عون إلى الأمم المتحدة: فكّ الحصار وتصويب المسار
يطغى ملف سلاح "حزب اللّه" على غيره من الملفات. ويواجه قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة بحرب شرسة من "الحزب". ودخلت إيران بقوة على خط مساندة "الحزب" من خلال تصاريح مسؤوليها التي تُعتبر خرقًا للسيادة اللبنانية وتدخّلًا في شؤون دولة مستقلة.
يؤكد كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية انطلاق مسار جديد بعد جلسات 5 و 7 آب الحكومية، ولا يستطيع أحد تغييره. ومهما حاولت طهران أو غيرها وضع العصي في الدواليب، إلّا أنّ قرار حصر السلاح بيد الدولة اتّخذ وهو مغطّى داخليًا وعربيًا ودوليًا.
وبات رئيس الجمهورية جوزاف عون أو رئيس الحكومة نواف سلام أو أي وزير يستطيع زيارة أي بلد عربي أو غربي والتفاخر باتخاذ قرار تاريخي بحصر السلاح. في حين كانت الزيارات الخارجية السابقة تواجه بأن لا مساعدات ودعم من دون استعادة الدولة سيادتها وبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية.
وحاول الرئيس عون إعادة وصل علاقات لبنان بالعالم العربي بعدما اهتزّت في عهد سلفه الرئيس ميشال عون، وهناك موعد مهم على الروزنامة اللبنانية ويشكل مناسبة دولية مهمة وهو اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل.
وبين لبنان والأمم المتحدة علاقات وثيقة وجدلية في بعض الوقت، ولبنان هو بلد مؤسس للأمم المتحدة عام 1945. وأدّت بعض الشخصيات أدوارًا بارزة بدءًا بالرئيس كميل شمعون الذي شغل منصب سفير لبنان في الأمم المتحدة قبل انتخابه رئيسًا للجمهورية عام 1952 مرورًا بالوزير شارل مالك الذي شارك في صياغة شرعة حقوق الإنسان.
وإذا كان لبنان عاش عصرًا ذهبيًا بعد الاستقلال، إلّا أنّ انطلاق العمل الفدائي المسلّح واستباحة أراضيه من قبل الفلسطينيين بدّلا نظرة العالم له. والجميع يذكر الحادثة الشهيرة التي حصلت عام 1974، فلدى وصول الوفد اللبناني وعلى رأسه رئيس الجمهوريّة سليمان فرنجيّة إلى نيويورك للمشاركة في الدورة العاديّة للأمم المتحدة فُتّشت الحقائب الدبلوماسيّة للوفد.
وسجّل أيلول 2019 آخر مشاركة لرئيس جمهورية لبناني باجتماعات نيويورك. وقتها ذهب الرئيس ميشال عون الذي كان متهمًا بتغطية دويلة "حزب اللّه" وتطبيق سياستها، وخطب في الأمم المتحدة خطابًا قيل وقتها إنه يعبّر عن سياسة محور "الممانعة"، ليعود وتندلع بعد أسابيع ثورة 17 تشرين ثمّ حصول الانهيار والأزمة وقطع علاقات لبنان بالخارج نتيجة التصاق الدولة بالدويلة، ومن ثمّ حصول الفراغ الرئاسي.
يترأس الرئيس عون الوفد اللبناني وسيرافقه من حيث المبدأ وزير الخارجية، في حين لن يحضر رئيس الحكومة نواف سلام لأنه إمّا يحضر رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة. وسيشكّل هذا الحدث مناسبة لإعادة تلميع صورة لبنان التي اهتزّت في السنوات الماضية.
وتأتي هذه المناسبة ولبنان قد اتخذ قرارًا تاريخيًا بحصر السلاح بيد الدولة ما يرفع رصيده في العالم الغربي ويؤكّد عودة الدولة. وسيستغلّ عون هذه المناسبة لعرض مشاكل لبنان وقضاياه وأبرزها الوضع الجنوبي والحرب مع إسرائيل وأزمة النزوح والأزمة الداخلية اللبنانية.
تؤكّد هذه المناسبة عودة لبنان إلى الشرعية الدولية، وسيلتقي رئيس الجمهورية عددًا من رؤساء الدول والملوك ورؤساء وزراء الدول، واللقاء الأبرز قد يحصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث لا يوجد أيّ شيء يمنع حصول مثل هذا اللقاء خصوصًا بعد اتخاذ الدولة اللبنانية قرارات حازمة في شأن السلاح.
في اجتماعات العام الماضي في نيويورك، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار باغتيال الأمين العام لـ "حزب اللّه" السيد حسن نصراللّه. وبعد عام تقريبًا على هذه الحادثة، لم توضع أطر نهائيّة لإنهاء الحرب بين إسرائيل و "الحزب" وكلّ ذلك يؤشّر على ضرورة حضور لبنان في المطبخ الدولي لمعرفة ماذا يحصل، فالسلاح الدبلوماسي يبقى الأكثر فعاليّة بالنسبة للبنان بعد تبيان عدم فعالية الصواريخ الأخرى.
آلان سركيس - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|