ارتفاع حصيلة الاشتباكات في السويداء.. والجيش الإسرائيلي يعلن استهداف دبابات
سنّة سنّة سنّة
تترنّح الطوائف في لبنان، ولا تسقط. تضعف ولا تموت. تنهض من جديد، غالباً نتيجة تأثيراتٍ خارجيّة. لم يحصل ما حصل لبعض الشيعة، إلا نتيجة عوامل أتت من خارج. ولم يتراجع حضور بعض السنّة إلا بفعل تدبيرٍ عقابيّ اتّخذته السعوديّة بحقّ سعد الحريري. وقبلهما شعر المسيحيّون بإحباطٍ لأنّ سوريا دفعت بزعيمَيهما الى اعتقالٍ ومنفى.
يخطئ بعض السنّة اليوم حين يؤدّون دور المظلوميّة، شاكين من خسارة رئيس الحكومة معركة تعيين، ومن توقيف مخالفٍ للقانون في طرابلس. إن أُوقف سنيٌّ، لا يعني ذلك استهدافاً للسنّة. أمّا دور رئيس الحكومة فليس إعلاء شأن السنّة، بل إصلاح البلد، وإن أخطأ فالخطأ يحمله هو لا الطائفة، وإن أصاب فالنجاح يُهنّأ عليه، هو لا الطائفة السنيّة.
وإن شئنا المقاربة الطائفيّة، لقلنا إنّ السنّة يمرّون بأفضل مرحلة، منذ ما قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. تراجع حزب الله، دوراً وقوّةً وسلاحاً وهيبةً. سقط النظام السوري العلوي. نشأ نظامٌ سنّي بديلاً عنه. فقدت إيران أذرعها. عاد لبنان الى حضنه العربي "السنّي". هل يشوّه هذا المشهد المتكامل عدم قدرة نواف سلام على تعيين حاكمٍ لمصرف لبنان، أم توقيف عميد حمود الذي يملك سجلّاً طويلاً من المخالفات في طرابلس؟
إلا أنّ هذه المقاربة الطائفيّة لا يجب، في أيٍّ حالٍ من الأحوال، أن تنسينا أنّ صعود الطوائف وتراجعها في لبنان هو شواذ، أمّا القاعدة فهي المحافظة على الدولة، إذ أنّ ما من طائفةٍ ضاعفت قوّتها إلا على حساب ضعف الدولة. ولن يكون البديل عن هتاف "شيعة شيعة شيعة" الطائفي المقيت، هتافاً للسنّة أو للمسيحيّين أو للدروز…
إنّ شعور بعض السنّة بالمظلوميّة غير دقيق. وشعور بعض السنّة بالقوّة غير مفيد. الالتفاف حول الوطن يحمي الطوائف من المغامرات والنكسات. ومن لم تعلّمه تجاربه وتجارب الآخرين فهو ناقص عقلٍ وبصيرة.
داني حداد-mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|