"ترويقة فلافل" وذكريات في سن الفيل... زيارة مفاجئة للرئيس عون (صور)
انتحاري موقوف لدى الأمن العام خطّط لتفجير نفسه في الضاحية
ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
أوقفت المديرية العامة للأمن العام، الشهر الماضي، بناءً على معلومات مسبقة، شخصين من التابعية السورية في مدينة صيدا جنوبي لبنان.
وقد أظهرت التحقيقات مع الموقوفَين، وهما خالد معمر الزعبي ومحمد علي العجلوني، أنهما ينتميان إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وكانا قد تسلّلا إلى الأراضي اللبنانية خلسةً عبر أحد المعابر غير الشرعية شمال البلاد، بمساعدة مهرّبين، بعد انهيار النظام السوري. وبعد وصولهما إلى منطقة الكولا في بيروت، حضر شخص لنقلهما إلى مدينة صيدا حيث أقاما.
أظهرت التحقيقات أن الموقوفَين كانا يعيشان معًا، ويعملان في أحد مطاعم المدينة، وكانا على تواصل مع شخص آخر في صيدا، تعرّفا عليه عن طريق المدعو “الهاشمي بن قريش”، وهو على ما يبدو عنصر (أو مسؤول في التنظيم) كانا يتواصلان معه “افتراضيًا”. اقترح عليهما عند الوصول إلى صيدا التواصل مع شقيقه والوثوق به. وتبيّن أن الزعبي والعجلوني كانا في صدد التخطيط لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان أو أنهما قدما لهذه الغاية، رغم أن أحدهما يُنكر ذلك، على الرغم من تقديمه أدلّة تشير إلى تورّطه، وتؤكّد أنهما سعيا للانضمام إلى “داعش” بملء إرادتهما. وقد تم تصنيفهما على أنهما “ذئبان منفردان” كانا يُحضّران لعمليات داخلية وكانا ينتظران إشارة.
وتؤكّد المصادر الأمنية أنه لم يتم العثور على أي أسلحة في حوزتهما، أو مواد تُستخدم في صناعة المتفجّرات، لكنّهما اعترفا بأنّهما كانا في صدد تأمين المواد.
- اعترافات خالد الزعبي:
في التحقيقات الأولية لدى الأمن العام، بإشراف القضاء المختص، أقرّ الزعبي، وهو الموقوف الأساسي، بأنه تعرّف إلى تنظيم “داعش” عام 2024 عبر تطبيق “فيسبوك”، عن طريق المدعو “أبو العثمان” (الاسم الحقيقي بحسب الزعبي هو أحمد الأحمد، سوري الجنسية). لاحقًا، نقله “أبو العثمان” إلى مجموعة خاصة على تطبيق “تيليغرام”، حيث تعرّف هناك على ثلاثة أشخاص آخرين، من بينهم شخص يُدعى “ناشر المعراج”، وآخر يُكنى بـ”أبي حذيفة الأنصاري”، إضافةً إلى محمد العجلوني، الذي سيصبح لاحقًا شريكه.
رغم أن الزعبي ادّعى أنه لم يبايع التنظيم علنًا بسبب توقيف “أبو العثمان” من قبل السلطات الأردنية، إلا أن التحقيقات بيّنت أنه يمتلك معلومات دقيقة لا يمكن الحصول عليها في حال كان مناصرًا فقط. كما أن شريكه العجلوني أكّد أن الزعبي هو من تولّى إرسال شريط مبايعته إلى “أبو العثمان” باستخدام وسيلة تواصل مشفّرة.
الزعبي أشار أيضًا إلى أنه كان على تواصل دائم مع شخصين آخرين في التنظيم، هما “الهاشمي بن قريش” و”ناشر المعراج”، وكان التواصل يتم عبر تطبيق مشفّر (متوفّر عبر المتاجر الإلكترونية) يُدعى “Element”، وتبيّن من تحليل هاتفه أن مشغّليه أرسلوا له روابط لفيديوهات تعليمية حول تصنيع عبوات ناسفة وتفاصيل عسكرية أخرى، وقد باشرا التدرب على ذلك.
كما اعترف الزعبي بأنه كان يحاول استدراج “شخص مسيحي” بهدف قتله، وأنه يكنّ كرهًا شديدًا للمسيحيين والشيعة تحديدًا. لكنه عاد وزعم أن ذلك يعود إلى رغبته في الارتقاء هرميًا داخل التنظيم من مستوى “مناصر” إلى “عامل”، بهدف نيل الثقة وتوسيع مهامه.
- اعترافات محمد العجلوني:
أما محمد العجلوني، فقد أكّد أن الزعبي ساعده في اعتناق فكر التنظيم رغبةً منه، مشيرًا إلى أنه بايع “داعش” عن طريقه عبر رسالة صوتية أودعها لديه الزعبي ليقوم الأخير بإيصالها إلكترونيًا إلى “أبو العثمان” (قبل توقيفه في الأردن). وأقرّ أيضًا بأنه يتشارك مع زميله الكره للمسيحيين والشيعة، وأوضح للمحققين أن التواصل مع الزعبي انقطع لفترة، ليتبيّن لاحقًا أنه كان موقوفًا لدى أحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، قبل أن يفرّ من سجنه إثر سقوط النظام.
خلال تلك الفترة، تواصل العجلوني مع شخص يُدعى “رعد البريدي” بناءً على توجيهات من “ابن قريش” الذي زوّده برابط إلكتروني للتواصل مع الزعبي داخل سجنه. وأبلغ العجلوني المحققين أن الأخير أطلعه على تفاصيل توقيفه، وأبلغه بأنه استدرج عسكريًا في الجيش السوري (السابق) وطعنه حتى الموت. وأفاد بأن الحادثة أثارت ضجّة على مواقع التواصل.
العجلوني أكّد أيضًا أنه كان يستخدم تطبيق “Element” للتواصل مع عناصر من التنظيم، وذكر منهم “ناشر المعراج”. وكنوع من فضّ يده من أي تهمة وإلباسها لشريكه الزعبي، زعم العجلوني بأن الأخير كان يُلحّ عليه لتنفيذ عملية اغتيال تستهدف شخصية، وفضّل أن تكون شيعية أو مسيحية. لكنه زعم أنه رفض الفكرة، لأن هدفه الحقيقي كان الالتحاق بالتنظيم في الصومال!!
مع ذلك، فإن اعترافات العجلوني أظهرت إلمامه بخطط شريكه، ما يُثبت وجود تناقضات في الاعترافات، خاصة عند شريكه. إذ أشار إلى أن الزعبي كان يعمل على استدراج شخص في بيروت لاغتياله، وكان حريصًا على أن يكون الضحية مسيحيًا. الأهم، هو تأكيده أن الزعبي كان يتحضّر نفسيًا لتنفيذ عملية “استشهادية”، لكنه لم يُحدّد أين، وهو ما يتقاطع مع اعترافات الموقوف خالد الزعبي نفسه أمام المحققين، عندما أقرّ بأنه كان يُفكّر بتفجير دراجة نارية في الضاحية الجنوبية لبيروت بهدف إلحاق الأذى بأكبر عدد من الشيعة.
وأشار العجلوني أيضًا إلى أن شريكه كان يُخطّط لإشعال حرائق في مناطق لبنانية متفرّقة، في ما يبدو أنها محاولة لإشغال الأجهزة الأمنية تمهيدًا لتنفيذ عمل أمني ما. هذا الاحتمال يبقى فرضية، تبقى الإجابة عليها من شأن التحقيقات المستمرة معهما بعد ورود إشارة قضائية بتوسيعها، علمًا بأن القضاء المختص أشار إلى إبقاء الموقوفَين قيد التحقيق والتوقيف.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|