ميقاتي:حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة أمران بديهيان لا خلاف عليهما
أيّ دور لبهاء الحريري في المرحلة المقبلة؟
منذ ثورة السابع عشر من تشرين الاول، يسعى رجل الاعمال بهاء الحريري الى دخول الساحة اللبنانية من البوابة السياسية، عبر طرح نفسه كمشروع جديد للبنان، لم يدخل نظام المحاصصة في دولة ما بعد الطائف أو دولة ما بعد الانسحاب السوري عام 2005 وصولا الى يومنا هذا. تقلبات كثيرة شهدتها عودته، تارة نرى بهاء الحريري في استحقاق عام 2022 النيابي وطورا نراه منكفئا يعود الى أعماله في الخارج بعد أن رأى صعوبة في وصول التغيير الذي يريده الى صناديق الاقتراع. بعد أحداث السابع من اوكتوبر وما نتج عنها من تداعيات كبيرة لاسيما على الداخل اللبناني بعد "هزيمة" حزب الله وتراجع نفوذ المحور الايراني في المنطقة والداخل، عودته هذه المرة، قال إنها دائمة ويريد من خلالها بناء مشروعه السياسي الذي تحدث عنه أكثر من مرة ويسعى الى تطبيقه من خلال السعي الى وصل ما انقطع بين لبنان والعروبة.
رأى النجل الاكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري نفسه أمام متغيرات كبيرة على المستوى الوطني والسني، وجب عليه التعامل معها بدقة وحذر لانها لا تقتصر على لبنان الـ 10452 كلم2 بل تتخطاه نحو الدول العربية والاقليمية، وتتطلب من الرجل الكثير من الحكمة والوعي قبل الشروع بأي خطوة نحو الامام. فعلى الصعيد الوطني ثمة متغيرات قادمة تبدأ بنزع سلاح حزب الله الذي حسم بيد الدولة وهو ما سيكلف لبنان، ربما، صياغة نظام سياسي جديد، تتغير من خلاله موازين القوى الدستورية، اضافة الى تحولات كبرى تطال نفوذ القوى السياسية التي سيتعرض بعضها لجزر مقابل مد لقوى أخرى. أما على مستوى الطائفة السنية وامتداداتها، فسيواجه بهاء الحريري تحديات معقدة، قد تشكل عقبة أكبر من تلك التي سيواجهها على الساحة الوطنية، تأتي في صدارتها إشكالية الشرعية والوراثة السياسية، حيث ستكون المعركة الأولى لبهاء الحريري داخل الطائفة نفسها، اذ تفرض عليه المتغيرات البحث عن نقاط قوة تساعده على لم شمل الطائفة التي تراجع نفوذها بعد استشهاد والده وظهرت في حالة ارباك، وبالتالي فإن مهمة اعادة الحريريين الى مدرسة رفيق الحريري في ظل وجود تيار المستقبل يُعقد الامور ويفرض تحديات على بهاء الحريري المصر على اعادة الوحدة للارث السياسي لوالده من خلال دوره المستقبلي في لبنان. وداخل البيت السني أيضا لم يعد هناك زعيم واحد أوحد للطائفة بل هناك تيارات إسلامية مثل الجماعة الاسلامية والمؤيدين للنظام السوري الجديد، وشخصيات مستقلة في العواصم السنية كطرابلس وصيدا. سيدخل بهاء الحريري إلى ساحة مليئة بالمنافسين على تمثيل "السنّة"، كل منهم له قاعدته ومصادره المالية وداعميه الخارجيين. فهناك قسم من الناخبين السنة، لا سيما في الشمال الذي كان مبايعا لتيار المستقبل مرتبط اليوم بالمحور التركي القطري أو حتى يعارض السياسة السعودية. على بهاء الحريري أن يجد توازناً دقيقاً جداً بين إعادة ربط لبنان بالعالم العربي من دون ربط الطائفة السنية ببلد عربي.
وعلى بهاء أيضا أن يُعيد وصل ما انقطع مع المكونات الاخرى، فالمعارضة الشيعية لا زالت في طور التكوين ولا يعول عليها والتواصل مع الثنائي ضرورة حتمية، وهو ما بدأه الرجل عبر وسطاء وعكس انفتاحه من خلال اللقاءات التي اجراها وأبرزها مع المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان.
وليس من المبالغة القول ان معركة بهاء الحريري الحقيقية ستكون على هوية الطائفة السنية في مرحلة ما بعد السابع من اوكتوبر وكيفية ترجمة خطابه السياسي الى مفهوم واضح يندرج في اطار بناء دولة المواطنة التي تحفظ حقوق الطوائف بادراجها تحت مفهوم دولة المؤسسات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|