كأس العالم... هل غيّر قطر؟
قبل 12 عاما، فازت قطر بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، لكنها كانت في ذلك الوقت "بلدا مختلفا للغاية" عما هي عليه الآن، كما تقول CNN.
ضخت الدوحة حوالي 220 مليار دولار لبناء مدينة جديدة تماما، ونظام مترو حديث ومئات المباني الفندقية والسكنية الجديدة.
وعلى غرار الدول السابقة التي استضافت أحداثا كبرى، كانت قطر تحت أنظار المجتمع الدولي. فضلا عن تحدي المعايير الثقافية والاجتماعية حيث تدفق أكثر من مليون مشجع لكرة القدم إلى بلدهم الصغير.
ونقلت الشبكة الأميركية عن، علي عدنان، وهو مشجع قطري قوله "لقد تغيرت قطر كثيرا في السنوات الـ 12 الماضية، ومن الناحية الثقافية، كان للبطولة تأثير كبير".
وأضاف "لقد شهدنا الكثير من التنوع الذي جعل القطريين يدركون أن الوقت قد حان لإسقاط الدروع".
قطر تضع اللمسات الأخيرة قبل استضافة المونديال.. فهل ستتمكن من تخطي التحديات التنظيمية الضخمة؟
وباستضافة كأس العالم، تعرضت قطر لضغوط شديدة لسن تغييرات قانونية. فقد فككت نظام الكفالة المثير للجدل، وهي ممارسة مستمرة منذ فترة طويلة تمنح الشركات والمشغلين السيطرة على توظيف العمال المهاجرين وتنقلهم ووضعهم كمهاجرين.
لكن لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الإصلاحات ستبقى قائمة بمجرد انتهاء البطولة وتحول أنظار العالم بعيدا عن الدولة الخليجية.
ويصر المنظمون القطريون للحدث على أن هذه التغييرات وجدت لتبقى.
وقالت، فاطمة النعيمي، المتحدثة باسم المنظمين القطريين للشبكة إن "كل هذا هو في الواقع جزء من الرؤية التي لدينا لعام 2030، وهو أحد ركائز تلك الرؤية".
وخففت قطر، وهي دولة محافظة للغاية، قوانين الكحول في الفترة التي سبقت البطولة، مما سمح للمشجعين بشرب الكحول في مناطق محددة ليبقى في الأماكن العامة غير قانوني، على الرغم من أنه قبل يومين فقط من انطلاق المباراة، أعلن الفيفا أنه لن يتم بيع الكحول في الملاعب.
كما أتاحت البطولة الفرصة للرجال والنساء للاختلاط في بلد معزول، وكان للنساء والأطفال حضور قوي في مناطق المشجعين والملاعب في حين أن مشاهدة المباريات كانت تقليديا مجالا يهيمن عليه الذكور.
ومع ذلك، يظهر التاريخ أنه من غير المألوف أن تكون الأحداث الرياضية الكبيرة مثل كأس العالم أو الألعاب الأولمبية محفزات طويلة الأجل للتغيير المجتمعي.
تجربة روسيا
واستضافت روسيا كأس العالم في عام 2018 وسعت إلى إظهار صورة التسامح من خلال السماح للجماهير بحمل أعلام قوس قزح على الرغم من حملة القمع المستمرة منذ سنوات على مجتمع المثليين.
لكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تجنب أي إصلاحات ليبرالية منذ ذلك الحين، مع تصاعد التوترات مع الغرب، وبعد غزو أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، وفي الأسبوع الماضي فقط، أقر مجلس النواب في البرلمان تعديلا على قانون "الدعاية للمثليين"، يحظر على جميع الروس الترويج للعلاقات الجنسية المثلية أو "الإشادة" بها أو الإيحاء علنا بأنها طبيعية.
"صافرة النهاية"
من ناحية أخرى، أظهرت الدراسات أن التقبل الدولي لألمانيا قد تعزز بعد استضافتها كأس العالم 2006، كما لا يزال الكثير من البنية التحتية الرياضية التي تم بناؤها قيد الاستخدام.
ونقلت الشبكة عن توماس غريفين، الأستاذ المساعد في الأدب الأميركي في جامعة قطر قوله إنه "لكي يكون هناك إرث إيجابي، يجب أن يستمر هذا التغيير".
وأضاف أن "ما أخبرنا به تاريخ البطولات في لندن والبرازيل وروسيا هو أن التغيير غالبا ما ينتهي بمجرد إطلاق صافرة النهاية، ويقع على عاتق قطر أن تثبت للعالم أن تغييرها هو أمر سيستمر إلى ما بعد المباراة النهائية للبطولة".
وفي حين تم إجراء تغييرات على قوانين العمل القطرية، تقول جماعات حقوق الإنسان إن هناك المزيد مما يجب القيام به.
وقبل شهر واحد فقط من بدء كأس العالم، قالت منظمة العفو الدولية إن إصلاحات العمل لعام 2020 لم يتم تنفيذها بشكل صحيح.
وقالت إن قطر لا تزال تفتقر إلى حرية التعبير وتكوين الجمعيات، وتميز ضد النساء والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين في القانون.
وفي حين دعا البعض إلى مقاطعة قطر بسبب معاملتها للمثليين، جادل آخرون بأن الذهاب إلى الدوحة وإظهار التضامن مع مجتمع المثليين هناك يمكن أن يؤثر على التغيير الدائم.
وقال وزير الرياضة الإسباني المثلي، ميكيل إيسيتا، الخميس، إن استضافة كأس العالم ستعني تحسنا طويل الأمد في سجل قطر في مجال حقوق الإنسان من خلال تعزيز الحرية والتسامح في البلاد.
وأشاد، جاكوب ينسن، رئيس الاتحاد الدنماركي لكرة القدم، بالتغييرات التي حدثت في قطر منذ عام 2010 في مقابلة مع شبكة CNN قال فيها "نحن لا نؤمن بالمقاطعة. نعتقد أنكم تحدثون فرقا في المشاركة والمناقشة والحوار".
لكن آخرين يرون في استضافة قطر للحدث صفعة على وجه نشطاء حقوق الإنسان.
وفي المؤتمر السنوي الـ 72 للفيفا في أبريل، ألقت رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليز كلافينيس، خطابا لاذعا وصفت فيه قرار منح قطر البطولة بأنه "غير مقبول"، وطالبت الفيفا ببذل المزيد من الجهد للدفاع عن مبادئها.
ومن المرجح أن يستغرق الأمر شهورا وحتى سنوات قبل أن يعرف المدى الحقيقي لتأثير كأس العالم على الدولة الخليجية الصغيرة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|