من سيفوز بالمقاعد النيابية السنية في بيروت؟
يتردّد داخل الأوساط البيروتيّة أن عضو مجلس بلدية بيروت، العميد المتقاعد محمود الجمل، يدرس بجديّة قرار الترشّح إلى الانتخابات النيابية في العام المقبل. ويستند في ذلك إلى النتيجة التي حققها في الانتخابات البلدية، والتعاطف الشعبي الواسع الذي حظي به خلال جولاته الانتخابيّة، الذي مكّنه من خرق لائحة ائتلاف الأحزاب بحصوله على نحو 37 ألف صوت، مع العلم أنّ بعض المقربين من الجمل يلفتون إلى أنه لم يحسم أمره بعد.
ولا تُشكّل عضويته في المجلس البلدي مانعاً قانونياً من الترشّح، إذ إنّ المادة 29 من قانون الانتخابات البلدية والاختيارية (118/1977) وتعديلاته، تتيح لعضو المجلس البلدي الفائز في الانتخابات النيابية أن «يختار ضمن مهلة أسبوعين بين العضوية ووظيفته، وإلّا يُعتبر مُقالاً حكماً من عضوية البلدية، وتُعلن الإقالة بقرار من المحافظ».
كما يستند الجمل في درسه قرار الترشح إلى استطلاعات رأي أجرتها أخيراً بعض المؤسسات المتخصصة، حول المقاعد النيابية السنية الستة في بيروت، والتي ترجّح فوزه بأحدها، فيما تعطي «فوزاً مريحاً» للنائب نبيل بدر، الذي كان عرّاب لائحة الجمل في الانتخابات البلدية. يذكر أن بدر تمكن عبرها من «قطف» التعاطف الشعبي، بعد محاولات النائب فؤاد مخزومي تهميشه واستبعاد المقرّبين منه عن لائحة «بيروت بتجمعنا»، التي جمعت أعضاء محسوبين على معظم الأحزاب الأساسية في دائرتي بيروت الأولى والثانية.
الجماعة و«المشاريع»
وبذلك، يُعاد مشهد الانتخابات النيابية التي جرت في عام 2022، حين ترشّح بدر والجمل إلى جانب مرشّح الجماعة الإسلامية النائب عماد الحوت. إلا أنّ الإحصاءات تُبيّن أنّ فوز الحوت لا يزال غير مضمون، ضمن لائحة قد لا تتمكّن من الحصول على أكثر من حاصلَين، سيحظى بهما بدر والجمل. وتدفع نحو ذلك ممارسات مرجعيات مختلفة لإقصاء مرشحي الجماعة، بحجّة أنها «غير مرغوب فيها سعودياً»، على خلفية مشاركة جناحها العسكري في العمليات العسكرية في الجنوب بعد عملية «طوفان الأقصى»، إضافة إلى حملة تحريض محتملة ضدها في بيروت، كونها «محسوبة على محور المقاومة».
وعلى عكس الحوت، تحسم الإحصاءات قدرة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في ضمان حاصل انتخابي لمرشحها، بينما ستتركّز جهودها على محاولة تأمين حاصل ثانٍ يُتيح وصول نائبين محسوبين عليها إلى المجلس النيابي، مع الإشارة إلى أن الاستطلاعات تبين صعوبة ذلك.
وكحال «المشاريع»، يبدو أنّ المنافسة التي يخوضها للمرة الأولى صائب سلام، نجل الرئيس تمام سلام، ليست مستحيلة. فالأرقام تظهر أنه ليس بعيداً من تأمين مقعد له في ساحة النجمة، بالاستناد إلى حيثية والده البيروتية، عدا عن كونه يُعدّ العدّة جيداً للاستحقاق الانتخابي. وهو شكّل فريق عمل، وبدأ جولات شعبية للتعرّف إلى أكبر عدد ممكن من المفاتيح الانتخابية والفاعليات البيروتية، والعمل على استقطابها. يذكر أنّ بعض المتابعين يرجحون أن يأخذ سلام في الحسبان تجنب الانخراط في أي لائحة لا تحظى برضى سعودي.
وإذا كانت هذه الإحصاءات ترجّح فوز كل من بدر والجمل وسلام و«المشاريع» بالنسبة الأكبر من الأصوات السنية، فهي لا تأخذ في الحسبان تشكيل اللوائح والأسماء التي ستنضوي فيها. وهي مبنيّة على فرضية استمرار عزوف تيّار المستقبل عن المشاركة في الاستحقاق النيابي، ولا سيما أن الإشارات السياسية الخارجية قد تدفع بالرئيس سعد الحريري إلى اتخاذ قرار مماثل لموقفه في الانتخابات البلدية الأخيرة.
مع العلم أن بعض المحسوبين على «التيار الأزرق» يُروّجون أنّهم لن يلتزموا هذه المرّة بتوجيهات رئيسهم، في حال قرر عدم المشاركة.
وعليه، تُحصر المعركة الفعلية في بيروت في مقعدَين سُنيين، فيما تشير الاستطلاعات إلى أنّ النائب فؤاد مخزومي، ومعه النواب المحسوبون على «قوى التغيير»، كالنائبين إبراهيم منيمنة ووضاح الصادق (في حال قرروا الترشح)، لن يكون فوزهم مضموناً، بل ستكون مشاركتهم محفوفة هذه المرة بخطر الخسارة. وهم سيتنافسون في ما بينهم على هذين المقعدين، إلى جانب الحوت والمرشّح الثاني لـ«المشاريع» والمرشحين الآخرين الذين لم «يَطلّوا برؤوسهم» بعد.
مخزومي - «المشاريع»... وهاشمية معاً!
يتردّد بين بعض الشخصيات البيروتية أنّ اجتماعات مكثفة يعقدها النائب فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع من أجل التنسيق للانتخابات النيابية المقبلة وتشكيل لائحة مشتركة بينهما. لكن المفاجأة أنّ رئيس «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشمية يشارك في بعض هذه الاجتماعات، كما تلفت هذه الشخصيات إلى أنّ هاشمية سيُرشِّح محسوبين عليه على اللائحة المشتركة! ولم يُعرف ما إذا كان هاشمية قد بات يغرّد خارج سرب تيار المستقبل المتخاصم مع مخزومي، أم أنه سيلتزم بقرار الرئيس سعد الحريري في حال عزوفه عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، كما حصل قبل أشهر، حينما كان هاشمية يُنسّق أيضاً مع مخزومي و«المشاريع» لخوض الانتخابات البلدية بلائحة ائتلافية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|