شارل جبور "الموتور" يهاجم "النهار"

ليس مستغربًا أن ينحدر شارل جبور، بكل ما يمثّله من ابتذال إعلاميّ ووظيفة تحريضية، إلى مهاجمة صحيفة بحجم “النهار”، وهي التي شكّلت عبر تاريخها مدرسةً في الإعلام الحرّ ومساحة دفاع مشرّف عن الحريات والسيادة في لبنان والعالم العربي على السواء.

لكن ما يثير الاستهجان فعلًا، هو أن يتجرّأ من يشغل موقع “رئيس جهاز الإعلام والتواصل” في حزبٍ يدّعي الحرص على الديمقراطية، على توجيه اتهامات فجّة وسخيفة من قبيل “الفبركة والتلفيق المتعمّد”، وهو الذي يقتات – مهنيًا – على الانحدار في الخطاب، والتسويق للكذب السياسي الممنهج بإيعاز من وليّ نعمته سمير جعجع.

من المعيب أن ينصبّ هذا المخلوق الموتور نفسه وصيًا على صدقية المؤسسات الإعلامية العريقة، فيما سجله الشخصي ــ والحزبي ــ حافل بالتحريض، التضليل والتطاول على كلّ قيمة وطنية وأخلاقية. وإذا كان جبور يتوهّم أن نبرته الوقحة قادرة على النيل من تاريخ “النهار”، فليعلم أن حجمه الحقيقي يبقى أقل بكثير من أن يطال مقام صحيفة ساهمت بدم شهدائها في صنع ضمير لبنان الإعلامي.

فليوفّر صراخه الأرعن، ولينظر أولًا إلى المرآة قبل أن يتهم غيره بالكذب… فالصحافة تبقى حصن الحرية، أما أمثاله فمجرّد أدوات رخيصة في ماكينة التهشيم الحزبية.