من تسليم السلاح الفلسطيني الى سلاح "الحزب".. الجيش صمام الامان
معركة التجديد لليونيفيل: لبنان يتمسك والإسرائيليون يضغطون
تشهد أروقة مجلس الأمن الدولي مفاوضات صعبة وضاغطة جدا حول التجديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، في وقت يبرز فيه التباين بين إرادة لبنان المدعومة من غالبية الدول المؤثرة، وبين الضغوط الإسرائيلية التي تسعى إلى تقليص أو إنهاء مهمة القوة الدولية. المسألة المطروحة ليست على مستوى المبدأ، بل حول مدة التمديد تحديداً، إذ تفضل بعض العواصم الغربية أن يكون لعام واحد فقط، ما يفتح الباب أمام بداية نقاش مبكر حول الانسحاب، بينما تتمسك أطراف أخرى بالتمديد التقليدي لعام كامل قابل للتجديد بشكل طبيعي.
الأمم المتحدة أوصت القيادة اللبنانية بتوجيه رسالة واضحة إلى مجلس الأمن للتأكيد على إرادة الدولة في استمرار مهمة اليونيفيل، وهو ما يعد عاملاً مساعداً وحاسماً في المفاوضات، لأن الشرعية اللبنانية هي الركيزة التي يستند إليها أعضاء المجلس الرافضون لأي تعديل في مهام أو مدة عمل القوة الدولية. وفي هذا السياق، أبدت عواصم عدة من بينها موسكو وبكين ودول عربية بقيادة الجزائر دعماً صريحاً لبقاء القوات، معتبرة أن غيابها المفاجئ سيؤدي إلى خلل خطير في الاستقرار الهش على الحدود الجنوبية، ويعطي إسرائيل ذريعة لمزيد من الاعتداءات.
في المقابل، يبقى الموقف الأميركي العقدة الأصعب، إذ تنقسم الآراء داخل الإدارة الأميركية بين من يرى ضرورة الإبقاء على اليونيفيل لمساعدة الجيش اللبناني في أداء مهماته، وبين من يتبنى الطرح الإسرائيلي الداعي إلى إنهاء مهمتها بحجة عدم جدواها. ورغم أن خيار الفيتو الأميركي على التجديد لا يبدو راجحاً، إلا أن ضبابية الموقف وطرح فكرة التمديد لعام واحد فقط، تعكس محاولة لإبقاء ورقة الضغط بيد واشنطن في المرحلة المقبلة. وهذا ما يثير القلق حول ما قد يعنيه عملياً تحديد سقف زمني قصير، خاصة أن بداية العد العكسي لانسحاب محتمل ستبدأ بمجرد اعتماد صيغة كهذه.
فرنسا من جهتها تتحرك بنشاط كبير على خط إقناع الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا بضرورة التمديد الكامل، وهي تراهن على ثقل بعض الشخصيات الأميركية النافذة لإحداث توازن في الموقف داخل واشنطن. في المقابل، لا تجد دول أخرى مثل باكستان والدنمارك والدول الإفريقية أي مشكلة في دعم المطلب اللبناني، ما يترك صورة الانقسام واضحة بين محورين: الأول يربط التجديد باستقرار لبنان، والثاني ينظر إليه من زاوية إسرائيلية بحتة.
في المحصلة، تبدو معركة التجديد لليونيفيل اختباراً جديداً لمدى قدرة لبنان على حشد الدعم الدولي لمصلحة استمرارية قوة تمثل إحدى الضمانات الأساسية لردع التصعيد الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، تكشف المفاوضات الجارية عن حقيقة أن موقع لبنان لا يزال محكوماً بميزان القوى الدولي والإقليمي، وأن أي اهتزاز في هذا التوازن قد يعيد الجنوب إلى مشهد التوتر المفتوح على احتمالات خطيرة.
داود رمال – "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|