قراءة في موقف جعجع.. هل تدفع "القوات" نحو المواجهة مع "حزب الله"؟!
عن فضيحة بيع الأراضي... الدويهي يفضح صمت الأحزاب المسيحية
في وقت تُباع فيه الأراضي المسيحيّة بطريقة مشبوهة على مرأى ومسمع الجميع، تتكرّر الصرخات وتتضاعف النداءات لوقف هذا النزيف الممنهج، لكن لا حياة لمن تنادي، فالأحزاب لا تُبدي أي موقف حاسم، وتختفي خلف حسابات انتخابية ضيّقة ولا تظهر إلاّ مع اقتراب موعد الانتخابات، هذا الصمت لم يقتصر فقط على الأحزاب، فالكنيسة أيضاً بحسب مصادر متابعة تطلق بيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى التهديد الداهم بل أحيانًا الى مستوى الصمت، وبين البيانات والمجالس المغلقة، تتكشّف حقيقة مُرّة، "ديموغرافية تتغير وأرض تُنتزع بهدوء، تحت أعين سلطة سياسية وروحية غائبة."
في هذا السياق، يؤكّد رئيس حركة الأرض، الشيخ طلال الدويهي، في حديث للـ"الكلمة أونلاين" أنّه لا شكّ أنّ جميع الأحزاب تمارس سياسة خجولة في موضوع بيع الأراضي، وما يُقال داخل مجالسهم الخاصة يختلف تماماً عمّا يطرح في العلن، وذلك لأسباب انتخابية خوفاً من خسارة أي صوت، مشيراً إلى أنّ هذه مسألة دقيقة ومؤلمة، لأنّ "الموس سيصل إلى رقابنا"، ومع ذلك لا يزال البعض يصرّ على تسييس الأمور، وبالتالي لا حزب مستثنى من هذا الواقع، فجميعهم مقصّرون ولا يقدّمون شيئاً فعليّاً في هذا الاتجاه.
ويلفت دويهي، إلى أنّ "أحد رجال الأعمال في مدينة زحلة قام بما يجب أن يُنجز منذ زمن، لكنه يُواجه ويُحارب اليوم لأنه يقول الحقيقة"، تماما كما يحصل معه، حيثُ تعرّض أيضاً للهجوم من السياسيين وحتى من الإكليروس، مشدداً على أنّ بيانات الكنيسة بموضوع بيع الأراضي خجولة جداً، لا ترتقي إلى مستوى الحفاظ على الهويّة.
ويُضيف، ما قامت به "حركة الأرض" كان في الأصل موضوع نقاش في مجلس المطارنة في زحلة، والمعلومات التي وصلتنا من مصادر داخل المجلس تؤكد ذلك، لكن عند النظر إلى ما صدر عنهم علناً من بيانات، يرى دويهي أنّ هناك تناقضاً كبيراً مع ما يُقال داخل الجلسات المغلقة، بل إن البيانات العلنية كانت باهتة.
ويُتابع، لا أفهم لماذا الكنيسة تعاني من هذا التردد، رجال الدين، سواء كانوا مطارنة أو رهبان، مكبّلون...لكن لماذا؟ لا أحد يملك الجواب، وما يحدث على الأراضي اللبنانية اليوم ليس معركة من سيصبح نائباً أو وزيراً أو رئيساً للجمهورية، بل معركة وجود.
ويُشير دويهي إلى أنّه وفقاً لأحد مراكز الاستقصاء، هناك حوالي 130 ألف منزل مدمّر أو شبه مدمّر بين الجنوب والضاحية، فالفقير من هؤلاء سيلجأ إلى الاستئجار، أما القادر فسيشتري، لكن أين سيسكنون غير في المناطق الآمنة؟ السلام في لبنان مناطقي، ويُضاف إلى ذلك وجود مليونَي نازح سوري، إلى جانب 100 ألف سوري ميسور الحال، من المؤيدين للنظام السوري أو من معارضيه، بالإضافة إلى ما بين 250 و300 ألف فلسطيني، منهم 200 ألف يعيشون بوضع مادي جيّد وقادرون على شراء العقارات، وهم فعليًّا يقومون بذلك.
ويختم رئيس "حركة الأرض" حديثه، "المسيحي اليوم يريد أن يشتري سيارة فاخرة ويحتسي القهوة في "اللينز"، بينما يبيع أرضه وكل ما يملك ليعيش حياة البذخ ويتباهى، بدل أن يُفكر بوجوده واستمراريته على هذه الأرض"، مضيفاً، لا حزب مدّ لي يد العون، جميعهم يربّتون على كتفي ويقولون: "ما تقوم به نحن لا نستطيع أن نفعله".
أمام هذا الواقع، لم تعُد البيانات الإنشائية تكفي، ولا الخطابات الموسمية تُقنع، وبالتالي ما يجري اليوم ليس مجرّد تداول عقاري، بل إفراغ تدريجي لمناطق بأكملها من عمقها التاريخي والسكاني، تحت أنظار سلطة غائبة وكنيسة مكبّلة وأحزاب صامتة، فإمّا أن يُقرَع جرس الانذار الآن، واما سنصحو على لبنان آخر.
كارين القسيس - الكلمة اونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|