بين كاريزما عون وكاريزما باسيل... نيّالنا
رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون يوم كان قائداً لـ "التيار الوطني الحرّ" وقادراً على قلب الموازين، كان باستطاعته أخذ مؤيّديه بالاتجاه السياسي الذي يختاره. فهو اختار حرب التحرير ولو كانت فاشلة، وهو اختار حرب الإلغاء ولو كانت مدمّرة، وهو اختار تفاهُمَين: الأول مع فريق الاحتلال السوري في لبنان يوم عاد من المنفى الباريسي على حصان طروادة بحسب مذكرات الوزير السابق كريم بقرادوني. والثاني، مع "حزب الله" يوم قرّر المضيّ باتفاق مار مخايل آخذًا أكثر من نصف المسيحيين إلى المحور الإيراني في سابقة تاريخية.
ميشال عون هذا لم تسعفه السنون ليكمل بالهمة ذاتها يوم وصل إلى قصر بعبدا أو قد يكون القدر قد أسعف المسيحيين فلم يعد عون الرئيس قادرًا على قيادة "التيار" وانتقلت القيادة إلى صهره النائب جبران باسيل الذي لا يملك الكاريزما التي امتلكها عمّه عون ولا القدرة على تطويع نواب "التيار" وقيادييه قبل القاعدة الشعبية، فبات همّ باسيل المحافظة على رئاسة "التيار" وتقليص الخسائر في مواجهة حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه سمير جعجع الذي نجح بإقناع المسيحيين بصوابية خياراته.
من يعرف باسيل يفهم موقفه اليوم ويتفهّم حاجته إلى قياديين في "التيار" ومناصرين له قريبين من "حزب الله". وإذا كان موقف مستشار باسيل منصور فاضل ومرشحه إلى الانتخابات النيابية في المتن الشمالي قد أزعج كثيرين إلا أن فاضل لم يقل إلا ما يفكّر به باسيل ويخطط له، والدليل على ذلك هو لقاءات باسيل الأخيرة مع وفد "حزب الله" واستقبالات الرئيس عون للوفد نفسه. والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي يُجمع اللبنانيون على ضرورة تسليم سلاح "حزب الله" وفرض سلطة وهيبة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، يغرّد باسيل وفريقه خارج سرب الإجماع الوطني ما يعطي "حزب الله" قدرة على طلب النجاة للمشروع الفارسي في لبنان. ولأن الجميع يعرف أن لا أمل لـ "التيار الوطني الحر" في الحصول على كتلة نيابية تفوق عدد أصابع اليد إلا بالتحالف مع "حزب الله"، فإن الغرض الفاضح من دعم باسيل وفريقه السياسي لـ "حزب الله" يضع باسيل وتياره في صلب المساءلة الدولية عن حماية خاصرة إيران في لبنان لأسباب نيابية لا أكثر ولا أقل. ولأن باسيل ليس ميشال عون، فإن أكثرية التياريين لا توافقه الرأي بل إن الكثيرين من القيادات العونية يطالبون بتسليم سلاح "حزب الله" ويرفضون وضع لبنان في المجهول "نكاية" بـ "القوات اللبنانية".
وبالعودة إلى ميشال عون القائد فإننا لمحظوظون كلبنانيين عموماً ومسيحيين خصوصاً أن باسيل لا يملك كاريزما عمّه وهو غير قادر على قلب الطاولة وعلى تعويم "حزب الله" وعلى أخذ لبنان إلى المجهول.
رامي نعيم -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|