وليد البعريني يشنّ هجوماً عنيفاً على الشيخ نعيم قاسم : "شعب عايش بالوهم"
بكاء وهيستيريا... أطفال يفجّرون جدلاً واسعاً في حفلات الشامي في تونس
أن يبكي أحدهم في حفل فنانه المفضل تأثراً بموسيقاه أو كلمات أغانيه، فالأمر يبدو عادياً، لكن أن يدخل طفل في هيستريا من البكاء في سهرة فنية فالأمر قد يبدو بالنسبة لكثيرين غير عادي ومثيراً للحيرة والتساؤل.
هكذا كان الحال في تونس في الأيام الأخيرة مع انتشار مقاطع فيديو لعدد من الأطفال أغلبهم من الفتيات الصغيرات اللواتي جرى تصويرهنّ وهنّ يغنينّ باكيات بكثير من الحرقة في حفلات للفنان السوري الشامي.
وتسببت مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع داخل تونس وحتى خارجها في حملة تنمر واسعة استهدفت "المعجبات الصغيرات" بالفنان الشاب لتفتح النقاش في البلد حول تأثير السوشيال ميديا، والتسويق التجاري على الشباب، وخصوصاً الأطفال بالإضافة إلى أخلاقيات تصوير القُصّر في مثل هذه اللحظات العاطفية.
هوس محيّر
الجدل الحقيقي الذي أثارته هذه المقاطع تعلّق خصوصاً بهوس الجيل الصغير بالنجوم ومن بينهم الشامي صاحب الشهرة الكبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقسّمت مشاهد بكاء الفتيات وتأثرهن في جميع حفلات الشامي بتونس واصرارهن على ملاحقته من أجل التقاط صور معه رغم المراقبة الأمنية التي فرضت عليه، الرأي العام في تونس بين من استنكر هذه المشاهد واعتبر أنها مؤشر على ضياع جيل كامل، وبين من رأى أنها ظاهرة طبيعية تستوجب دراستها نفسياً واجتماعياً.
البحث عن الهوية
ما حدث في حفل الشامي فتح النقاش حول ظاهرة هوس الأطفال بالنجوم، فبينما يراها البعض ظاهرة عاطفية طبيعية، يعتبرها آخرون تحدياً نفسياً واجتماعياً قد تكون له آثاره السلبية على الأجيال القادمة.
الدكتور المختص في علم النفس أنس العويني يؤكد في تصريح لـ"النهار" أن الجيل الجديد الذي نشأ في بيئة مفتوحة على وسائل الإعلام الرقمية، قد يجد في الفنانين مثل الشامي رموزاً تشكل هويته أو تمثل تطلعاته.
ويزيد أن الشامي وغيره من الفنانين الصاعدين، بنجاحهم في التأثير على هذا الجيل، قد أصبحوا أحد هذه الرموز التي يربطها الأطفال بمشاعرهم الخاصة. ويقول إن المعجبات بالشامي هن فتيات صغيرات في بداية سنّ المراهقة التي هي مرحلة البحث عن تشكيل الهوية.
برأيه، الفتيات في هذا السن ينقصهن النضج العاطفي لذلك قد يرون في فنانهن المفضل الحبيب "ويذهب الأمر ببعضهن إلى حد نسج قصة حبّ معه تنتهي بالارتباط". كما يؤكد أن "هناك حاجة لدى هذا الجيل للانتماء"، وفي حالة الشامي فهو شاب صغير السن استطاع أن يشق طريقه بنجاح رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها لذلك هو نموذج جيد بالنسبة للجيل الصغير الذي يبحث عن القدوة" وفق تقديره.
ويقول العويني إن الهوس بالفنانين بالنسبة للمراهقات ونجوم كرة القدم بالنسبة للذكور في الحقيقة قد يكون محاولة للهروب من الواقع والضغوطات التي قد تمارسها العائلة عليهم.
ظاهرة صحية
ولا يرى العويني في إعجاب الأطفال بالنجوم ظاهرةً مرضيةً "إلّا إذا تحوّل الأمر إلى هوس" وفق قوله، معتبراً أن الفن وسيلة جيّدة للتعبير والتخلص من الضغط.
لكنه في المقابل يحذر من الهوس المرضي الذي قد يكون سبباً في عزلة الطفل وانغلاقه واستغلاله مادياً ونفسياً ويوضح: "دائماً ما يحيط بالنجوم ثقافة استهلاكية تحاول أن تستغل شغف المعجبين بهم وتحولهم إلى كائنات تستهلك كل ما يتعلق بهم".
وبين البحث عن الذات والحق في الحماية، يبدو أن تونس، كغيرها من الدول، مطالبة اليوم بإعادة التفكير في ملامح شخصية الأجيال الجديدة. فهل ما حدث في حفلات الشامي ظاهرة عابرة، أم بداية لتحوّل ثقافي أعمق يستحق تأملاً ونقاشاً أوسع؟
كريمة دغراش -"النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|