ساعات دامية في السويداء: إعدامات ميدانية وجثث في الطرقات وسط حصار خانق

مع ساعات الصباح الأولى، خيّمت أخبار الموت على مدينة السويداء، أولها نبأ استشهاد الطبيب طلعت عامر بعد تعرّضه لتصفية ميدانية أثناء توجهه لأداء واجبه الإنساني، وفق ما أكده أحد العناصر الذين أجابوا على هاتفه الشخصي، في اعتراف مباشر بعملية التصفية. ويُعرف الدكتور طلعت بين أبناء الثورة السورية وعموم أهالي درعا بسيرته الطيبة ومساعدته للناس تحت الخطر طيلة سنوات الثورة.
غير أن هذه الحادثة لم تكن سوى واحدة ضمن سلسلة من الانتهاكات الدامية التي تعصف بالمدينة منذ يوم أمس وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، في مشهد يوحي بأن السويداء تدخل واحدة من أكثر مراحلها ظلمة.
تشهد المدينة حالة من الرعب الشديد، مع تصاعد غير مسبوق في وتيرة العنف والانتهاكات بحق المدنيين، وسط غياب كامل لأي استجابة إنسانية أو تدخل لوقف الكارثة. فقد دخلت القوات العسكرية عدداً من أحياء المدينة والقرى المجاورة، وشرعت في عمليات اقتحام للمنازل، ترافق معها سلب ونهب للممتلكات، وتهديد مباشر للسكان تحت قوة السلاح. وأفاد شهود عيان بأن من رفض تسليم مفاتيح سيارته أو ممتلكاته، جرت تصفيته ميدانياً، في مشاهد وصفت بأنها "إعدامات فورية".
وفي مشاهد صادمة، تحدث السكان عن "تكويم جثث" أمام أبواب المنازل، وسط عجز تام عن نقلها أو دفنها، بينما تُرك المصابون ينزفون في الطرقات دون قدرة على إسعافهم، نتيجة استمرار الاستهداف العشوائي وعدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول.
كما تم توثيق تصفية عائلات بأكملها، في حين اكتظت أروقة مشفى المدينة بعشرات النساء والأطفال المصابين، بعضهم بحالات حرجة، نتيجة القصف وإطلاق النار العشوائي الذي طال منازل المدنيين، وفقاً لمصادر طبية.
ويزيد من مأساوية المشهد الانقطاع التام للكهرباء عن المدينة منذ أكثر من 24 ساعة، ما فاقم من معاناة السكان المحاصرين، وعرقل عمليات الإغاثة والإسعاف. كما تسبب الحصار بانقطاع الإمدادات، بينما أفادت مصادر محلية بأن قرى الريف الغربي تعرضت لقصف بصواريخ غراد وقذائف هاون، ما ينذر بأزمة إنسانية متفاقمة، وسط استمرار حركة نزوح لعائلات تبحث عن مأوى آمن.
تتوالى نداءات الاستغاثة من الأهالي عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل، في ظل غياب أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن هذه التطورات الخطيرة، مع تصاعد المطالبات بتحرك عاجل من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
السويداء، المدينة التي لطالما نأت بنفسها عن النزاعات المسلحة، تجد نفسها اليوم في واحدة من أكثر محطاتها دموية، وسط صمت وتعتيم مخيف.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|