الصحافة

قرار الحرب أو السلم بيد مَن؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إلى الذين يريدون أن يحاربوا إسرائيل، نحب أن نسألهم: هل عندنا القدرة والإمكانيات والسلاح والمال لنحارب العدو الإسرائيلي؟
قد يكون عندنا الرغبة والكرامة والإرادة وعزة النفس، وكلها عناوين جيّدة ومهمة، لكنها غير كافية...
على افتراض جاءت طائرة «درون» وألقت صواريخها علينا.. فماذا نفعل؟
هل نصلّي لتبتعد عنّا؟ أو نصلّي لها أن لا تصيبنا؟
يا جماعة الخير.. بالعودة الى التاريخ، أي الى قبل عام 2000، يوم انسحبت إسرائيل بقرار إسرائيلي من لبنان، وأعلنت ذلك رسمياً. تلك كانت فرصة كبيرة لنستفيد من هذا الانسحاب، ونعيد تقييم وضعنا على جميع الأصعدة، ونتخذ القرار الذي يناسبنا ويكون في مصلحة الشعب اللبناني، وضمن إمكانياته... فما الذي حصل؟؟
قامت الدنيا ولم تقعد على شهيد الوطن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأنه أبدى رغبته بإرسال الجيش اللبناني الى الجنوب.
وكي نذكّر المواطنين الكرام.. يومذاك كان القرار اللبناني للأسف يأتي من سوريا، أي يجب أن توافق سوريا على أي قرار لبناني حتى ولو كان ضد مصلحة الشعب اللبناني.
تلك المرحلة كان لبنان مُلزّماً لسوريا، بمعنى أدق، لا يُنتخب رئيس للجمهورية إلاّ بموافقة سورية، ولا تشكّل حكومة ولا يعيّـن رئيس للحكومة، ولا يُختار الوزراء إلاّ بعد موافقة سورية. وللعلم فإنّ رئيس الحكومة المكلف كان يذهب الى سوريا ليقابل نائب رئيس الجمهورية الاستاذ عبد الحليم خدام ويأخذ الموافقة، وفي طريق العودة يمر عند اللواء غازي كنعان ليأخذ مباركته...
أما الانتخابات النيابية، فكانت بحاجة الى مباركة من المخابرات السورية، وتحديداً من اللواء غازي كنعان، وكان الأخير يتّبع أسلوب تركيب اللوائح التي يمكن أن تربح.
في أحد الأيام كلمني العميد رستم غزاله (أبو عبدو)، وذهبت الى مكتبه في الرملة البيضاء، أعطاني 3 خرائط لتقسيم بيروت، وقال لي: «أريد رأيك». أجبته بسرعة: «لا تضيع الوقت... فأنت تبحث عن طريقة أو خارطة تضر بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأنكم تريدون تحجميه».. أضفت: «لا تضيع وقتك مهما اخترعت من خرائط لا يمكن كسر رفيق الحريري، لأنّ كل الشعب معه»...
انتهت سوريا من حكم لبنان على مرحلتين: المرحلة الأولى، عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخروج السوريين قبل 3 أيام من تنفيذ القرار الأممي 1559 الذي ينص على انسحاب السوريين من لبنان، كما أعلنها الرئيس الهارب بشار الأسد.
المرحلة الثانية، بعد أن بدأت الحرب الأهلية عام 2011 وضعف الحكم.
أما اليوم، وبعد وقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي وبين لبنان.. فإنّ هناك مرحلة جديدة يجب أن نفهمها، ولكن يبدو أنّ بعض حاملين الرؤوس العنيدة لا يريدون أن يفهموا.
منذ وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي قتلت إسرائيل أكثر من 400 شهيد، الحزب ملتزم بعدم الرد حسب الاتفاق.. وهذا الكلام ليس دقيقاً، لأنّ الحزب لا يملك إمكانيات الرد، وهذه هي الحقيقة.
أتمنى أن يكون لدى الحزب الجرأة بأن يعترف أننا في مرحلة جديدة، لا يمكننا أن نحارب إسرائيل بخطاب من وزير خارجية إيران يعلن فيه دعم المقاومة.. وقبل أن يدعم المقاومة، ألا يعلم ماذا فعلت إسرائيل خلال 12 يوماً في حربها على إيران، إذ دمّرت 3 مفاعل نووية كانت تدّعي أنها -أي أميركا وإسرائيل- لن تستطيعا أن تصل الى مواقع معامل تصنيع وتخصيب اليورانيوم الذي يستعمل في صنع القنابل النووية.
باختصار، نتمنى على إخوتنا وشركائنا في الوطن أن يعودوا الى الوطن، لأنّ إيران لم تستطع أن تدافع عن نفسها، فكيف تدافع عنّا؟
أما الذين يعتقدون أنّ بإمكانهم أن يحاربوا إسرائيل، فأقول كما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: ما كل ما يتمنى المرء يدركه... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
الدنيا تغيّرت، وإمكانية محاربة إسرائيل بعد العام 2000 أصبحت شبه مستحيلة، فرحمة بالعباد والبلاد.. عودوا الى الوطن... وكفى مراهنة على الغريب.

بقلم : عوني الكعكي

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا