عربي ودولي

عبر كوادر الجيل الثاني.. "إخوان سوريا" يتسللون إلى الحكم "بهدوء"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قالت مصادر سورية مطلعة إن كوادر الإخوان المسلمين يتسللون إلى المناصب الرسمية بهدوء عبر أبناء القيادات التاريخية للتنظيم، وغالبًا بدعم خارجي، تركي وبريطاني في معظم الأحيان.

وأضافت المصادر لـ "إرم نيوز" إن وجود الإخوان اليوم يقتصر غالبا على المواقع والمناصب في المستوى المتوسط، في حين جاء تعيين مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، ليخرق القاعدة، ويوصل الكوادر المحسوبة على الإخوان  إلى المناصب الأكثر حساسية وأهمية.

وكان تعيين إبراهيم علبي، مندوبا دائما لسوريا في الأمم المتحدة، أثار الجدل بين المراقبين، نظرًا لخلفية الرجل "الإخوانية"، والعلاقة الملتبسة بين السلطات السورية، وجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة بعد قرارها منع التنظيم من فتح مكاتب ومقرات له لمعاودة نشاطه العلني في المحافظات السورية.

وكشفت المصادر ذاتها، أن تعيين علبي جاء بدفع من جوناثان باول، مستشار الأمن القومي البريطاني، الذي زار دمشق والتقى القيادة السورية في الخامس من أغسطس/ آب الجاري.

 وأضافت المصادر أن العلبي الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والألمانية، مارس عمله ونشاطه في بريطانيا، ولم يكن له أي حضور أو وجود في سوريا طيلة حياته. وتكشف المصادر أن والده، هو عبد الملك علبي، الداعية والقيادي البارز في مجلس شورى تنظيم الإخوان المسلمين.

ويُعد العلبي، من أبرز المحامين الشباب في مجال حقوق الإنسان، وهو في العقد الثالث من العمر، ويتمتع بخبرة قانونية متقدمة مع تركيز خاص على القانون الدولي. يتقن العربية والإنكليزية بطلاقة ويجيد الألمانية.

أبناء الأخوان
تعيين علبي وقبله العديد من المحسوبين على الإخوان المسلمين، وخاصة في وزارة الخارجية، يفتح الباب على الدور المتصاعد الذي بات يلعبه الإخوان المسلمين، عبر الجيل الجديد، وهم غالبا من أبناء "القيادات التاريحية" للتنظيم، والذين ليس من الضرورة أن يكونوا أعضاء فاعلين في التنظيم، لكنهم يمثلون امتدادا له ولطموحاته في الوصول إلى السلطة، وفق ما يقول مراقبون.

ومثّل الصدام الدموي بين نظام حافظ الأسد وتنظيم الإخوان المسلمين في بداية ثمانينيات القرن الماضي، والذي أنهى الوجود الإخواني في سوريا، بداية مرحلة جديدة من عمر التنظيم، حيث هرب الآلاف من الجماعة خارج البلاد، فيما لاقى زملاؤهم حتفهم بالقتل أو بالإعدام، أو سُجنوا لسنوات طويلة.

يقول الباحث السوري المتخصص بالتنظيمات الإسلامية، حسام جزماتي، إن الهاربين خارج سوريا من الإخوان، تنوعت مصائرهم، والبلدان التي استقروا فيها. بين من بقي في المنطقة العربية، ومن وجد طريقه إلى المَهاجر الأوروبية أو الأمريكية؛ ما شكَّل مروحة واسعة من الدول. واحتفظ هؤلاء بعلاقات معقدة متفاوتة مع الجماعة، تراوحت بين العمل التنظيمي النشط، قدر الإمكان، وبين الانسحاب مع البقاء في جو التنظيم.

ويضيف: نشأ في كنف هؤلاء جيل أعقد من الشبان والشابات، يشبه أفرادُهُ بعضهم بتأثير وحدة الفضاء الأيديولوجي للبيت وعلاقاته الاجتماعية، وبفعل شعور الاغتراب في بلاد لم يختاروها عن بلد لم يعرفوه، والمعاناة في وثائق السفر والإقامة.

 وقد أتيحت لأكثرهم فرص البحبوحة المتراكمة، إلى توجيه أولادهم لدراسة اختصاصات واعدة، كتكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال والعلاقات السياسية، في جامعات غربية، أو شبه غربية في الدول العربية. وقد منحَ ذلك للجيل الجديد فرصة إتقان اللغات والانفتاح على العالم.

علامة فارقة
أصدر تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا مؤخرا، بيانا لقي صدىً واسعًا في الأوساط السورية وتلك المتابعة للحركات والمنظمات الإسلامية؛ إذ شكل البيان علامة فارقة في المشهد السوري المشتعل، ليس فقط بسبب اللغة واللهجة المستخدمة في البيان، وإنما في توقيته، حيث يأتي في لحظة مفصلية يُعاد فيها رسم ملامح الدولة السورية.

وتساءل مراقبون إن كانت الجماعة المحظورة، تحاول إعادة تقديم نفسها كفاعل سياسي أساس في مشهد ما بعد الحرب، وطرح نفسها كبديل جاهز للسلطة الحالية، فيما لو تم التخلي عنها دوليّا وإقليميّا؟

وحمل البيان "لغة مزدوجة مثل صيغة "الداعم الناصح" للسلطة، الأمر الذي يجنّبهم الصدام، لكنه يبقي مساحة كبيرة للمناورة، وهو أسلوب مألوف في الخطاب السياسي للإخوان حين يكونون خارج السلطة، لكن مع طموح للعودة إليها، وفق قول الباحث مازن بلال.

ويضيف أن "التوقيت المتأخر جدًّا للبيان يوحي بأن الجماعة كانت تراقب المشهد ولم تجد ضرورة للتعجيل بالظهور إلا حين وجدت فرصة لاستغلال الضغط الدولي على الحكومة المؤقتة."

 ورأى أن "البيان في جوهره تموضع خطابي استباقي ربما يهدف إلى حماية الجماعة من العزلة الدولية، وتحسين صورتها أمام بعض الأطراف الإقليمية، أكثر منه إعلانا عن تحول إستراتيجي جذري. لكنه يترك الباب مواربا أمام احتمالات انتقال مختلفة  في حال تغيّرت البيئة السياسية ووجدت الجماعة فرصة للمشاركة ضمن صيغة أوسع".

الخبير والباحث السوري عبدالله علي، يرى من جهته، أن جماعة الإخوان المسلمين تستغل حالة الفراغ السياسي والفوضى لترسيخ نفوذها داخل مؤسسات الدولة، وتعتمد في ذلك على تحالفات مع دول داعمة لها، لزيادة تمددها ومحاولة اختراق أجهزة الحكم.

ويلفت علي في تصريحات لـ "إرم نيوز" إلى أن التنظيم الكبير الذي تتمتع به الجماعة وتحالفها مع جهات دولية داعمة، نقطة قوة كبيرة لها، ولكنه نقطة ضعف كبيرة لمستقبل البلاد، ذلك أن الإخوان لا يعترفون بمفهوم الدولة الوطنية، بل يسعون إلى نشر مشروعهم الأيديولوجي العابر للحدود؛ ما يمثل تهديدا حقيقيّا لمستقبل سوريا واستقرارها.
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا