التحقيقات الأمنية بجرائم القتل الأخيرة: أبعد من السطو والسرقة
جولة بسيطة على أخبار المواقع الصحافية ومواقع التواصل، التي نُشرت في الأيام القليلة الماضية، تجعلنا نشعر وكأننا بتنا نعيش في دولة "الموت"، فكل يوم تقريباً يحمل معه خبر مقتل شخص جديد بدافع السطو والسرقة، أغلبهم من الشبان. الأمر الذي يُرعب كل من يفكر بالخروج من منزله. فهل ما نسمعه يعكس الواقع؟ وهل أصبح كل مواطن عابر على الطريق بخطر؟ أم للتحقيقات الأولية التي تُجريها الأجهزة الأمنية رأي آخر؟
جريمة الزرارية
البداية من جريمة قتل الشاب علي خضر مهدي في وادي الخليلي، بين بلدة الزرارية وأنصار، حيث كثُرت الروايات حول الجريمة ودوافعها. والرواية الأكثر انتشاراً كانت أنه قُتل من أجل السرقة، حيث كان بحوزته 33 ألف دولار أميركي. وهو يعمل في تجارة السيارات.
بعد تشييع الشاب، وخلال انتقال المشيعين إلى منزل الفقيد، وحسب معلومات "المدن"، قامت دورية من شعبة المعلومات بتوقيف إبن عم الضحية وزوجته، للتحقيق معهما. وحسب مصادر أمنية مطّلعة، فإن جريمة القتل التي اعترف بها الموقوف، وهو عنصر في جهاز أمني، جاءت كما قال خلال التحقيقات لأسباب شخصية، وبالتالي فإن السطو ليس من أسبابها، كاشفة أن الضحية كان بحوزته 3 آلاف دولار أميركي، وعندما وُجد مقتولاً كانت الأموال لا تزال معه.
وتضيف المصادر عبر "المدن": "هذا بالنسبة للأموال، أما بالنسبة لطريقة القتل، فإن التحقيقات تؤكد أن الموقوف ركن سيارته جانباً، ولم يتعرض لا لكمين ولا لقطع الطريق أمامه، كما أن شهود عيّان مرّوا قرب سيارته المتوقفة على جانب الطريق بشكل يوحي وكأنها معطّلة، ولم يستوقفهم الأمر، كما أن عملية اطلاق الرصاص على الضحية لم تكن من خارج السيارة إلى داخلها، والسيارة لم تتعرض لطلقات نارية أيضاً، فالقاتل بحسب التحقيقات الأولية كان يجلس بجانب الضحية".
طعنات سكين في وادي الدوير
نهار الإثنين الماضي، انتشر خبر عن تعرض الشاب يحيى. ي، لطعنات بالسكين من قبل شخصين سوريين هاجماه في وادي بلدة الدوير، من أجل سلبه. لكن، حسب المصادر الأمنية، فإن ليس كل ما نُشر عن هذه الحادثة هو دقيق ويعبّر عن الحقيقة. كاشفة أن المتورطين في الإشكال الذي حدث وأودى إلى القتل، يعملون في مجال "لمّ التنك والخردة"، والحادثة جاءت نتيجة خلاف بين هؤلاء. وبالتالي، ليس صحيحاً أن النازحين السوريين يتصيّدون اللبنانيين لسرقة أموالهم وقتلهم، كما يحاول البعض أن يصوّر ويشيع.
فاجعة شاب قرب المرفأ
يوم الثلاثاء الماضي، ضجّت وسائل التواصل ووسائل الإعلام بخبر مقتل الشاب الجنوبي كريم. ط، الذي يزور لبنان بزيارة قصيرة، قادماً من إيطاليا حيث يدرس ويُقيم. وتقول التفاصيل التي نُشرت على مواقع التواصل: "قُتل كريم أثناء عودته إلى منزله سيراً على الأقدام بعد متابعة إحدى مباريات كرة القدم ضمن مباريات كأس العالم. وقد تعرضت له عصابة من اللصوص بهدف سرقته، ثم ما لبثوا أن قتلوه ورموا جثته على جانب الطريق". وكتبت إحداهنّ: "المهم قبل ما تضهر من البيت وخاصة بالليل ودّع أهلك دايما لإنك يمكن ما ترجع، لإنو نحن عايشين بغابة".
بكل تأكيد نحن نعيش بما يشبه الغاب. لكن حسب المصادر الأمنية، فإننا لم نصل إلى هذا الدرك بعد، ولو أن استمرار الأزمة طويلاً سيجعلنا نصل، رغم كل الجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية. وتُشير المصادر إلى أن مقتل الشاب لم يكن، حتى اللحظة، نتيجة جريمة قتل، ولا هو نتيجة سرقة بالتأكيد. كاشفة عن وجود شاهد عيّان كان برفقة الضحية خلال حصول الحادثة. مكتفية بهذا الكمّ من المعلومات حول القضية، تاركة للتحقيقات أن تقدم الصورة واضحة قريباً.
حادثة بعلبك وغيرها
كذلك، لا بد من الإشارة إلى أن التحقيقات الأولية في حادثة مقتل السيدة ندى. ش، في بعلبك، لم تؤكد، حسب معلومات "المدن"، أن الجريمة وقعت بدافع السطو والسرقة كما يُقال على وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يمكن الجزم بعد بالرواية الحقيقية التي قد تحمل أبعاداً مغايرة لما نُشر.
ليس الوضع الأمني ممتازاً، ولا شكّ أن الأزمة الاقتصادية تؤدي إلى انعكاسات اجتماعية، منها ارتفاع جرائم السطو والسرقة. لكن هل "انفلت" الوضع الأمني وباتت كل جريمة قتل أو محاولة قتل هي بهدف السرقة والسطو؟ وهل يجب "تصديق" كل ما نقرأه على وسائل التواصل، فيزداد منسوب القلق والتوتر؟
بالطبع الجرائم تتفاقم، لكننا لم نخسر الأمن نهائياً بعد. وبهذا المعنى، الاستنفار ضروري كي لا تسود شريعة الغاب فعلياً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|