انتحار مزعوم وجريمة قتل متعمّدة.. جريمتان تهزّان شمال لبنان

لم يعد الموت داخل العائلة الواحدة مدعاةً لجمع الشمل وشدّ أواصر الألفة بل أصبحَ سبباً لتدمير الأسرة وتمزيقها.

فخلال الشهر الجاري، شهدت منطقة الشمال جريمتين كان مسرحهما البيت العائلي الواحد، والمجرم من أقرب الناس إلى الضحيّة.

انتحار مزعوم وجريمة قتل متعمّدة

صباح التاسع من آب 2025 استفاقت بلدة بحنين – المنية على خبر انتحار الفتاة ر.ف شنقاً في منزل ذويها. إلى هنا، كانت القصة تُضاف إلى سجلّ الأخبار الحزينة التي تمرّ سريعاً ثمّ تطوى.

لكن سرعان ما انقلب المشهد رأساً على عقب. فالكشف الأوّلي للطبيب الشرعي على جثة الشابة ر. ف. (مطلّقة مواليد 1994) بدّد فرضية الانتحار، بعدما تبيّن وجود آثار خدوش على جسدها وعلامات خنق واضحة حول عنقها. هكذا، تحوّل "الانتحار" إلى جريمة قتل متقنة الإخفاء.

وعلى أثر ذلك قامت القوى الامنية باستدعاء كل من شقيق الضحية م.ف (مواليد 1995) ووالدها ي.ف. (مواليد 1971) واثناء التحقيق معهما اعترف الأخ بجريمتهِ وأنّه قد أبلغ والده بنيّته قبل تنفيذ الجريمة، فجاءه الجواب البارد: "تصرّف".

وأفاد مصدرٍ أمني لـ"المدن" أن شقيق الضحية م.ف. أقدم على قتل أخته خنقاً. ورجح أن ذلك تم بدافع الحفاظ على ما اعتبره الشرف العائلي.

وفي هذا السياق، ثمة روايتان تتناقلان حول دوافع هذه الجريمة البشعة. الرواية الأولى مفادها أن أخ الضحية اكتشف أن أخته المطلقة أقامت علاقة غير شرعية مع أحدهم فهمّ للدفاع عن شرف عائلته. أما الرواية الثانية فتقول أن أخ الضحية كان منزعجاً من وجود أخته المطلقة في البيت برفقة أولادها ولم يحتمل هذا الوضع فأقدم على قتلها.

خلاف عائلي يودي بحياة الزوج

بعد أيام قليلة من مأساة بحنين، شهدت بلدة مجدليا – قضاء زغرتا جريمة قتل مشابهة إذ أقدمت الزوجة دادو العرعور على طعن زوجها سعيد سنكري عدة طعنات داخل منزلهما إثر خلافات بينهما مزمنة. وقد نُقل الزوج إلى المستشفى الإسلامي – طرابلس حيث بقي في غرفة العناية المشدّدة، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة صباح الخميس 21 آب 2025.

بعد وقوع الجريمة، توارت الجانية عن الأنظار، لتتمكّن الأجهزة الأمنية من القبض عليها أمس، حيثُ أُحيلت إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية.

وبين التقاليد الموروثة والخلافات تحت سقف البيت الزوجي، تبقى الظروف الاقتصادية الصعبة والتفلّت الأمني والاجتماعي من الأسباب التي تضاف إلى المآسي المتكرّرة، والتي لن تكون الاخيرة.