المتحف الحقيقي في بشري باسم "جبران"

ليبانون ديبايت
في بلدٍ يُفترض أن تتأمّن فيه أبسط مقومات الحياة من كهرباء ومياه وطبابة، يعيش اللبنانيون في عتمة دائمة. والمفارقة أنّ الفريق السياسي الذي لا يتوقف عن ترداد شعار “نحنا بدنا ونحنا فينا”، أي حزب القوات اللبنانية، عجز عن تأمين النور لأهله، لكن زوجة رئيسه ستريدا جعجع وجدت وقتاً لمشروع آخر، هو تحويل بيت أهل زوجها في بشري إلى متحف!
متحف جبران خليل جبران في دير مار سركيس وباخوس – بشري، على تلة مطلة على وادي قاديشا، هو أيقونة حضارية لشاعر وفيلسوف ترك أكثر من 440 لوحة ومخطوطة وأدوات شخصية، فحوّل بشري إلى محطة عالمية للثقافة والفن.
أما متحف جعجع، فماذا سيعرض؟ أوراق محاكم الحرب الأهلية؟ أم بوابة سجن وزارة الدفاع؟ أم لائحة الاحكام القضائية التي تلاحقه كظلّ لا يمّحى؟
أرادت ستريدا بهذه الخطوة أن تضع جعجع في مصافّ جبران. لكن الفارق شاسع بين جبران الذي جعل من بشري عاصمة للفكر والجمال، وبين سمير الذي حوّلها إلى معسكر حزبي يضيق بأي تنوع أو اختلاف.
جبران ترك للبشرية كتاب النبي، فصار صوت حكمة خالدة في خمسين لغة. أما جعجع فلم يترك سوى فصول من الدم والانقسامات التي قصمت ظهر المسيحيين في لبنان.
لكن بلا شك، سيبقى “متحف جعجع” مجرد مزار حزبي للتبرك بصورة الزعيم، بينما يفتح متحف جبران خليل جبران في دير مار سركيس أبوابه للعالم كله، لكل من يبحث عن الحكمة والجمال والفن الحقيقي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|