من برّاك الى لاريجاني..هل أصبح لبنان ساحة صراع اميركي–ايراني؟
في ضوء زيارة رئيس مجلس الامن الاعلى القومي علي لاريجاني الى بيروت الاسبوع الماضي وزيارة الموفد الاميركي توم برّاك اليوم، وفي ظرف يقرر مستقبل سلاح حزب االله، ويرسم المرحلة المقبلة للشرق الاوسط برعاية اميركية، يقرأ المراقبون في الرسائل التي وجّهها كل منهما مؤشرات تدل على أن لبنان أصبح ساحة للصراع الأميركي – الايراني وكأن طهران تسعى لإبقاء لبنان ورقة للمساومة بيدها في المفاوضات النووية مع واشنطن، وتحسين شروط المطالب والضمانات السياسية للحزب في المرحلة المقبلة.
في حال صحّت هذه التوقعات، كيف سينعكس الأمر على الساحة اللبنانية الداخلية؟ وهل سيؤدي الى انفجار أمني أم يصحّ المثل القائل: "إذا ما كبرت ما بتصغر" وتكون بداية صفحة جديدة لخروج لبنان من أزماته؟
العميد الركن خالد حماده يؤكد لـ"المركزية" "ان القرار في شأن مصير سلاح "حزب الله" اتُخذ ولن يكون هناك أي حزب مسلّح أو أي سلاح فلسطيني في لبنان، هذه المسألة انتهت وحسمتها المعادلة الشرق أوسطية الجديدة التي صاغتها الولايات المتحدة مع دول المنطقة، وألزمت بها ربما من كان يُعارض هذه النظرية وبالأخص إسرائيل وايران".
وعن القول بأن لبنان ساحة صراع ايرانية – أميركية، يجيب حماده: "قد لا أتفق مع هذه التسمية. لربما كان لبنان في السابق ساحة تحاول من خلاله طهران تحسين تموضعها في الإقليم برعاية أميركية. ما حصل في المرحلة الأخيرة ان الولايات المتحدة أعادت تعريف الأدوار الإقليمية في المنطقة ولبنان، وبالتالي ما كنا نعتبره تحسينا للشروط الايرانية في لبنان أضحى في مكان آخر دخل في إلزامات أميركية قضت على كل الآمال الايرانية السابقة، وإن كانت تتم في السابق برعاية أو قبول أميركي. نحن مقبلون على مرحلة تغيير، ولا مجال للعودة الى الوراء. قرار الحكومة أصبح حاسمًا، والقوى السياسية في لبنان حسمت أمرها. أعتقد ان "حزب الله" يحاول البحث عن مخارج الى حدّ ما تضمن ما بقي على الأقل سواء من ممارساته السياسية السابقة أو من أدواره الإقليمية. وهنا لا بدّ من الإشارة الى ان الدور الإقليمي لحزب الله انتهى مع انتهاء الدور الاقليمي لايران او التراجع الكبير للدور الايراني في لبنان".
ويتابع: "السؤال المطروح: ما هي حدود المغامرة الايرانية المُتاحة؟ وكيف ستحاول ايران الخروج من هذا المأزق سعياً لفرض معادلة جديدة؟ أعتقد ان الوسائل والفرص المتاحة لايران محدودة جدًا. هي اليوم تستخدم مسألتين: الاولى محاولة إثارة الجمهور اللبناني الذي يدور في فلكها بأن هناك قضية وجودية للشيعة في لبنان لا يمكن التنازل عنها، وبالتالي يجب الإبقاء على السلاح، وهذا قد يكون المطلوب منه فقط ترميم علاقة الحزب بالبيئة الشيعية وليس أكثر من ذلك. والمسألة الأخرى هي بمحاولة التهويل بتدخل سوري في لبنان وان هناك دورا للعشائر الشيعية الموجودة في شرق لبنان لمواجهة الأمر. هذه فرضية مغلوطة بالكامل، لأن أولًا سوريا خاضعة للشروط الاميركية نفسها، وهي لا تستطيع مهما حُكِمَت ومهما كان هناك من اختراقات في سوريا، ان تتجاوز المعادلة الاميركية القاضية في شِقّ منها بترسيم الحدود اللبنانية السورية".
ويختم حماده: "إذًا، كل التوقعات تبقى دائمًا تحت السقف الاميركي، وكل ما يمكن ان يحصل من سلبيات لا يمكن ان يتجاوز حدود محاولة ترميم الوضع المعنوي لحزب الله في لبنان لا أكثر، لكن ذلك لن ينعكس بتاتًا على مستقبل السلاح او على دور المكوّن "الشيعي" في المشاركة السياسية في لبنان وسيبقى الطائف السقف السياسي الذي سيحكم هذا الدور".
"المركزية"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|