السفير السعودي في لبنان وليد بخاري استقبل رئيس البعثة العراقية في لبنان
"الحزب" يندُبُ حاله
تعبِّرُ الخطب والمواقف «البهورجية» لقادة ومشايخ حزب الله، وسيل تهديداتهم التي لا تتوقف ضد السلطة اللبنانية وباقي اللبنانيين الذين يطالبون بنزع سلاح الحزب، عن حال الاحباط والضياع التي اصابت الحزب، بعد خسارته الفادحة لحرب «الاسناد»، التي شنّها ضد اسرائيل بقرار منفرد لدعم حركة حماس ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد عملية طوفان الاقصى، وفقدان هيمنته وتحكمه بالواقع السياسي، وامساكه بمقدرات الدولة الاقتصادية،واستباحة لبنان لحساب مصالح ايران ونفوذها بالمنطقة.
من يقارن بين ما كان عليه حال الحزب قبل حرب «الاسناد» بقيادة الامين العام للحزب حسن نصرالله، ومن جهوزية كاملة وتسلح نوعي يتباهى به، ويهدد به اسرائيل ويتوعدها باستمرار، وما اصبح عليه الآن بعد توسع الحرب الاسرائيلية ضده لتشمل الداخل اللبناني ايضا، وانكفائه الى خارج منطقة الجنوب، واضطراره للموافقة على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار١٧٠١، وتسليم معظم مواقعه ومستودعات اسلحته للجيش اللبناني، ناهيك عن قيام اسرائيل بمصادرة الكثير وتدمير العشرات منها، لأدرك بسهولة ما اصاب الحزب من انحدار وضعف، لم يسبق ان واجهما منذ انشائه.
اكثر من ذلك من يتمعن بخسارة حزب الله لسوريا، بعد سقوط نظام بشار الاسد، كحديقة خلفية، وصلة وصل مع العراق وايران، وانقطاع مورد تهريب الاموال والبضائع والمخدرات على انواعها، وتراجع هيمنة الحزب عن التحكم بالاستحقاقات الرئاسية والحكومية، والتاثير السلبي على القضاء والمؤسسات الاخرى، لبطلت علامات الاستفسار عن اسباب تصاعد تهديدات وانفعالات بعض مسؤولي ونواب الحزب بالتحرك ومهاجمة كل من يطالب بنزع سلاحه.
الحرب الاسرائيلية على ايران والضربة الاميركية على المفاعلات النووية ومواقع تخصيب الاورانيوم، اضافت عوامل من الضعف السياسي والعسكري والمادي على حزب الله ايضا.
هذه الوقائع والمتغيرات الدراماتيكية السريعة منذ عام وحتى اليوم، لم تكن في حسبان وتوقعات احد من حزب الله، وكان وقعها سيئاً عليه، ووضعت الحزب في حالة انحدار وتخبط وحتى الضياع.
تبريرات الحزب برفض تسليم سلاحه للدولة، باعتباره ورقة قوة لمواجهة اسرائيل سقطت بعد فشل الحزب بحرب «الاسناد»، التي انقلبت عليه وبالا وعلى اللبنانيين خرابا ودمارا، والتذرع بمخاوف تهديدات واخطار الادارة السورية الجديدة عبر الحدود، لا تقنع احدا، لاسيما بعد انسحاب الحزب من الاراضي السورية، من دون استعمال اسلحته النوعية.
تتحكم عقدة العودة الى وضعية ما قبل حرب «الاسناد» في نفوس الحزب، عقدة الاستقواء بالسلاح والسيطرة على الدولة من جديد، ولذلك تتصاعد التهديدات وتتزايد مع اقتراب مواعيد وزيادة الضغوط المحلية والخارجية لنزع السلاح، ولكن في ظل موازين قوى جديدة، لا تتطابق مع طموحات الحزب هذه المرة.
معروف الداعوق - اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|