ترامب وأوباما يدخلان على خط تقسيم الدوائر في تكساس وكاليفورنيا

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما وصفه بـ"الانتصار الكبير" لولاية تكساس بعد إقرارها تقسيم الدوائر الانتخابية، متوقعًا أن يمنحها ذلك خمسة مقاعد إضافية في الكونغرس. وربط ترامب في منشور على "تروث سوشيال" هذا الانتصار المزعوم بمكاسب سياسية أوسع، مؤكدًا أن "المزيد من المقاعد يعني جريمة أقل، واقتصادًا عظيمًا، وحقًا قويًا في حمل السلاح".

تمحورت رسالة ترامب حول دعوة مباشرة لمؤيديه بشأن أساليب التصويت، حيث دعا بدلاً من ذلك إلى "التصويت الحضوري"، مدعيًا أنه "يُكلف عُشر التكلفة، وأسرع، وأكثر موثوقية". وأضاف الرئيس أنه إذا تم اتخاذ هذين الإجراءين، فإن الحزب الجمهوري "سيحصل على 100 مقعد إضافي"، وستنتهي "لعبة السياسة الملتوية". كما أشار إلى أن ولايتي فلوريدا وإنديانا "تتطلعان لفعل الشيء نفسه".

تعكس تصريحات ترامب انتقاده المستمر للتصويت عبر البريد، لا سيما بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وتستمر تعليقاته في تأجيج الجدل حول نزاهة الانتخابات وأمن أساليب التصويت المختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

من جانبه، شارك الرئيس السابق باراك أوباما في جهود الولايات لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، وهي جهود نادرة في منتصف العقد. وأعرب عن اتفاقه مع رد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم بتعديل خرائط ولايته للكونغرس، على غرار جهود إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس التي روج لها الرئيس دونالد ترامب لتعزيز موقف الجمهوريين في انتخابات العام المقبل.

قال أوباما، خلال فعالية لجمع التبرعات يوم الثلاثاء في جزيرة مارثا فينيارد بولاية ماساتشوستس، وفقًا لمقتطفات حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس: "أعتقد أن نهج الحاكم نيوسوم مسؤول. لقد قال إنه سيكون مسؤولاً. لن نحاول استغلالها بالكامل". وأضاف: "سنفعل ذلك فقط عندما تبدأ تكساس أو ولايات جمهورية أخرى في التراجع عن هذه المناورات، وإلا فلن يدخل هذا حيز التنفيذ". وأشار أوباما إلى أن "التلاعب السياسي بالدوائر الانتخابية" ليس "ما يفضله"، مضيفًا أنه إذا لم يستجب الديمقراطيون "بشكل فعال، فإن البيت الأبيض وحكومات الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون في جميع أنحاء البلاد، لن تتوقف، لأنها لا تبدو وكأنها تؤمن بفكرة الديمقراطية الشاملة والمتوسعة".

جمع الحدث مليوني دولار للجنة الوطنية الديمقراطية لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية والهيئات التابعة لها، والتي رفعت إحداها دعاوى قضائية في عدة ولايات بشأن الدوائر الانتخابية التي رسمها الحزب الجمهوري، وفقًا للمنظمين. وحضر الاجتماع أيضًا رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وإريك هولدر، الذي شغل منصب المدعي العام في عهد أوباما ويرأس اللجنة. وتتزامن تعليقات الرئيس السابق مع عودة مشرعي تكساس إلى أوستن هذا الأسبوع وإقرار خطة تقسيم الدوائر، مما يجدد نقاشًا محتدمًا حول خريطة انتخابية جديدة ستنشئ خمسة مقاعد جديدة محتملة للحزب الجمهوري.

جاءت هذه الخطة نتيجة حث الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى لتجنب الهزيمة في انتخابات التجديد النصفي التي قد تحرم حزبه من السيطرة على مجلس النواب. وبدافع من الوضع في تكساس، بحث حكام الولايات الديمقراطيون، بمن فيهم نيوسوم، سبل تعزيز مكانة حزبهم عبر إعادة ترسيم حدود الدوائر الانتخابية في مجلس النواب الأميركي، قبل خمس سنوات من إحصاء التعداد السكاني الذي عادة ما يؤدي إلى مثل هذه الإجراءات.

منح الناخبون عام 2010 لجنة مستقلة سلطة رسم خرائط الكونغرس، بهدف جعل العملية أقل حزبية. وكشف الديمقراطيون عن مقترح قد يمنح الحزب السياسي المهيمن في تلك الولاية خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب الأمريكي، سعيًا للفوز في معركة السيطرة على الكونغرس العام المقبل. وإذا وافق الناخبون على هذا المقترح في نوفمبر، فقد يخسر الجمهوريون مقاعدهم في مجلس النواب في أكثر ولايات البلاد اكتظاظًا بالسكان، حيث يعتزم الديمقراطيون الفوز بـ 48 مقعدًا من أصل 52 مقعدًا للحزب في مجلس النواب الأميركي، بزيادة عن 43 مقعدًا.

تحولت جلسة استماع حول هذا الإجراء إلى مشادة كلامية يوم الثلاثاء، حيث اشتبك نائب جمهوري مع ديمقراطيين، وصوتت لجنة على أسس حزبية للمضي قدمًا في الخريطة الانتخابية الجديدة للكونغرس.

قال أوباما، مشيرًا إلى رأي نيوسوم في خطة كاليفورنيا: "سنفعل ذلك مؤقتًا لأننا نركز على ما نريد تحقيقه على المدى الطويل. أعتقد أن هذا النهج ذكي ومدروس، مصمم لمعالجة مشكلة محددة للغاية في لحظة زمنية محددة للغاية".