معاناة مستمرة لمرضى السرطان في السويداء نتيجة نقص المواد الطبية

تستمر معاناة مرضى السرطان في محافظة السويداء بسبب نقص كبير في الأدوية والعلاج اللازم، وسط حالة من الانتظار والقلق تتفاوت بين المرضى الذين ينتظرون بفارق صبر متفاوت.

في الوقت الذي تم تداول أخبار عن وصول كميات كبيرة من الأدوية السرطانية إلى المحافظة، تشير مصادر محلية إلى أن هذه الأنباء لا تعكس الواقع، حيث لم تصل حتى الآن أي كميات من الأدوية المطلوبة إلى مراكز العلاج داخل المحافظة.

ورغم الوعود المتكررة من جهات عدة لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية، لم يتم حتى اللحظة تلبية هذه الاحتياجات، مما يترك المرضى وأسرهم في حالة من الترقب المقلق، وسط مخاوف من توقف العلاج وتأثير ذلك على صحة المصابين.

وعلى صعيد متصل، نفى مدير جمعية مرضى السرطان، الدكتور عدنان مقلد، وصول المساعدات، مؤكداً الحاجة الماسة للمرضى، مشيراً إلى وجود وعود من عدة جهات لكنها لم تُنفذ بعد.

ويشهد القطاع الصحي في السويداء نقصاً ملحوظاً في الخدمات والمستلزمات الطبية، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة، مما يعمق من معاناة الفئات الأكثر هشاشة، ومنها مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى دعم فوري.
وتبقى الحاجة ماسة إلى تدخل فاعل لتوفير الأدوية والعلاج المناسب، بهدف تخفيف الأعباء عن المرضى وتأمين حياة كريمة لهم وسط الظروف الصعبة التي تواجه المحافظة

وأشار المرصد السوري يوم أمس الأول إلى تحديات تواجهها محافظة السويداء في توفير الأدوية والمساعدات الطبية، إذ تلقى المرصد معلومات من العاملين في الفرق الطبية، تفيد بأن الوضع الصحي في محافظة السويداء لا يزال غير مستقر، ويشهد تحديات عدة، وسط نقص مستمر في الأدوية والمساعدات الطبية.

وأشارت المصادر، إلى أن النقص في الأدوية يشمل مختلف الاحتياجات، لا سيما أدوية ضغط الدم والسكري والشحوم، والتي لا تغطي حاجة جميع المرضى بشكل كافٍ.

كما أن المواد المتعلقة باحتياجات الأطفال، مثل حليب الأطفال، التي وصلت إلى المحافظة عبر قوافل المساعدات الإنسانية، غير كافية لتلبية حاجة جميع الأطفال، ما يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.

وفيما يتعلق بمرضى غسيل الكلى، فقد وصلت مساعدات طبية تضمن نحو 200 جلسة غسيل، وهو رقم هام، لكنه لا يغطي احتياجات جميع المرضى في المحافظة.

كما وصلت إلى السويداء مواد إسعافية مهمة، إلا أن عدد الجرحى الكبير لا يزال يشكل عبئاً على هذه الإمدادات، مما يعكس استمرار الضغط على القطاع الصحي.

ويأتي هذا الوضع في ظل استمرار الأزمات الأمنية والإنسانية التي تؤثر على الخدمات الصحية والاحتياجات الطبية في المحافظة، مما يستدعي المزيد من الدعم والإغاثة لتخفيف المعاناة عن السكان.