"السّويداء لم تعد تحتمل الصّمت الدّوليّ" ...الشيخ الهجري يناشد العالم لفكّ الحصار ويشكر ترامب و إسرائيل
أصدر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء الشيخ حمكت الهجري بياناً جديدا يناشد فيه لفك الحصار الجائر عن السويداء , جاء فيه :
نتقدم من موقعنا الروحي و الوطني بخالص العزاء لأرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن الأرض و العرض و ارتقوا و هم يواجهون ببطولة الهجمات الإرهابية التي لا تمت للإنسانية بصلة تاركين خلفهم شهادة للتاريخ على صمود السويداء و شرف أبنائها .
فمن أرض لا تنحن و من شعب لا يساوم على كرامته و من جبل لا يعرف الانكسار منذ أن ولدت فيه البطولة نرفع هذا البيان إلى العالم لا لنطلب عطفا بل لنقيم الحجة .
السويداء ، تلك الأرض التي حملت على كتفيها عبء الصمت الدولي لم تعد تحتمل المزيد من الجراح ، ففي الأيام الأخيرة شهدت سلسلة من الجرائم التي لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة ممنهجة تنفذ بدم بارد و تدار من غرف مظلمة تحركها أياد اعتادت أن تكتب بالدم لا بالحبر .
أطفال ذبحوا أمام أعين أمهاتهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان .
شيوخ اعدموا في الساحات العامة بلا شفقة و لا رحمة .
منازل أحرقت بمن فيها و كأن النار أصبحت لغة الحكم .
مدنيون خطفوا كرهائن ليستخدموا في لعبة سياسية قذرة .
حصار خانق امتد لأسابيع شمل قطع الماء و الكهرباء و الغذاء في محاولة لكسر إرادة شعب لا ينكسر .
قصف عشوائي بالصواريخ و قذائف الهاون استهدف القرى الآمنة دون تمييز بين طفل أو شيخ و بين بيت أو مدرسة .
و هذه ليست تجاوزات فردية بل خطة إبادة صامتة تنفذ على مرأى و مسمع من العالم و تغلف إعلاميا بأكاذيب فرض الأمان .
و أن استخدام التجويع كوسيلة ضغط على المدنيين لا يعد مجرد انتهاك بل هو جريمة حرب موصوفة يدان مرتكبيها أمام القانون الدولي و أمام البشرية ، فبموجب المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف و المادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني يحظر صراحة استخدام السلاح ضد السكان المدنيين أو عرقلة وصول الإغاثة الإنسانية ، و قد جاء التعديل الذي أدخل عام 2019 على المادة الثامنة من نظام روما الأساسي ليجرم هذا الفعل بشكل لا لبس فيه في النزاعات الدولية و غير الدولية على حد سواء .
و من موقعنا ندين بشدة حملات التزييف التي تقودها وسائل الاعلام الرسمية و بعض القنوات الداعمة لحكومة الأمر الواقع و التي تحاول أن تلبس الجريمة ثوب الأمان و تروج لسلام زائف يبنى على أنقاض الأبرياء .
فكيف لمن تلطخت أيديهم بدماء الأطفال أن يصبحوا دعاة سلام ؟.
شكرا لمن وقف مع الحق ، إننا نثمن مواقف الدول التي رفضت الصمت و وقفت إلى جانب المظلومين و في مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموقفه الواضح في دعم الأقليات و رفض الاستبداد و دولة إسرائيل حكومة وشعبا لتدخلها الإنساني للحد من المجازر بحق أهل السويداء بدافع أخلاقي و انساني ومن دول الخليج العربي الشقيقة التي عبرت بوضوح عن رفضها لحكم الإرهاب و دعمها لقضية شعبنا المظلوم ، و نشكر الإدارة الذاتية لمنطقة شمال و شرق الفرات و المنظمات التابعة له على دعمها الصادق لأهلهم في السويداء .
فإننا نناشد الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي أن يتحرك فورا و ينهي هذا الصمت القاتل .
و عليه نطالب بما يلي :
أولا – فتح تحقيق دولي مستقل حول الجرائم المرتكبة في السويداء .
ثانيا – إحالة المتورطين بهذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية .
ثالثا – ارسال بعثات مراقبة دولية لحماية المدنيين .
رابعا – وقف كل اشكال الدعم السياسي و العسكري للفصائل الإرهابية المحيطة بالسويداء .
خامسا – نتوجه إلى الدول الضامنة بالضغط على حكومة الأمر الواقع للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار و عدم تكرار الخروقات و الاعتداءات التي تمت خلال سريان هذا الاتفاق و الذي تم الالتزام به من قبلنا و نؤكد على لزوم انسحاب كافة الميليشيات و المجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء لتأمين عودة أبنائنا إلى قراهم و منازلهم .
رسالة من القلب إلى الأحرار أين ما وجدو إلى كل من لا يزال يؤمن بأن الأوطان لا تبنى على الدم و أن الكرامة لا تشترى ، لسنا دعاة حرب و لا نحمل السلاح إلا دفاعا عن أنفسنا و كرامتنا ، لكننا نرفض أن يقتل أبناؤنا باسم الوطن و تقصف قرانا تحت ذريعة فرض هيبة الدولة ، لقد صبرنا كثيرا و لكننا لن نصمت أمام استمرار المجازر فالسويداء ستبقى شامخة و أهلها درعاً للحق و جبلها عصيا على الانكسار .
و ادعوكم أبنائي و أخوتي لوحدة الصف و وقفة الرجل الواحد و تضميد الجراح بالمحبة و السلام و التآخي و نبذ الفتنة ، فالمحبة ليست ضعفا بل قوة توحد الصفوف و الفتنة ليست رأيا بل نارا تحرق الجسور بيننا فلنكن صوت العقل و نداء السلام و لنطفئ شرارة الفتنة بكلمة طيبة و بموقف شجاع و بنية صادقة ، فخيارنا أن نكون جسدا واحدا و قلبا واحدا .
والله ولي التوفيق
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|