إذا لم ترغب سلطة لبنان بأن تقوم بدورها فستعرّضه لأخطر صفقة "بيع وشراء"...
مسودة التفاهم السوري الإسرائيلي جاهزة: 3 مقومات بمواجهة 3 تهديدات
وتيرة متسارعة، تسير خطوات التفاوض بين سوريا وإسرائيل للوصول إلى تفاهم حول الترتيبات الأمنية بين البلدين. في الأوساط السياسية والدبلوماسية، كلام كثير عن اللقاءات والاتصالات التي تجري بين مسؤولي البلدين على المستوى الأمني. وأصبح من الواضح أن سياسة التسريبات الإعلامية المعتمدة من قبل الطرفين تبدو في أحد جوانبها محاولات اختبار لكيفية تلقف هذه الأخبار والتفاعل معها، وآخر ما جرى تسريبه كلام عن استعدادات لجمع وزيري خارجية البلدين أسعد الشيباني وجدعون ساعر خلال مشاركتهما في اجتماع لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل.
مراحل متقدمة
على صعيد متصل، وبعدما كانت "المدن" قد كشفت قبل أيام عن مسار المفاوضات السورية الإسرائيلية، وبحسب ما تفيد مصادر متابعة لـ"المدن" فإن الاتفاق أصبح في مراحل متقدمة جداً، وهو على مشارف التوقيع عليه، خصوصاً بعد اجتماع أمني عقد في باكو، عاصمة أذربيجان، في الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى هناك. وبحسب المعلومات، فإن المفاوضات كانت أمنية بين مسؤولين أمنيين سوريين وآخرين إسرائيليين، مع الإشارة إلى أن المفاوضات الأمنية ولدى وصولها إلى نتائج لا بد من تتويجها بمفاوضات سياسية بين مسؤولين من البلدين. وهنا لا بد من التذكير بأن مسار المفاوضات المباشرة بين سوريا وإسرائيل كان قد بدأ قبل أشهر بين مسؤولين عسكريين سوريين وآخرين إسرائيليين، واللقاء الأول بين الجانبين كان في الجولان بالتزامن مع زيارة وفد مشايخ الدروز من السويداء إلى إسرائيل.
وتضيف المصادر أن المفاوضات تركزت على كيفية ترتيب الوضع في الجنوب السوري كمرحلة أولى من الاتفاق الذي تمت كتابة مسودته الأولى، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية التي دخلت إليها بعد سقوط نظام بشار الأسد، والعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك 1974، خصوصاً أن سوريا تصرّ على مطالبة إسرائيل بسحب قواتها من تلك المناطق، بينما إسرائيل عرضت في المفاوضات خطوط انسحابها لكنها تشدد على تمسكها بمنطقة عازلة في الجنوب السوري لحماية أمنها ولضمان عدم وجود أي قوات عسكرية في سوريا يمكن أن تشكل تهديداً لها.
تهديدات ثلاث
وأهم ما في المسودة والمفاوضات، هو تعزيز التعاون الأمني بين الجانبين لما يسميانه ضمان الحدود وسلامتها من الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الأمني في مواجهة أي تهديد، والمقصود هنا حزب الله أو أي حليف له في سوريا، بالإضافة إلى أن هذا التعاون الأمني سيكون له أبعاد تتجاوز الجغرافيا السورية وقد تطال بشكل أو بآخر لبنان.
وبحسب العقلية الإسرائيلية في المفاوضات مع سوريا، فإن تل أبيب تنظر إلى أن سلطة الرئيس أحمد الشرع تواجه ثلاثة تهديدات، التهديد الإيراني، وتهديد حزب الله، وتهديد الحشد الشعبي العراقي، وهي تحاول الاستثمار بالتعاون معه أمنياً لمواجهة هذه التهديدات الثلاثة.
في مواجهة 3 تهديدات، يتعاطى الإسرائيليون مع 3 اتجاهات للتفاهم مع الشرع، الأول من خلال اعتماد مسار تفاوض عربي يوفر احتضاناً له، والثاني هو اعتماد قناة أذربيجان، وهي التي تقود إلى الاتجاه الثالث وهو تركيا التي لديها نفوذ في سوريا وعلاقة قوية مع الشرع، وكل ذلك يتصل بإعادة رسم مناطق النفوذ في سوريا بما لا يتعارض مع الاستراتيجية الإسرائيلية، من هنا فإن لأذربيجان أهمية بارزة في هذا المسار نظراً لعلاقتها بتركيا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|