محليات

الحزب يتجاهل قرار الحكومة ويمضي بسلاحه... "سقطة" قاسم تُنذر بتداعيات خطيرة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في خضمّ السجال الداخلي، ردّ حزب الله بعنف على قرار حكومة نواف سلام، واصفًا إياه بـ"الخطيئة الكبرى"، ومُلمِّحًا بوضوح إلى أنه غير معني به، وكأنّه لم يُتّخذ. رسالة الحزب كانت حاسمة: لا سلاح يُسلَّم، ولا تراجع عن خيار المقاومة، مهما كانت الأكلاف.

في هذا الإطار، رأى المحلل السياسي علي الأمين أن "هذا القرار صدر عن مجلس الوزراء ونال الأكثرية، أما التذرّع بالميثاقية وما إلى ذلك، فلا محل له من الإعراب".

و قال الأمين: "من المفترض بالحزب، بعد أن خاض هذه الحرب التي أدّت إلى ما أدّت إليه من تداعيات، أن يسأل نفسه أولًا، وهو يناقش هذا القرار من الناحية الدستورية والقانونية: كيف تورّط في حرب الإسناد من دون أن يستشير أحدًا؟ ولم يُعْنه، ولو للحظة، أن يسأل الدولة اللبنانية أو السلطات الرسمية عن رأيها في انخراطه في تلك الحرب".

وأضاف: "من يخوض حربًا بهذا الشكل، ويساهم من خلال قراراته في تدمير مناطق واسعة من لبنان، ويورّط البلاد في اتفاق "مذل"، لا يحق له اليوم أن يعارض قرارًا حكوميًا لا يمكن وصفه إلا بأنه خطوة في سبيل مواجهة آثار الدمار الذي تسببت به الحرب، والتي كان الحزب سببها بسبب قراراته الفردية".

ومن هنا، رأى الأمين أن "الحكومة تقوم بما يريده معظم اللبنانيين، والعنوان الأساس هو أن تكون هي صاحبة القرار. لذلك، إن كانت للبنان قوة حقيقية، فهي تكمن في وجود دولة تمتلك قرارها السيادي على كل المستويات، سواء العسكرية أو الأمنية أو السياسية أو الدبلوماسية".

وعن الموقف التصعيدي للحزب اليوم، قال: "أنا لا أعتقد أن الحزب سيُقدم على أي خطوة تبدو خارجة عن القانون. من حقه أن يعبّر عن موقفه، وأن يدلي بما يشاء من آراء، ولكن لا أرى أن حزب الله، الذي جعل من نفسه – نتيجة سياساته – كيانًا معزولًا، بات اليوم بلا حليف أو صديق أو جهة تتبنّى وجهة نظره".

وتابع: "حتى أقرب حلفائه من الطوائف الأخرى، لم نرَ أحدًا منهم يؤيد موقف حزب الله. وبالتالي، فإن الحزب يُدرك تمامًا أن أي خطوة استفزازية تمسّ الدستور أو تُخالف القانون لن تجلب له إلا مزيدًا من العزلة، وتُفاقم الحصار المفروض عليه، وقد تجعله في نهاية المطاف لقمة سائغة أمام إسرائيل".

وعليه، فإن الفرصة المتاحة أمام حزب الله لحماية نفسه، وحماية لبنان، تكمن في الانضواء الكامل تحت سقف الدولة، والتعاطي معها بشكل ديمقراطي، قانوني ودستوري، والتعامل بجدية ومسؤولية مع جميع قراراتها، سواء كانت تتقاطع مع مصالحه أو لا تصبّ في صالحه.

وفي حال قرر عدم اغتنام هذه الفرصة؟ أجاب الأمين: "لا، أنا برأيي، حزب الله لا يحبّ الانتحار. فهو يعرف مخاطر أي خطوة في مواجهة كل اللبنانيين، بل في مواجهة المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي. هذه الخطوة إن أقدم عليها ستكون "انتحارية"، وبرأيي هو لا يريد الذهاب إلى هذا المسار".

وعن الخوف من أن تؤدي التطورات إلى حرب أهلية؟ رأى الأمين أن "الحروب لا تحدث من تلقاء نفسها. دعونا نتذكر أن جميع الحروب الأهلية التي وقعت في لبنان لم تندلع إلا بوجود حاضنة إقليمية تُغذيها. وأنا برأيي، أرى أن حزب الله اليوم يفتقر إلى أي حاضنة إقليمية أو دولية. حتى إيران نفسها لم تعد في موقع يمكّنها من تشكيل مثل هذه الحاضنة، في حال دخل الحزب في حرب أهلية".

وأضاف: "العنصر الخارجي – وهو عنصر أساسي – غير متوفّر لقيام حرب من هذا النوع. وأي حرب تحتاج إلى تمويل وإلى إمداد بالسلاح، وكل ذلك، في رأيي، غير متاح حاليًا لدى الحزب. إلا أنني أرى أنه لا يرغب في خوض هذا المسار، لأنه سيؤدي به إلى كارثة أكبر من تلك التي حلّت به خلال الحرب الأخيرة".

وعن كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وموقفه التصعيدي، خصوصًا لجهة تهديده بأن "عشرات الصواريخ ستتساقط على إسرائيل" في حال قررت شنّ حرب واسعة؟ قال الأمين: "قاسم أخطأ بالإشارة إلى هذه النقطة، فهذا برأيي عنصر إضافي يُستخدم من الأطراف الدولية لتضييق الخناق أكثر على حزب الله وعلى لبنان".

وتابع: "هل لدى حزب الله القدرة على إطلاق صواريخ قبل أن تضربها إسرائيل؟ لبنان تحت المراقبة. فما هي هذه الصواريخ التي يمكن أن تُطلق دون أن تُكشَف قبل إطلاقها؟ من الواضح أنه بعد هذه الحرب، لا يمكننا الحديث عن أي قدرة ردع حقيقية لحزب الله تجاه إسرائيل".

وختم الأمين، بالقول: "كلام قاسم، برأيي، سقطة ستؤدي إلى تداعيات سلبية، في وقت لم يعد فيه الحزب قادرًا على التأثير أو تشكيل تهديد حقيقي لإسرائيل. هذه خطابات شعارات أكثر مما هي تعبير عن واقع فعلي".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا