"سلام أشرف منهم"... العريضي يحذّر من رسالة لاريجاني لحزب الله: "خرّبوا وصعّدوا..."!
رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي أن "الحركة الدبلوماسية الدولية باتجاه لبنان، ولا سيّما زيارة الموفد الأميركي توماس باراك، وربما ترافقه الجميلة العائدة مورغن أورتيغوس، والتي – بحسب معلوماتي المستقاة من أجواء في واشنطن – إنها تمسك بالملف اللبناني بامتياز، وتواكبه وتتابعه بأدقّ تفاصيله من البيت الأبيض إلى الأمم المتحدة. لذلك، مهمتها اللبنانية لم تنتهِ خلافًا لكل ما قيل في هذا الصدد.
و قال العريضي: "أما بالنسبة لزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني، فأشار إلى وجود دافعين أساسيين: إمّا ليقول لحزب الله 'اقعدوا عقلين، الأمور انتهت'، أو أنه سيأتي ليقول أيضًا لحزب الله 'خرّبوا، صعّدوا، فأنتم لا زلتم الورقة الرابحة بالنسبة لنا'. لكن أعتقد أن أذرع إيران في لبنان انتهت، وكل ما قاله عن الحكومة اللبنانية وموضوع السلاح – أي لاريجاني – يجب أن يُحاسب عليه ولا يُترك هذا الكلام، لأن البلد تغيّر وتبدّل، بدليل قرار مجلس الوزراء من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، العماد جوزاف عون ونواف سلام.
وأضاف: "أما الهجمات التي تطاول رئيس الحكومة، فهي مردودة لأصحابها، فهو أشرف بكثير من كل الذين يتناولونه، فعلى الأقل هو الذي اتخذ موقفًا يوم كان رئيسًا للمحكمة الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو الذي ذهب في السبعينيات إلى الجنوب ليقاتل. وبالتالي، عائلته من أرقى العائلات في لبنان، وهو رئيس حكومة وطنية سيادية بامتياز، والدليل ما أقدم عليه. فعلى كل من يتعرض للرئيس سلام أن يكفّ عن هذه اللغة الخشبية التي باتت موضة قديمة لا تقدم ولا تؤخر".
وفي موضوع آخر، قال العريضي، إن "الجيش اللبناني أثبت علوّ كعبه بدليل كل ما يقوم به، وما الالتفاف على هذه المؤسسة العسكرية إلا مؤشر على ما بلغته من دعم سياسي غير مسبوق في تاريخ لبنان من خلال هذا الالتفاف. وأنا مع موقف نائب بيروت نبيل بدر، عندما قال: نحن أمام خيارين، إما الانهيار وإما الدولة، فاخترنا الدولة، فكان قرار مجلس الوزراء. ولذلك، هذا الكلام كلام عقلاني، وهذا ما يشير إليه أكثر من نائب ومسؤول".
أما بالنسبة لموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، يقول العريضي: "أتفهم دوره وحضوره وموقفه، والرجل لديه من الحكمة ما يكفي، لكن الظروف المحيطة به حساسة ودقيقة، فهو يريد إعادة الإعمار، ورئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر يقوم بدور كبير في هذا الإطار. إنما المسألة بحاجة لأموال، ولا أعتقد أن الرئيس بري راضٍ عن تحرك الشارع وسواه. والأمور – برأيه، ومن خلال المعلومات التي أملكها – هي موضع مواكبة ومتابعة بعيدًا عن الأضواء، ولن يستقيل وزراء الشيعة أو يعتكفوا، فالظروف الراهنة تبدلت وتغيرت في ظل التحولات الدولية والإقليمية، ونحن مقبلون على مرحلة جديدة".
وأشار إلى أنه "ما نسمعه من دعم للبنان بعد قرار مجلس الوزراء يفرح القلوب، إذ إن البلد قادم على مرحلة جديدة، بدليل وجود دعم أميركي وفرنسي، وتحضير لمؤتمر الدول المانحة، وهناك تحركات خارجية ستكون قريبًا باتجاه لبنان".
وأضاف: "وصلنا إلى ما سبق وقاله رجل الأعمال الإماراتي، الشيخ خلف أحمد الحبتور، بأن لبنان بحاجة إلى أمن واستقرار ودولة نظيفة وشفافة، وإيجاد مناخ ملائم للاستثمار، وهذا ما بدأ يحصل. لذلك فإن الاستثمار الخليجي في لبنان سنشهده في فترة ليست ببعيدة إذا استمرت الدولة في هذه القرارات السيادية والوطنية الجامعة".
ويخلص العريضي بالقول: "يبقى أن كل الاحتمالات واردة، فإذا أراد حزب الله أن يحفظ ما تبقى له من دور، فيجب أن يكون ذلك في السياسة، وإلا – وبصراحة متناهية – إسرائيل دولة عدوة تقوم بالاستيطان والغطرسة، لكنها تبعد عن البقاء الغربي عشر دقائق، وعن العاصمة السورية أيضًا المسافة ذاتها، وتقوم بما يحلو لها في ظل هذا الغطاء الدولي والإقليمي. لذلك على الجميع أن يتنبّه، فأي مغامرة جديدة ستكون غزة أخرى، ونهاية للحزب ودوره وحضوره".
وتابع: "الأهم أن تتوقف عمليات التخوين، لأن الزمن تبدّل وتغيّر، فليس هناك من خائن في لبنان إلا من يخون سيادته وعروبته ووطنيته. ولبنان بلد سياحة واقتصاد واستثمار وصيف وحفلات ومهرجانات، وتعدّدية، وتعايش، وهذا هو لبنان، ويجب أن يكون حياديًا وسلامًا، فمن يريد العيش فيه فهو مواطن لبناني وله الحق في ذلك، ومن لا يريد هذه العناوين فليذهب ويعيش في أماكن أخرى".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|