محليات

الأحزاب الفاشية اللّبنانيّة - الخراب المحتوم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من دراسة أنظمة وأنماط الاحزاب الكبرى النافذة في لبنان يتبين أنها تنطبق على الأحزاب الفاشية.

ظهرت الأحزاب الفاشية وتطورت في مطلع القرن الماضي، وهي تتميّز بجملة خصائص أهمها تأليه القائد او الزعيم وانعدام مساءلته، استئثار الدائرة الصغرى المحيطة به بالقرار الحزبي، هيكليتها عامودية، أي ان القرار ينبع من الرأس

ويتدرج نزولاً، عبر الأجهزة الحزبية، إلى أدنى الهرم، بحيث يقتصر دور الأجهزة والقواعد الحزبية على الانصياع المطلق للقائد وقراراته مهما كانت سيّئة ومهما تقلبت مواقفه وتناقضت مبادئه ومهما غرق مع حاشيته بالفساد.

إن هذه الأحزاب أوصلت إلى الحكم في اوروبا ديكتاتوريين، أمثال موسوليني وهتلر، أشعلوا الحروب التي دمّرت بلدانهم وأودت بحياة مئات الملايين من البشر.

بعد الحرب العالمية الثانية عمدت الأحزاب في الغرب إلى تطوير أنظمتها بحيث ألغت ألوهية الزعيم وقزّمت صلاحياته، وأوّجبت مساءلته عن كل خطأ يرتكبه وقيّدت مدة ولايته، كما نبذت الهيكلية العامودية للأحزاب واعتمدت الهيكلية

الأفقية، بحيث أعطت للهيئات الحزبية الاستقلالية والصلاحيات الواسعة كلٌ ضمن المناطق والقطاعات التي تتولاها، وحرصت على تعزيز التواصل والتكامل الأفقي في ما بينها.

أما في لبنان، فقد نشأت الأحزاب، منذ انطلاقتها، على النمط الفاشي. ورغم الإرث الدموي الثقيل الذي خلّفته، لم يطوّر اللبنانيون أحزابهم، بحيث ذهبت الأحزاب إلى المغالاة في فاشيّتها، وهي تغذّي خطابها بالعصبيات المذهبية والقومية

وبالكراهية، وتتموّل من مصادر وتبعيات خارجية، الأمر الذي يزيد من حدّة أزمات لبنان والصراعات فيه.

إن الاحزاب الفاشية قاصرة عن بناء وطن وهي لا تؤدي إلا إلى الحروب والفتن، فمتى سنتعلم من التجارب الحضارية ونطوّر أنظمتنا الحزبية ونجعل من أحزابنا شريكة بإعادة بناء لبنان على أسس سليمة ومتينة؟

أخبار اليوم - المحامي فؤاد الأسمر

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا