جوزاف عون… “يا صبر أيوب”!
“عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلّحة وكرئيس للمجلس الأعلى للدفاع بحيث أعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح”.
هذا القسَم، الذي تعهّد به فخامة الرئيس جوزاف عون للبنانيين لحظة انتخابه رئيسًا، وعاد وأكّده في كلمته بمناسبة عيد الجيش، وعاد مجدّدًا وحسمه في جلسة بعبدا الثلاثاء، على أن يتمّ استكمال هذه الخطوة اليوم الخميس، لم يكن يومًا شعارًا، بل كان قولًا وفعلًا.
ومسألة السلاح التي يحاول البعض أن يدين الرئيس بها، لم تكن أبدًا هامشيةً خلال الأشهر الأولى من ولاية الرئيس، علمًا أنّ هذه الأشهر كانت شاهدةً على إعادة لبنان إلى الحضن العربي وعلى إعادة بناء علاقات لبنان والعديد من الدول، وكانت شاهدةً أيضًا على استعادة الثقة، وعلى نشاط لا يهدأ لرئيس تعهد بأن يعمل.
هذه الأشهر التي كان فيها موضوع السلاح الحاضر الأوّل، أمام الإعلام وفي كواليسه، إذ لم يتوقف الرئيس يومًا عن البحث فيه، بل ومنح الحزب 6 أشهر للنقاش والحوار والسماح، وتحمّل من بعض الأقلام ومن بعض الجهات ما لا يمكن لأيّ إنسان تحمّله من اتهامات وحملات مُمنهجة، وتشكيك!
ستة أشهر ورئيس الجمهورية يحاور بصمت، ويحاول البحث عن صيغةٍ “لبنانيةٍ” لموضوع السلاح، صيغة لا تُخرج الحزب بمظهر الخاسر وفي الوقت نفسه لا تأخذ البلد إلى الدمار.
ولكن ماذا كان المقابل؟
المقابل كان خطابات الشيخ نعيم قاسم المملّة، المكرّرة، والمكتوبة بحبر فائض القوّة الوهمية.
المقابل كان تصريحات نواب حزب الله، التي تضرب بالسيادة عرض الحائط.
المقابل، كان أقلامًا لا همّ لها سوى شتم الرئيس والتعدّي على شخصه وتحميله ما لا يحمل!
ولكن الرئيس الذي قال للبنانيين “عهدي إليكم”، بقي مصرًّا على الإيفاء بالعهود، فصمّ أذنيه عن القيل والقال، ولم يردّ على الاتهامات، لأنّ الردّ الحقيقي هو بالفعل وهذا ما بدأه فخامته في خطاب عيد الجيش.
هذا الخطاب، الذي يمكن اعتباره الجزء الثاني من خطاب القسَم، قال الكثير، للحزب، للبيئة، للبنانيين، فأكّد جوزاف عون أنّ حصر السلاح مسألة محسومة وأن لا مجال لقيامة الدولة إلّا بذلك، وأنّ الشيعة هم مواطنون لبنانيون يعيشون في حمى الدولة.
وعون الوطني، لم يكتفِ بذلك، بل مدّ اليد، ولكن بحزم، أوضح أنّ القرار اتخذ ودعا الجميع للالتقاء معه على هذا الهدف.
ولأنّ مهلة الـ6 أشهر كانت كافيةً للحزب، ولأنّ المراوغة لم تعد مقبولةً، عاد الرئيس وأكّد الحسم مجدّدًا في الجلسة الوزارية التي عقدت في بعبدا، وعلى الرغم من مغادرة وزيري الثنائي وتحفظ الوزير الثالث، لم يقبل الرئيس أن يخرج المجتمعون إلّا بموقف يؤكد أنّ ملف السلاح سينتهي قبل نهاية العام، وأنّ الجيش هو المكلّف بوضع الخطة.
الرئيس عون اليوم، وجّه رسالةً واضحةً للمنتقدين، وهم أنفسهم الذين عادوا مؤخرًا ليمدحوا الرئيس ويشيدوا بموقفه.
ولكن الرئيس لم يتغيّر، الرئيس كان يعمل بحكمة ودبلوماسية ووطنية، أنتم فقط من ظننتم أنّ لدى جوزاف عون عصا سحرية قادرة على إبدال الأمور بلحظة!
كلّا الرئيس عون لا يملك عصا سحرية… الرئيس عون يضرب بعصا الوطنية والسيادة، وهذا يحتاج إلى وقت وإلى جهد وإلى عمل.
نسرين مرعب ـ”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|