تدخل وقح في الشأن الداخلي: عراقجي يتجاوز حدود اللياقة!

في موقف مستفز وخارج عن كل قواعد العلاقات الدبلوماسية، أطلق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تصريحات عدائية وصادمة تتعلق بالشأن الداخلي اللبناني، متجاوزاً حدود اللياقة السياسية ومُمعناً في التدخل المباشر والفجّ في قرارات الدولة اللبنانية وسيادتها.

فقد قال عراقجي، في حديث إعلامي، إنّ "خطة نزع سلاح حزب الله والتي أقرتها الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، ستفشل"، معتبراً أن "سلاح حزب الله أثبت فعاليته في ساحة المعركة"، مشيراً إلى أن "الخطوات المقبلة التي سينتهجها الحزب موجودة بيده ونحن نسانده".

وفي هذا السياق، عبّرت مصادر سيادية بارزة عبر وكالة "أخبار اليوم" عن استغرابها الشديد من هذا التدخل الوقح الذي يضرب كل مفاهيم السيادة عرض الحائط، مؤكدة أن الدولة اللبنانية لن تقبل بعد اليوم بأي وصاية خارجية مهما كانت الجهة، وأن القرار اللبناني أصبح على طريق التحرر الفعلي من كل أشكال الهيمنة الميليشياوية والخارجية.

وشددت المصادر على أن تصريحات عراقجي لا تعبر فقط عن موقف غير مسؤول من قبل دولة أجنبية، بل تُظهر بوضوح مدى التورط الإيراني في تعطيل مشروع الدولة في لبنان، من خلال رعاية منطق الدويلة والسلاح غير الشرعي.

وأضافت: اللبنانيون قرروا استرجاع سيادتهم، والشرعية وحدها هي التي تملك الحق الحصري في حمل السلاح واتخاذ القرار الدفاعي، وأي سلاح خارج هذا الإطار هو سلاح غير شرعي، ولن يكون له مكان في مستقبل الدولة اللبنانية. وبالتالي، فإن الرسائل الإيرانية التي اتت على لسان عراقجي لن تُرهب اللبنانيين ولا قياداتهم السيادية، بل ستزيد من تصميمهم على المضي في مشروع استعادة الدولة.

وتابعت المصادر السيادية، إن المعركة اليوم ليست فقط مع حزب الله وسلاحه، بل مع كل منظومة الخارج التي تدعمه وتُحاول أن تُبقي لبنان رهينة مشاريع إقليمية لا تمت لمصلحته بشيء، فتصريحات عراقجي لا تُمثل فقط خرقاً فاضحاً للسيادة، بل تُعد محاولة سافرة لفرض وصاية جديدة بوجه مشروع الدولة.

أمام هذا التصعيد الإيراني، المطلوب من الحكومة اللبنانية، تختم المصادر نفسها، اتخاذ موقف فوري وعلني يرفض بشكل قاطع هذه التصريحات، ويطلب توضيحاً رسمياً من طهران بشأن هذا التدخل الصارخ، مع إمكانية استدعاء السفير الإيراني في بيروت إذا تطلب الأمر.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"