محليات

لاريجاني يضغط على "الريموت"... والحزب يردّ من خلف الحدود بـ"سمعًا وطاعة"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا شيء يمر في السياسة صدفة، فالتصريحات، لا سيما عندما تصدر عن علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لا تأتي في فراغ أو لحظة ارتجال، خصوصًا في تصريحاته الأخيرة التي جدّد فيها دعم إيران لـ"حزب الله"، لم تكن فقط انعكاسًا لموقف تقليدي، بل تأكيد على استمرار ربط لبنان بمحور خارجي، ويُصرّ على التعامل مع الجمهورية اللبنانية كمنطقة نفوذ لا أكثر.

أمس، قال لاريجاني بوضوح لافت: "نحن بحاجة لدعم الحزب بقدر حاجته لنا، وسنواصل مساعدته كما في السابق، ولا نفرض عليه شيئًا لأنّه يتخذ قراراته بنفسه"، وفي ظاهر هذا الكلام يُراد الإيحاء باستقلالية القرار، لكن في باطنه يكشف درجة التنسيق العميق، بل التبعية الكاملة التي يرتكز عليها الحزب لتثبيت دوره، لا كفصيل لبناني، بل كأداة إقليمية تُنفذ أجندة طهران على الأرض اللبنانية.

وفي التوقيت ذاته، ارتفعت نبرة رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، الذي سارع إلى مهاجمة قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيات، معتبرًا أنّ هذا القرار "لا يفتقد فقط إلى النصاب الميثاقي، بل أيضًا إلى النصاب الوطني وأدنى مستويات العقلانية"، وكأنّ لبنان لا يحق له اتخاذ قرار سيادي يُعيد إليه احتكار استخدام السلاح، وهو ما يُظهر مجددًا أن الحزب يتصرف كدولة داخل الدولة، يرفض الخضوع للمؤسسات الرسمية، ويمارس فوقيّته بغطاء مباشر من الحرس الثوري الإيراني.

وفي تعليق صريح على هذه التصريحات المتناسقة والمُتزامنة، قال نائب بارز لموقع kataeb.org، إنّ تكرار لاريجاني لمواقف تتعارض كليًا مع مبدأ السيادة اللبنانية، يُثبت أنّ إيران لا تسعى فقط إلى ترسيخ نفوذها العسكري في لبنان، بل تتعامل مع الدولة اللبنانية وكأنّها كيان هش لا يُجيد فهم مصالحه، ولا يُحسن اتخاذ قراراته.

وأضاف النائب: "تصريحات لاريجاني تُجسد بوضوح عقلية استعلائية مقلقة، إذ تواصل إيران التحريض على إبقاء السلاح خارج إطار الدولة، وتحويل لبنان إلى منصّة قتال تُدار عن بُعد من طهران، كما تُكرّس الواقع القائم الذي يستبيح فيه حزب الله الدستور، ويتصرف على أنه المرجعية الأمنية الوحيدة في البلد، بالتالي هذا المشروع للأسف يقود لبنان إلى مشهد مأساوي يُشبه ما حصل في غزة، التي أعلنت الأمم المتحدة عن تفشي المجاعة فيها للمرة الأولى في الشرق الأوسط".

واللافت، كما أشار النائب، أنّ التناغم في التصريحات بين لاريجاني ودعموش، لا يمكن فصله عن مسار التنسيق المباشر بين الحزب و"مركز القيادة الإيرانية"، حيث تصاغ المواقف والردود والخطابات، وتُوجّه رسائل نارية ترفض أي محاولة لاستعادة القرار الوطني اللبناني.

ولأنّ الدولة ماضية في خيار حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، كما تجلّى في قرار الحكومة بشأن المخيمات الفلسطينية، تُطرح تساؤلات عن طبيعة الرد الإسرائيلي على هذا المناخ المستجد، إذ تفيد معلومات دبلوماسية مؤكدة بأنّ انسحابًا جزئيًا من نقطة متنازع عليها في الجنوب قد يكون الخطوة التالية من الجانب الإسرائيلي، في سياق اختبار نوايا الحكومة اللبنانية.

في كل الأحوال، لبنان يقف اليوم عند مفترق مصيري، فإما دولة تحكمها المؤسسات، أو دويلة تُحكم بالخطابات الصادرة من خارج الحدود، وما لم يُقطع حبل التنسيق بين طهران والضاحية، فإن لبنان سيبقى رهينة لعبة إقليمية لا يُجيد التحكم بقواعدها، ولا يملك ترف الصمت تجاه تداعياتها.

الكتائب - شادي هيلانة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا