارجية عن “خلفيّة” كلام بارّاك الدبلوماسي يتلخّص بوضوح في ما يلي:

 

– لن نعلّق على محادثاتنا الدبلوماسية الخاصّة. وكما قال السفير بارّاك علناً، فقد عبّر عن رضاه الكبير عن الاستجابة الأوّلية من قبل الحكومة اللبنانية، لكنّه شدّد أيضاً على ضرورة الانتقال الآن إلى التفاصيل.

– على الصعيد الأمنيّ، حقّق الجيش اللبناني تقدّماً في نزع سلاح “الحزب” في الجنوب، لكن لا يزال هناك المزيد ممّا يجب القيام به.

– نحن بحاجة إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد من أجل إزالة جميع الأسلحة والبنية التحتية التابعة لـ”الحزب” والجهات غير الحكومية في جميع أنحاء البلاد.

– الإصلاحات الأمنيّة وحدها لا تكفي. على لبنان أن يُقرّ بشكل عاجل إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدولي. ويجب على البرلمان التحرّك بسرعة لإقرار تشريع يتعلّق بتسوية أوضاع المصارف وتشريع يضمن استقلالية القضاء.

– كما قال السفير بارّاك خلال وجوده في بيروت، يجب على لبنان أن يستغلّ هذه اللحظة لإحراز تقدّم.

– لا نريد أن نرى “الحزب” أو أيّ جماعة إرهابية أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل.

كلّ الكلام الذي نُشر عن “الإيجابيّة” التي تلقّف بها “الحزب” زيارة بارّاك هو كلام غير واقعي. في الواقع، قالت مصادر مقرّبة من “الحزب” لـ”أساس” إنّ الزيارة جاءت دبلوماسية مبتسمة بالشكل، لكنّ “الحزب” يدرك خطورة مضمونها التي لا تختلف عن كلّ زيارات المبعوثة السابقة أورتاغوس.

يدرك “الحزب”، و”يبدو أكثر من غيره”، أنّ سياسة واشنطن لا تتغيّر عبر الأشخاص، بل هي ثابتة، وتتركّز هذه المرّة باتّجاه حصول رئيسها على جائزة نوبل للسلام. بطبيعة الحال، بالنسبة لـ”الحزب” ولغيره أيضاً، لا يُبنى السلام بالقوّة لأنّه سيكون هشّاً. فكيف بعد تقديم نتنياهو باسم دولة إسرائيل ترشيحه في مستهل جلسة المفاوضات على طاولة الطعام. وإذا فُرض فرضاً فإنّه لا يدوم. وبالتالي ما كان إيجابيّاً بالنسبة لـ”الحزب” هو موقف الرئاسة الأولى أوّلاً. فالرئاسة تبدو حريصة على الساحة الداخلية أكثر من تلبيتها الشروط الدولية.

ما هو ثمن ذلك؟

قد يكون الثمن هو الحرب، و”الحزب” يعرف ذلك جيّداً بحسب مصادره. ولكنّه غير مستعدّ لها على الرغم من استعداد شبابه ومقاتليه الذين أعادوا تنظيم صفوفهم قليلاً للذهاب إلى مواجهة ميدانية قاتلة إن لزم الأمر. إلّا أنّ “الحزب” يبدو اليوم بحاجة إلى وقت لأكثر من سبب:

1- كي تنهي إيران مفاوضاتها فتكون لها ورقة قويّة حتّى آخر ربع ساعة.

2- ليكون مسار حصر سلاحه لبنانيّاً قدر الإمكان حافظاً لماء الوجه من أجل جمهوره الذي لا يحتمل حرباً أخرى من جهة، ولا يريد أن يلقي السلاح وكأنّه مهزوم من جهة أخرى.

إنّها معضلة لمن يريد أن يعمل عليها. الإشكالية المطروحة هي غياب القدرة على التفاوض لدى الفريقين. وبينما يأمل “الحزب” أن يخترق أحد “القادرين” بابه للتفاوض الأخير، يمرّ لبنان بأسابيع مفصليّة قبل عقد اتّفاق غزّة، وعودة اهتمام نتنياهو الذي لم يتوقّف، إلى لبنان. وخلال هذا الوقت ستبقى الأجواء اللبنانية مستباحة من كلّ شيء، الاغتيالات والاستهدافات والتدمير. تماماً كما تفعل اسرائيل اليوم.

جوزفين ديب -اساس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا