كرامي في مرمى الانتقادات... امتحانات "معقدة" تثير سخط اللبنانيين!

ليبانون ديبايت"

على رغم الظروف القاسية التي عاشها طلاب لبنان هذا العام الدراسي، بين حرب دموية واستهدافات متكررة لا تزال تلاحقهم، جاء امتحان مادة الفيزياء لفرعي العلوم العامة وعلوم الحياة ليُفجّر غضبًا عارمًا في الأوساط التربوية والشعبية، وسط اتهامات لوزارة التربية بـ"قطع الأمل" و"إجهازها على مستقبل الطلاب".

وزيرة التربية أكدت في أكثر من مناسبة أن الامتحانات ستُعد مع مراعاة التحديات التي مر بها الطلاب، وأن الوزارة ستأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية والمعيشية. لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حسب شهادات الطلاب والأساتذة وأولياء الأمور.

أصوات الطلاب

محمد ن. من فرع العلوم العامة وصف امتحان الفيزياء بأنه "معقّد جدًّا ولا يراعي الظروف"، مضيفًا أنه "كان يحتاج إلى وقت أكبر وتركيز أكثر، لكن الضغط الأمني جعل كل شيء أصعب".

رنا ع. من فرع علوم الحياة قالت: "اشتغلنا بأقصى ما لدينا، لكن الامتحان كان طويلاً وتعجيزيًا، وهذا غير مقبول في هذه الظروف".

غضب الأساتذة والأهالي

لم يكن الطلاب وحدهم الذين عبروا عن استيائهم، إذ أكّد عدد من أساتذة الفيزياء أن الامتحان تجاوز المستوى المتوقع، حتى في الظروف الطبيعية. أما الأهالي فطرحوا سؤالًا موجعًا: "هل المطلوب من أبنائنا أن يرسبوا جميعًا؟"

فخ مادة التاريخ

لم تقتصر المفاجآت على الفيزياء، إذ اشتكى طلاب فروع "علوم الحياة" و"الاجتماع والاقتصاد" و"الآداب والإنسانيات" من امتحان التاريخ، الذي اتسم بالأسئلة الطويلة والمعقدة والمتعددة المحاور، ما أربكهم كثيرًا.

طالبة من فرع الاجتماع والاقتصاد وصفت الامتحان بأنه "معقّد وملغوم"، وأضافت: "كأن أحدًا يريد إثبات أننا لا نستحق النجاح".

صرخة في وجه المستقبل

الطلاب والأساتذة والأهالي يطالبون اليوم بمراجعة سريعة ومنصفة لمستوى الامتحانات، ووضع آلية تصحيح تراعي الظروف الاستثنائية التي مر بها الطلاب، لا أن تكتفي بقياس ما كتب على الورق فقط.

الكرة في ملعب وزارة التربية، التي عليها أن تثبت أنها شريك حقيقي في بناء مستقبل الطلاب، لا خصمًا يزيدهم أعباء فوق طاقاتهم، ويقتل أحلامهم بقرار غياب العدالة والإنصاف.