الصحافة

الجيش: نحن جاهزون ولكن!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني، ومع بدء انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، وسيطرته على المنشآت التابعة لحزب الله، واستلامه زمام الأمن جنوباً، توجهت الأنظار إليه، وإلى مسؤولياته الكبرى في المرحلة القادمة وعلى المدى الطويل، لتأمين سلامة البلاد وحفظ الحدود.


وعلى الرغم من التباين في وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية حول قدرة الجيش وإمكانياته، فإنه من الواضح أن هناك إجماعًا لبنانيًا - أميركيًا على ضرورة تأمين كل ما يلزم الجيش في الفترة المقبلة، واندرج هذا الأمر في صلب الرد اللبناني على الورقة الأميركية.


تساؤلات عدة باتت تُطرح حول علاقة الجيش بـ"الميكانيزم"، ودور الأخيرة في عملية تنفيذ الاتفاق، بعد ما انتشر مؤخرًا من عمليات تفجير داخل الأراضي اللبنانية، وما يحصل باستمرار لناحية الخروقات الإسرائيلية المتكررة.


حقائق ميدانية


وفي هذا الإطار، أوضح مصدر عسكري رفيع في الجيش اللبناني لصحيفة "المدن" حقيقة الأمور، مؤكدًا أن البيوت التي تم نسفها محاذية للخط الحدودي، وأن المرور باتجاهها لم يكن عبر مراكز الجيش كما قيل. وأضاف أن السيطرة على المنطقة الحدودية ليست كاملة بعد، بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، وعدم انسحابه منها.


وأشار إلى أن العمليات التي نشرها الاحتلال وقعت ضمن منطقة يسيطر عليها، وعلى عكس كل الادعاءات، فإن الجيش اللبناني، بما يملكه من إمكانات، يقوم بواجباته، من حيث إزالة السواتر أو التجريف، وعند علمه بأي عمل إسرائيلي، يتوجه فورًا إلى الموقع ويعاينه، ويقف في مواجهة جنود العدو، كما يتفاعل سريعًا مع بلاغات لجنة "الميكانيزم"، ويعاين المواقع لسحب أي ذريعة قد يستخدمها الاحتلال للاعتداء.

 

ويؤكد المصدر أن الجيش قام بأكثر مما هو مطلوب منه، وأن خيار المواجهة العسكرية واجب عليه، وأن الجنود مستعدون، لكن الأوضاع لا تسمح حتى الآن، والمسؤولون السياسيون يحاولون إنهاء الاحتلال بطرق دبلوماسية، فالجنوب ولبنان دفعا فاتورة ثقيلة، والجيش يحاول تجنيب البلاد المزيد.



دور الجيش حاليًا


وعند سؤاله عن دور الجيش في المرحلة الحالية، يجيب المصدر العسكري: "الجيش ملتزم بتطبيق القرار الأممي 1701، وتأمين عودة السكان، والتنسيق مع اللجنة الخماسية، وهو سيكون الحجر الأساس في أي صدام عسكري مع إسرائيل، قبل أو بعد الانسحاب، ذلك أن المهمة أُسندت إليه بالكامل".


وأشار إلى ضرورة دعم الجيش تقنيًا وماديًا أيضًا، لأن المرحلة تتطلب تفرغًا كاملاً للعناصر لمواجهة التحديات.



وردًا على سؤال حول كيفية المواجهة نظرًا للفروقات العسكرية، يجيب: "ضمن إمكانياتنا، سنقوم بالدفاع عن وطننا وشعبنا في مواجهة أي احتلال، ومسؤولية الدعم لا تقع على عاتق الضباط، بل على عاتق المسؤولين في الدولة، وعلى عاتق الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار". معيداً تأكيده أن جنود الجيش في حالة تأهب دائمة، ولن يتوانوا عن القيام بواجباتهم، لكن وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد، ووفق التوجيهات العليا أيضًا.


الميكانيزم والجيش



برزت صراحة الموفد الأميركي توماس باراك في زيارته الأخيرة، بعدم تقديم أي ضمانات في الوقت الحالي، وكأنه يعلن فشل دور لجنة "الميكانيزم" التي لم تستطع ردع إسرائيل عن تنفيذ هجماتها على الجنوب والضاحية والبقاع. وفي هذا الإطار، علّق مصدر عسكري رفيع آخر لصحيفة "المدن" قائلاً: "إن التعاون بين الميكانيزم والجيش اللبناني قائم على أعلى المستويات، واللجنة تقوم بواجبها لناحية تسجيل جميع الخروقات التي يُبلغها الجيش اللبناني بها، والتواصل مع الاحتلال. ولكنها – أي اللجنة – لا تمتلك صلاحية اتخاذ قرار بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل، وبالتالي فإنها تقوم بما عليها، وبما هو مقدّر لها، ولو أن هذا الأمر غير كافٍ حتى اللحظة".



وبالتالي، لا توجد مشكلة في التواصل بين الجيش والميكانيزم، بل المشكلة الكبرى تكمن في التعنّت الإسرائيلي، وعدم احترامه لأي من الاتفاقيات.


وتعليقًا على كلام باراك حول عدم ضمان دور الميكانيزم، يلفت المصدر إلى أن "دور الميكانيزم عسكري، ودور باراك سياسي، إلا أن هذا مؤشر سلبي غير جيد وغير مطمئن خلال الفترة المقبلة، ويسبب قلقًا للشعب اللبناني، في حال تنصّلت أميركا من دورها في تأمين حماية الاتفاق ودور الميكانيزم".

مدة زمنية


الجميع يسأل عن المدة الزمنية التي ستبقى عليها الأمور بهذا الشكل، خصوصًا أن الشعب عمومًا، والجنوبيين خصوصًا، يعانون الأمرّين جراء الخروقات المتكررة وعمليات نسف المباني، وهنا يؤكد المصدر العسكري على أنه لا توجد مدة زمنية محددة، مبدياً أسفه لكون هذا الموضوع ليس في يد الجيش وحده، بل إن الأمر كله يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي. وطالما أن احتلال النقاط الخمس مستمر حتى هذه اللحظة، فلا يمكن الحديث عن وقت محدد، وأي كلام بهذا الشأن حاليًا هو أوهام بأوهام.

يؤكد المصدر أنه قبل الانسحاب وبعده ، فإن الجيش سيقوم بكل ما يلزم، وفي اللحظة التي يجد فيها أن إطلاق النار على جنود الاحتلال بات ضروريًا، فإن عناصره لن يترددوا في القيام بواجبهم.متوقفاً عند نقطة مهمة، وهي أن الجيش يراهن على حل سياسي وينتظره، مستبعدًا اللجوء إلى معركة عسكرية، لأن المستوى السياسي في البلاد يدرك حجم المخاطر المترتبة على هذه المعركة.

مزايدات ومخاطر

ما بين الدعم والمواجهة، ينتظر الجيش اللبناني حلًا سياسيًا يعيد الاستقرار إلى الحدود الجنوبية، ويؤدي إلى انسحاب إسرائيل من النقاط الخمسة، ووقف الخروقات، يستبعد خيار الحرب نظرًا لاختلال التوازن. وما بين ضرورة التدعيم، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يبقى الجيش في الواجهة، متحملًا مزايدات الداخل، ومخاطر الخارج.


حسن فقيه - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا