في القاع... عيدٌ وتهريب وحملاتُ تخويف
لطالما لعبت بلدة القاع دور الحارس للوطن في قلب سهل البقاع الشمالي، وعلى تخوم الحدود اللبنانية – السورية. وبالرّغم من هدوء وتيرة التوتّرات عند الحدود، إلا أنّ القاع لا تزال تعيشُ على إيقاع تحدّيات أمنيّة مُتجدّدة، ليبقى قدرها أن تكون خطّ تماس بين الاستقرار والفوضى، وبين الأمل والخوف، بانتظار أن يَسلَم لبنان ككلّ، لتعرف هي طعم الهناء والاستقرار الحقيقي.
تشهدُ القاع في عزّ آب زحمة كبيرة من أهلها الذين يحضرون من بيروت ومن عدد كبير من بلدان الاغتراب للاحتفال بعيد السيّدة، الموعد السنوي المنتظر في روزنامة نشاطاتها. "الأجواء طبيعيّة في البلدة، ونشهد هدوءاً أمنياً وانتشاراً كبيراً للجيش"، يقول رئيس بلدية القاع بشير مطر، مُتحدّثاً لموقع mtv "عن حملة تخويف غير واقعيّة شهدناها خصوصاً جرّاء أحداث السويداء، ربّما لتبرير وجود السّلاح في الدّاخل، ولكنّها غير واقعيّة مطلقاً، فالجميع في البلدة يؤمن بالدّولة وبالشرعيّة وبسلاح الجيش اللبناني الحامي الوحيد للبنانيّين".
وإذ يُشير مطر الى أنّ "وتيرة التهريب خفّت كثيراً بفضل إجراءات الجيش"، يكشف أنّ "ظاهرة الدخول خلسة الى لبنان مستمرّة، ونشهد أيضاً ظاهرة تهريب للدجاج عبر درّاجات ناريّة من سوريا الى لبنان وهو أمرٌ خطيرٌ للغاية لناحية السلامة الغذائية، فضلاً عن أنّنا لم نُسجّل عودة نهائية لعدد من اللاجئين السوريين على عكس مناطق لبنانية أخرى، لا بل لا يزالون يخرجون ويدخلون الى لبنان ويعيشون هنا ليحصلوا على مساعدات"، مشدّداً على اعتماد "مبدأ "نُخوِّف ولا نخاف"، فبالرّغم من تقاطع المصالح من حولنا ما يضرّ بالبلدة، إلا أنّنا صامدون ولن نتخلى عن أيّ حقّ من حقوقنا، وخوفنا الوحيد هو من حصول أعمال تخريبيّة تخدم منطق التسلّح".
"تتعرّض القاع لاعتداءات مستمرّة من الجوار، عبر حرمانها من المياه بشكلٍ أساسي" وفق مطر، الذي يؤكّد أنّ "التعدّيات كثيرة على أراضينا من قِبل لبنانيّين وسوريّين، وتُسجّل ظاهرة سوريين زوّروا أوراقهم لدى بعض المخاتير اللبنانيّين ليصبحوا "مكتومي قيد لبنانيّين"، وأعدادهم كبيرة جدّاً، أضف الى كلّ ذلك، الأعداد الهائلة للدراجات النارية المخالفة التي تجوب الطرقات والشوارع وتتسبّب بحوادث سير مأساوية وتؤدي الى وفيّات"، داعياً القوى الأمنية الى "تكثيف دوريّاتها في القاع وفي جوارها"، ومناشداً وزير الأشغال فايز رسامني "إعادة تأهيل طريق القاع الحدودية مع سوريا لأن وضعها سيء جدّاً وكأنها ليست تابعة للدولة اللبنانيّة".
اعتادت القاع أن تكون خط الدفاع الأول في وجه التهديدات الأمنيّة عند الحدود، ولكنّ معاناة البلدة دائمة في زمن السّلم كما في زمن الحرب، بانتظار حضور أقوى للدولة ومطرقة حديديّة تضرب حيث يجب وتقرع حيث يجوز لتُعلن أنّ الدولة هي الحامي الوحيد لقلب الوطن ولآخر نقطة فيه.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|