الإدارة الذاتية عن تأجيل الانتخابات في سوريا: نرفض التهميش والإقصاء
على الطاولة: إلحاق لبنان بسوريا
لمصلحة من قول وزير الدفاع الايراني عزيز نصير زاده ان بلاده أنشأت بنى تحتية صناعية في قطاع الدفاع في بعض الدول، ليضيف "من المرجح أن يتم افتتاح تلك المصانع، رسمياً، والاعلان عنها في وقت قريب"، ودون أن نفاجأ بسؤال بعض الشاشات العربية "من هي الضحية المقبلة للمشروع الجيوستراتيجي الذي وضعته الجمهورية الاسلامية"، والذي ألحق الكوارث بالقوى الحليفة، والى حد تهديد وجودها ؟
حقاً من هي الدول الحليفة لايران التي يمكن أن تجازف بوجودها، بعدما بات جلياً أن الولايات المتحدة التي عجزت عن استيعاب ايران بشتى الوسائل، ومن الضغط العسكري الى الضغط الديبلوماسي، وصولاً الى الضغط الاقتصادي، قد تأخذ بالنظرية الاسرائيلية القائلة أن لا بديل عن تقويض النظام هناك، ولو اقتضى ذلك اللجوء الى القنبلة النووية، وهو الخيار المثالي لتغيير الشرق الأوسط، ربما لمئة عام.
لا نعتقد أن نصير زادة كان يقصد لبنان، وحيث يتعرض "حزب الله" لحملة سياسية، واعلامية، قد تفوق بضراوتها الحملة العسكرية، مع توقع أن يكون ذلك تمهيدا لشيء ما يعدّ للداخل اللبناني ان من سوريا أو من اسرائيل، والاثنتان تتفقان على احداث تغيير بنيوي في الدولة اللبنانية، ودون أن يظهر أي حل واقعي لسلاح "حزب الله" الذي يفترض ألا يشكل أولوية بالنسبة الى الحكومة اللبنانية، والتي تدار بالأيدي الغليظة من جهات معلومة للقاصي والداني، وذلك بعد اعلان بنيامين نتنياهو عزمه على تحقيق الوصية الالهية باقامة اسرائيل الكبرى، ما يعني، وبرعاية أميركية، الاستيلاء على لبنان، وعلى سوريا والأردن، وكذلك على جزء من مصر وتركيا التي لا تزال ماضية في ديبلوماسية الثعبان، أو في استراتيجية الثعبان، لاعادة احياء السلطنة العثمانية، مع أن الأحداث أظهرت عبثية هذا الرهان، وان كان الجيش التركي موجودا في سوريا وفي قطر وفي ليبيا، وربما في بلدان عربية أخرى.
بالطبع لكل من الحكومة السورية والحكومة الاسرائيلية نظرتها الخاصة، أو نظرتها الايديولوجية، حيال لبنان، لنتوقف عند ما يتم تداوله في الظل حول ذلك السيناريو الذي يتم بحثه بين الرئيس الأميركي وحاكم احدى الدول العربية الفاعلة على الساحة اللبنانية بشقيها السياسي والطائفي، انطلاقاً من فشل الصيغة اللبنانية القائمة على معادلة التوازن بين الطوائف، والتي جعلت من لبنان حلبة للصراعات الاقليمية، والدولية، على أنواعها، لتنتج من ذلك تلك السلسلة من الأزمات التي قد تدفع بالبلد الى تكرار تجربة الحرب الأهلية.
الدولة العربية اياها ترى أن صيغة بديلة للبنان، في تركيبته الراهنة، لم تعد ممكنة، ما يستدعي البحث عن خيار آخر لانهاء الوضع الشاذ. الخيار الأقرب الى المنطقة الحاقه بسوريا. ولكن أي سوريا، ومن هي الأيدي التي تحكم سوريا الآن، وبعدما كان المبعوث الأميركي توماس براك قد هدد "حزب الله" تحديداً بالحاق لبنان ببلاد الشام دون أن يرف جفن لنجوم السيادة، ما دام بعضهم، من يقود القافلة، يراهن، بغباء منقطع النظير، على اقامة كانتونات التي هي عبارة عن مقابر للطوائف، ما دمنا قد عشنا على الأرض، وبالدم، جاهزية ملوك الطائفة الواحدة للصراع على الزعامة.
أحد رؤساء الحكومة السابقين الذي يدعم فكرة الحاق لبنان بسوريا، ولخلفيات ثأرية، بعدما تبين له، ومهما كان مسار الأحداث، استحالة عودته الى السراي، استعاد أمام سفير الدولة العربية اياها أن المفوض السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو الذي أعلن من قصر الصنوبر، مقر السفير الفرنسي في بيروت، قيام "دولة لبنان الكبير"، في أول أيلول 1920، كان قد فكر في استحالة بقاء تلك الدولة، فكان أن رأى، في محاضرة ألقاها في مدينة الاسكندرية المصرية، ضم دولة لبنان الى فديرالية تجمعه مع الدول السورية الأربع، ما اثار غضب البطريرك الياس الحويك الذي هدد غورو، وبوجوده، بالثورة ضده.
حين يكون لبنان على الطاولة للبحث في خيارات قد تفضي الى زواله كدولة، أو على الأقل، تغيير صيغة، أو خريطة، هذه الدولة، أي منطق يستدعي التركيز عل نزع سلاح "حزب الله"، أو أي سلاح آخر، لحماية سيادة لبنان، واستقلاله، وحتى بقائه اذا ما أخذنا بالاعتبار مسرحية نزع السلاح من مخيم برج البراجنة، والتي بدأت في فندق فينيسيا، وانتهت على متن بيك آب بائس على باب المخيم. ثمة قرار عربي بعدم التعرض لسلاح الفصائل الفلسطسنية، والذي يفترض أن يبقى الاحتياطي الفاعل حين تدق الساعة. أي ساعة ...؟!
وماذا عن الخلايا السرية التي تقول المعلومات، ومن الداخل السوري، أنها بدأت تستشري في أرجاء المناطق اللبنانية، وحين تتلاحق المعلومات حول "حشود غامضة" في مناطق سورية حساسة، على تخوم البقاع الشمالي والشرقي، كما يحكى عن عملية جراحية وشيكة قد تكون مدخلاً لظهور لبنان الآخر. لبنان تورا بورا أم لبنان الولاية العثمانية ؟
من لا يعلم أن هناك من اشترى رؤوساً كثيرة، "رؤوساً سيادية" ـ وهذا مظهر من مظاهر الثقافة السياسية في لبنان ـ للبحث في طريق آخر، لا في صيغة أخرى. كما سبق وقلنا ان مسألة سلاح "حزب الله" ورقة تكتيكية لما هو أبعد بكثير واشد هولاً بكثير.
والآتي أعظم ...
نبيه البرجي -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|