تضامن واسع مع الجيش بعد استشهاد عناصره... و"الخارجية" تؤدّب "ولايتي"
في لحظة مصيرية تتّجه فيها أنظار الداخل والخارج إلى الجيش اللبناني، بعدما أوكلت إليه مهمة وضع خطة لحصر السلاح غير الشرعي، تلقّت المؤسسة العسكرية ضربة موجعة يوم السبت، بعدما ارتوت أرض الجنوب بدماء ستة من عناصر الجيش، قضوا في انفجار هزّ مخزنًا للأسلحة والذخائر، حين كانوا يعملون على تفكيك محتوياته في منطقة وادي زبقين – مجدل زون بقضاء صور.
وفيما تواصل المؤسسة العسكرية تحقيقاتها لكشف ملابسات هذه المأساة، أشارت مصادر سياسية متابعة لـ "نداء الوطن" إلى أن كل الفرضيات مطروحة ولا يمكن حسم أيّ منها بعد، مؤكدة، في المقابل، أن الجيش الذي يرفع شعار "شرف، تضحية، وفاء" لن تعيده هذه الفاجعة إلى الوراء وسيواصل تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه مهما كلّفه الأمر من تضحيات ومهما بلغ حجم التحديات.
في المواقف، أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، لتعزيته ومتابعة تفاصيل الحادثة، وقال في بيان إن "هؤلاء الشهداء الأبرار سطّروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين".
بدوره، عزّى رئيس الحكومة نواف سلام بشهداء الجيش، وقال إنّ ما حصل يجدّد التأكيد أنّ "جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية".
أمّا رئيس المجلس النيابي نبيه برّي فقال "إننا في هذه اللحظة الأليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه، من أجل تمكينه من إنجاز مهامه الوطنية التي أقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات".
رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ديوداتو أبانيارا، اعتبر أن الجيش اللبناني يواجه تحديات ومخاطر كبيرة في أداء مهامه في ظل الوضع الأمني الحالي، وباعتباره الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن الأمن في البلاد".
كما أبرق الموفد الأميركي توم برّاك، إلى الرئيسين عون وسلام معزّيًا باسم الرئيس دونالد ترامب والشعب الأميركي، مؤكّدًا أن بلاده تقف إلى جانب لبنان في هذه اللحظة الحزينة. وأضاف: "لقد كرّس هؤلاء الجنود الشجعان أنفسهم لحماية أمن لبنان واستقراره، وسيُخلَّد تفانيهم وتضحياتهم في الذاكرة، وتُكرَّم خدمتهم".
وإلى جانب سيل من المواقف العربية والدولية، برز بيان تعزية من الخارجية السعودية التي أكدت تضامن المملكة مع لبنان حكومة وشعبًا، مشيدًا بالجهود التي يبذلها الجيش اللبناني لبسط سيادة الحكومة اللبنانية على أراضي البلاد كافة.
"الحزب" وإيران: لا لنزع السلاح
في غضون ذلك، وبينما كانت ردود الفعل تتواصل على مواقف رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، والتي قال فيها "نموت ولا نسلّم السلاح ويروحوا يبلّطوا البحر"، واصلت إيران مواقفها الاستفزازية بشأن ملف السلاح.
ففي تصريحات مشابهة لوزير الخارجية عباس عرقجي، قال مستشار المرشد الأعلى في إيران، علي أكبر ولايتي، إن بلاده تعارض نزع سلاح "حزب الله" واعتبر أنّ هذه الخطة ستفشل، مشكّكًا بقدرة الحكومة اللبنانية على حماية البلاد.
وعلى غرار ما حصل مع عراقجي، لم تقف وزارة الخارجية اللبنانية صامتة امام مواقف ولايتي، فردّت ببيان ناريّ شجبت فيه تصريحاته كونها تشكّل تدخّلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية. وأضاف البيان أنّ "مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي هي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم، عبر مؤسساتهم الدستورية الديمقراطية، بعيدًا عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول".
استفزازات الشارع... تابع
وعلى وقع المواقف الرافضة لنزع السلاح والمعرقلة لتطبيق قرارات الدولة، واصل أنصار "الدويلة" مسيراتهم الاحتجاجية، لليلة الثالثة على التوالي، حيث جابت مواكب الدراجات النارية الشوارع، وخصوصًا الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما عمل الجيش على تفريقهم ومنعهم من دخول بعض المناطق، للحؤول دون تطوّر الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
وجاءت التظاهرات، رغم البيان الواضح الذي أصدرته قيادة الجيش، حذرت فيه "المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج". وإذ أكد احترامه لحرية التعبير السلمي عن الرأي، جزم بأنّه "لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|