محليات

هدوء "حزب الله" في مواجهة الضغوط.. أوراق قوة أم تمرير للوقت؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تحتدم في هذه المرحلة الضغوط الأميركية على لبنان، حتى باتت تقترب من ذروتها، في سياق مسار تصعيدي يتخذ أشكالًا متعددة سياسية واقتصادية وإعلامية. لكن اللافت في المشهد أنّ "حزب الله" يتعامل مع هذه التطورات بهدوء استثنائي، وكأنه يدير الموقف بخطة مدروسة بعيدًا عن الانفعال، رغم حساسية الملفات المطروحة، وأبرزها مسألة جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الثلاثاء والتي يُتوقع أن تتناول بشكل مباشر قضية حصر السلاح بيد الدولة، وهي من أكثر العناوين حساسية في الحياة السياسية اللبنانية.

هذا الهدوء لا يعني أن "الحزب" غير معني أو أنه يتجاهل حجم الضغوط، بل على العكس، يبدو أنه يدرك تمامًا أنّ ما يجري الآن هو المرحلة التي تسبق الوصول إلى أقصى درجات الزخم المضاد، قبل أن تبدأ هذه الضغوط بالتراجع نسبيًا. بمعنى آخر، "الحزب" يتعاطى مع الوضع على قاعدة أن التصعيد الحالي ليس إلا ذروة مؤقتة ستليها مرحلة انحسار بعد اسابيع او ربما اشهر، وأن الصبر وضبط الإيقاع في هذه اللحظة سيمنحه موقعًا أقوى لاحقًا.

ومن الواضح أن "الحزب" يراهن على جملة أوراق قوة يمتلكها. أولها، أن رئيس الجمهورية العماد

جوزيف عون لا يبدو مستعدًا لتدمير ما تبقى من عهده أو دفع البلاد إلى فوضى شاملة، وهو ما يعني أن هامش المناورة بالنسبة ل"الحزب" يبقى محفوظًا داخل المؤسسات الرسمية، وأن احتمال الذهاب إلى قرارات صادمة أو صدامات كبرى في الداخل ما زال مستبعدًا.

أما الورقة الثانية، فتتمثل في التقدير بأن إسرائيل، رغم كل ما قامت به عسكريًا في المرحلة الأخيرة، لا تستطيع الذهاب أبعد بكثير في التصعيد الميداني. فإمكانية اندلاع حرب شاملة مجددا تبقى ضعيفة، وأي تصعيد محدود يمكن ل"الحزب" أن يحتويه أو حتى يوظفه لمصلحته، سواء عبر تعزيز موقعه التفاوضي أو عبر شد العصب الداخلي.

كل ذلك يجري بالتوازي مع مشهد إقليمي متحرك، حيث تتسارع التطورات على أكثر من ساحة، من اليمن إلى غزة، مرورًا بسوريا والعراق، وصولًا إلى الملف النووي الإيراني والمفاوضات المحتملة المحيطة به. هذا الترابط بين الساحات يجعل من الواضح أن أي تغيير في موازين القوى الإقليمية سينعكس مباشرة على الداخل اللبناني، وأن ما يواجهه لبنان اليوم ليس معزولًا عن هذه البيئة الأوسع.

يبدو أن "حزب الله" يتعامل مع المرحلة الراهنة بعقل بارد، مستندًا إلى قراءة تعتبر أن الضغوط، مهما بلغت حدتها، ستبقى محكومة بسقف إقليمي ودولي، وأن القدرة على امتصاصها الآن قد تتحول إلى مكسب سياسي في وقت لاحق. هذه المقاربة، إذا نجحت، قد تعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة داخليًا، خصوصًا إذا ترافق ذلك مع هدوء محسوب على الجبهات الخارجية وتقدم في المسارات السياسية الإقليمية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا