محمد بركات يردّ: بيان لفّقه حزب الله باسم آل بركات... وعائلتي هي الدّولة
الصايغ: على حزب الله اتخاذ القرار بانتقاله من حزب عسكري مقاوم مرتبط بالحرس الثوري الإيراني إلى حزب لبناني بالكامل
اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ أنه لو كان بشير اليوم معنا لكان قام بأمور كثيرة يقوم بها اليوم الرئيس جوزاف عون،
وأكد أن المسألة لا تتعلق فقط بالسلاح، بل بقرار يجب أن يتخذه حزب الله، داعيًا إلى انتقاله النهائي من حزب عسكري مقاوم مرتبط بالحرس الثوري الإيراني إلى حزب لبناني كامل يتصرّف ضمن الإطار القانوني للدولة، مشددًا على أن هذا الانتقال يجب أن يتم استنادًا إلى القانون اللبناني، وأن يتعامل الحزب مع الدولة كمصدر وحيد للشرعية.
الحديث كاملًا
في ذكرى انتخاب بشير الجميّل رئيسًا للجمهورية وردًا على سؤال ماذا لو كان الرئيس الشهيد حيًّا، قال عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ في حوار عبر "سبوت شوت": "دائمًا ما أطرح على نفسي هذا السؤال: "لو كان الشيخ بشير حيًّا اليوم، ماذا كان ليفعل لو كان رئيسًا للجمهورية؟ أكرّر هذا السؤال باستمرار،" ولكن بموضوعية تامة لا يجوز أن نقارن بشير عام 1982 برئيس الجمهورية الحالي، لأن الوضع مختلف تمامًا وأي مقارنة من هذا النوع هي ظلم لرئاسة الجمهورية وظلم لرئيسها، مشيرًا إلى أننا نسمع هذا الكلام في الشارع اللبناني، وخصوصًا بين المؤيّدين الواسعين لبشير الجميّل، كثيرًا ما نسمع عبارة: "لو كان الشيخ بشير بيننا اليوم لكان فعل كذا وكذا"، ولكن برأيي، الموضوعية تقتضي أن نؤكد أنّ أهم ما يمكننا الاحتفاظ به من ذكرى انتخاب الشيخ بشير هو روحه ونهجه وأسلوب عمله. فقد تميّز بالصراحة والعفوية وبالعمل بروح الفريق، فعندما كان قائدًا للقوات اللبنانية، ونائبًا لرئيس منطقة الأشرفية في حزب الكتائب في الوقت ذاته، كان يمتلك شخصية قوية وقيادية، عسكرية وسياسية معًا، لكنه رغم ذلك كان يستمع إلى من هم أكبر منه سنًا وخبرة، ويستعين بالمفكرين الكبار والاقتصاديين الكبار ليستشيرهم. والأهم أنه كان يعطي كل ذي حق حقه، ولم يتصرّف على قاعدة أنّه الأذكى والأقوى وصاحب القرار الأوحد، بل كان يؤمن بالشراكة الواسعة، على الرغم من صورته القيادية التي توحي بأنّه يقرر وينفّذ ما يقرّره، إلا أنّ الأمر لم يكن فرديًا محضًا، بل كان نتاجًا للظروف التي كانت تفرض عليه الحسم في كثير من الأحيان.
أضاف الدكتور الصايغ: "لو كان الشيخ بشير حيًّا اليوم، لما شككت لحظة في أنّه كان سيفعل الكثير مما يقوم به اليوم قائد الجيش العماد جوزاف عون فلا ننسى الصعوبات التي بدأ الشيخ بشير يواجهها منذ لقائه في "نهاريا" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، حين طلب الإسرائيلي من الرئيس المنخب تنازلات فورية من لبنان واتفاق سلام عاجل، لكن الشيخ بشير رفض قائلًا: "لا أستطيع أن أقدّم لك ذلك"، رغم أنّ الجيش الإسرائيلي كان في قلب العاصمة ومسيطرًا على الأرض، ورغم أنّه كان يعتبره حليفًا، وأردف قائلا: "أنا حليف، لكنني لست عميلًا ولست تابعًا، فأنا أتحدث باسم لبنان".
وتابع: "هذا الموقف رفع بشير من مستوى زعيم حزب أو قائد عسكري أو طائفي، إلى مستوى الزعيم الوطني. واليوم، نرى أن الأداء القائم في الحكم الحالي هو أداء "بشيري" بامتياز".
من هنا كنا نحلم أن تأتي الشرعية اللبنانية بهذه الصرامة ووحدة الموقف، لتطبّق الدستور بلا خلل ولا مواربة، والنقاش الوحيد المشروع يكون حول ترتيب الأولويات والجدول الزمني، أمّا المسار فهو ثابت وواضح.
نعم، يمكننا انتقاد بعض التفاصيل، لكن الجوهر يبشّر بالاطمئنان. وبرأيي، الشيخ بشير في عليائه اليوم مطمئن.
وردًا على سؤال عن الجدل الذي رافق رفع صورة للرئيس الشهيد بشير الجميّل في الأشرفية والقول إن نديم الجميّل نزع شعار القوات اللبنانية عن بدلة الشيخ بشير في إحدى الصور، قال الصايغ: لا أعلم تمامًا السبب المباشر وراء ما حصل، غير أنّ الأمر يعيدنا إلى حقيقة تاريخية: ففي مرحلة من المراحل، انقسم الناس حول بشير، حتى وصل الأمر إلى أن يختلفوا على تقاسم "ثيابه"، أي على رمزيته. وصار كل فريق يدّعي أنّ بشير له وحده. والحقيقة أنّ بشير ليس ملكًا لأحد، بل هو للبنان بأسره. لكن لا بدّ من العودة إلى الوقائع التاريخية. فالشيخ بشير استُشهد في بيت الكتائب اللبنانية، في آخر اجتماع كان يعقده في بيت الأشرفية. وهو أعلن ترشيحه لرئاسة الجمهورية من "بيت المستقبل"، المؤسسة التي أنشأها شقيقه الرئيس أمين الجميّل،. وبشير نفسه هو الذي أسّس الذراع العسكرية للجبهة اللبنانية، القوات اللبنانية.
ولفت إلى أن القوات اللبنانية لم تكن حزبًا آنذاك وقد فرض الشيخ بشير على الكتائبيين أن يضعوا على بزّاتهم العسكرية شعار القوات اللبنانية، لأنه أراد توحيد الصفوف العسكرية، فلم يعد مقبولًا أن يكون هناك فصيل كتائبي، وفصيل للأحرار، وفصيل لحراس الأرز، لذلك، عمل على دمج هذه القوى في قوة واحدة غير حزبية، رغم أنّ أكثر من 90% من المقاتلين، ولا سيما في الوحدات المقاتلة المركزية الأساسية، كانوا من الكتائب. من هنا نفهم لماذا كان الشيخ بشير يضع على ساعده دائمًا شارة المغاوير الكتائبية التي تحمل السيفين والأرزة الكتائبية، فيما كان على صدر البزة العسكرية مكتوب باللون الأخضر اسم "القوات اللبنانية".
وتابع: "بحسب العقد الذي وُقّع آنذاك بين الكتائب والشيخ بشير، وُضعت الوحدات المركزية الكتائبية بتصرّف القوات اللبنانية "على سبيل الإعارة"، لأنّ الجميع كان يخشى: "ماذا لو استشهد بشير، ما مصير هذه المؤسسة العسكرية الضخمة؟ فكان لا بد من مرجعية سياسية قوية تحميها، وهي الكتائب اللبنانية، عمود الجبهة اللبنانية". من هنا حصل الالتباس التاريخي: هل بشير هو للكتائب أم للقوات؟ الحقيقة أنّه للاثنين معًا. هو "الأب والأم" للقوات اللبنانية من جهة، لكنه ابن الكتائب أيضًا من جهة أخرى. وبالتالي، فالرمز الذي كنا نحمله – سواء شعار الكتائب أو شعار القوات – كلاهما صحيح، ولا تناقض بينهما.
وأشار إلى أنه بعد استشهاد الشيخ بشير الجميّل، مرّت القوات اللبنانية بمراحل معقدة، فالهيكل العسكري الذي بناه بشير لم يكن حزبًا سياسيًا، بل كان قوة قتالية منظّمة، وعندما انتهت الحرب اللبنانية ودخلنا في اتفاق الطائف، لم يعد من دور فعلي لهذا الجسم العسكري كما هو. حينها، حاولت القيادة الجديدة للقوات اللبنانية، بزعامة الدكتور سمير جعجع، أن تتحوّل إلى حزب سياسي. وهنا بدأت الإشكالية الكبرى: فالقوات اللبنانية لم تُنشأ أصلًا كحزب، ولم تُصمَّم لتكون تنظيمًا سياسيًا شاملًا، بل كانت جيشا جمع فصائل مسيحية مختلفة في لحظة تاريخية محدّدة. حاول الدكتور جعجع وقد كان لا يزال مسؤولا ان يدمج القوات بالكتائب لذلك تقدم بترشيحه الى رئاسة الحزب منافسا النائب جورج سعادة انما لم يوفق فكان خياره الآخر باعتماد القوات حزبا سياسيا. ثم جاءت مرحلة السجن الطويلة للدكتور جعجع بعد عام 1994، ما جعل القوات اللبنانية كجسم سياسي تتراجع إلى حد كبير. ولكنها عادت وظهرت مجددًا بعد خروجه من السجن عام 2005، مستندة إلى حضورها الشعبي وذاكرة الحرب. غير أنّها لم تعد القوات التي أسسها بشير الجميّل، بل صارت حزبًا سياسيًا جديدًا يحمل اسم القوات اللبنانية.
وعن العلاقة الحالية بين الكتائب والقوات اللبنانية قال الدكتور الصايغ: "العلاقة موضوعية وتقوم على مصلحة وقيم مشتركة، رغم التباينات في أساليب التعبير والمقاربة السياسية. لدينا رؤساء مختلفون وطُرُق عمل مختلفة. د. سمير جعجع يرأس حزب القوات، وسامي الجميّل يرأس حزب الكتائب. في لبنان، لشخصية الرئيس الحزبي تأثير كبير على نهج الحزب، وهذا ينعكس على الأداء السياسي. لكن الأساس أن الطرفين عملا سويًا في محطات مفصلية، مثل منع انتخاب رئيس للممانعة، وتشكيل كتلة وازنة تضم 31 نائبًا، صمدت وقاومت، واستقطبت دعمًا من كتل أخرى، ما ساهم في إحداث توازن حقيقي في البلاد.
وردًا على سؤال عن مستقبل التعاون بين الحزبين وما هي المصلحة من هذا التقارب؟ أجاب: "المصلحة اليوم تكمن في استعادة الدولة، والالتفاف حول مؤسساتها وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. ليس هدفنا تكوين سلطة من أجل السلطة. نحن نؤمن بمسار سياسي يجب ترسيخه شعبيًا وسياسيًا ودوليًا، ليبقى ثابتًا ولا ينحرف عند كل استحقاق انتخابي أو تحالف عابر."
أضاف: "نحن والقوات قادرون على أن نكون ضمانة لهذا المسار. والتحدي القادم هو في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يجب تحصين الإنجازات التي حققناها، وضمان تمثيل وازن في مجلس النواب، لا فقط على مستوى الطائفة، بل تمثيل وطني متنوّع يشمل كل الطوائف."
وعن الخلاف أو التنافس على تمثيل المسيحيين وهل د. جعجع يتعامل كأنه الممثل الوحيد لهم قال: "لا أظن أن الدكتور جعجع يعتبر نفسه "الممثل الحصري" للمسيحيين. هو يقود الكتلة المسيحية الأكبر في مجلس النواب (19 نائبًا من أصل 64)، ويمكنه الحديث بهذا الواقع، لكن لا أحد يستطيع أن يختصر الآخرين. في النهاية، من يمثل المسيحيين، أو غيرهم، هي صناديق الاقتراع. لا نريد الوقوع في خطاب طائفي يقول "أنا أمثّل المسيحيين وأنت تمثّل الشيعة..."، لأن ذلك يُسقِطنا في فخ حزب الله، الذي يريدنا أن نتحدث كطوائف لا كمواطنين. نحن نُصرّ على الخطاب السيادي الوطني، وكل طائفة لها الحق بمعرفة من يمثلها، ولكن المعيار الحقيقي هو التمثيل النيابي لا الادعاء السياسي.
وعن رفض حصرية التمثيل المسيحي والرد على تصريحات البطريرك الراعي التي أُثيرت مؤخرًا قال: "نعم، نرفض أي حصرية بالتمثيل. أما بالنسبة للبطريرك الراعي، فهو ليس محل تشكيك. لقد قلت علنًا: "ما حدا بيطال البطريرك". البطريرك لا يُبتز ولا يُخضع، وهو ليس خاضعًا لموازين القوى السياسية. ما قاله في ما يخص السلاح وإسرائيل نابع من إيمانه العميق برسالة الكنيسة، ولا أحد يزايد عليه."
وأشار إلى أن ما نشهده من هجوم عليه هو نوع من "الرَقص على حافة الهاوية"،، حتى ممن يريد تدميره رغماً عنه. البطريرك يقف في موقع الشهادة من أجل الكنيسة والوطن، ونحن نُجِلّ هذا الموقف ونرفض كل محاولات تخوينه.
ورأى الدكتور الصايغ أن المشهد الحالي قد يبدو للبعض وكأنه حجة لشيء أكبر، أو كبوابة للانزلاق نحو الفوضى، لكنه نفى هذا الاحتمال جملةً وتفصيلًا. وقال إن البعض يشبّه الوضع بمن يريد أن "يرمي نفسه من الشباك"، لكنه فعلٌ يعكس حالة نفسية أكثر مما هو تمهيد لمشروع سياسي أو أمني أكبر.
وأكد أن لبنان تعرّض لدمار هائل، مع أكثر من 40 ضيعة في الجنوب ممسوحة بالكامل، متسائلًا: "ما هو الشيء الأكبر من ذلك؟" وأضاف أن لبنان بنى، عبر السنوات، ضوابط داخلية ومناعة وطنية تمنع أي طرف من اللعب بورقة الفتنة.
وأردف: "ضد من ستُفتعل الفتنة؟ الطرف الآخر غير موجود، والناس تغيّرت. لا يمكن خلق مواجهة مع أشباح، ولا أحد يريد افتعال مشكلة مع الجيش اللبناني أو الشرعية."
وشدد على أن لا أحد قادر اليوم، لا داخليًا ولا خارجيًا، على تهديد لبنان بفتنة مذهبية أو وطنية. حتى على المستوى الإقليمي، أشار إلى أن علي لاريجاني وفق ما نُقل عنه علنًا وما جرى في الكواليس لا يؤيد ذهاب إيران نحو الفوضى، بل يسعى إلى الانخراط في النظام الاقتصادي الإقليمي والدولي.
وأضاف أن إيران، في ظل العقوبات والضغوط الداخلية، لا مصلحة لها في تأجيج الصراع في لبنان أو في المنطقة، خاصة في وقت يشهد تقاربًا بين روسيا والولايات المتحدة، وتحوّلات إقليمية قد تعيد رسم التحالفات.
وفي ما يخص الداخل الإيراني، أوضح أن الوضع الاقتصادي لا يسمح لطهران بخوض مواجهة شاملة ضد أميركا، أو إسرائيل، أو حتى ضد الغالبية العربية. وقال إن إيران تحتاج إلى ترتيب وضعها الداخلي والعودة إلى الحوار مع المجتمع الدولي بندّية، وليس من بوابة الفوضى.
وعن وضع الجيش اللبناني، شدد الصايغ على أن احتمال انقسام الجيش غير وارد إطلاقًا، قائلًا: "في كل المحطات السابقة، من فجر الجرود إلى نهر البارد، وحتى في معارك مكافحة تجار المخدرات، الجيش بقي موحدًا."
ولفت إلى أن تجارة "الكبتاغون" أصبحت المنجم المالي الأساسي لحزب الله، وأكد أن الجيش بات يسيطر على 90٪ من الجنوب، ومن دون الحاجة إلى استئذان أحد، وينفّذ عملياته بكفاءة، مشيرًا إلى أن "شهداء الجيش هم من أبناء الطائفة الشيعية وهم فخورون بولائهم للبنان"،
وبشأن البدائل، طرح تساؤلًا واضحًا: "ما هو البديل في حال حصلت فوضى أو تعطلت المؤسسات؟" وأكد أن الفوضى لن يستفيد منها أحد: لا الشيعة، ولا الدولة، ولا المسيحيون، ولا أي مكوّن من مكونات الوطن.
وأضاف أنه شارك مؤخرًا في زيارة وفد حزب الكتائب إلى الرئيس نبيه بري، وأكد أن الجو العام ليس سلبيًا، بل إيجابي، ولا يُشير إطلاقًا إلى نية بإثارة الفوضى المعممة أو التهويل.
وعن ملف السلاح الفلسطيني أشار د. الصايغ إلى أن عملية تسليم السلاح في المخيمات، التي بدأت مؤخرًا، يجب أن تُفهم في سياق سياسي جديد. وأوضح أن هناك فصائل فلسطينية غير راضية عن هذه العملية، لكن الفصيل الأكبر، وهو حركة "فتح"، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والرئيس محمود عباس، جميعهم موافقون على هذا التوجّه.
وشدد على وجود شرعية سياسية وشرعية أرضية لهذه العملية، موضحًا أن الجيش اللبناني. وأكد أن هناك غطاء لبنانيًا رسميًا واسعًا لهذا القرار، يشمل رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء.
وحول أداء الجيش اللبناني، قال إن الجيش يتعامل مع هذا الملف بدقّة وصمت، لأنه لا يحبّذ الاستعراض الإعلامي في مثل هذه الملفات الحساسة. وأوضح: "لم نشاهد شاحنات محمّلة بالسلاح، ولا مداهمات عنيفة."
وأضاف أن الجيش يتعامل مع هذه المهمة باعتبارها عملية دقيقة تتطلب مناخًا هادئًا وغير استفزازي، لتجنّب استثارة الغضب أو سوء الفهم لدى بعض الفئات. ورأى أن هذا الأسلوب هو نفسه الذي يُعتمد في معالجة السلاح جنوب الليطاني .
وأشار إلى إنه كان من أوائل المنتقدين، عبر الإعلام، لغياب البيانات اليومية الصادرة عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، كما انتقد سابقًا عدم إصدار اللجنة الخماسية، المعنية بترتيبات القرار 1701، بيانات أسبوعية توضح للرأي العام ما يجري.
وأشار إلى أن ما يبدو اليوم هو أن هذا ليس النهج المعتمد، إذ أن الجهات المعنية قررت أن النتائج وحدها هي التي ستتكفل بالرد، مؤكدًا أنه، رغم انتقاداته السابقة، بات يرى اليوم أن التسرع في الحكم غير مفيد، وأنه لا أحد يملك دائمًا "الحق المطلق" في السياسة.
وأشاد بالنهج الذي وصفه بأنه "هادئ"، والذي اعتمده رئيس الجمهورية، القائم على السماح للناس بالنقد، مقابل العمل بصمت للوصول إلى نتائج ملموسة. وأضاف: "النتائج عندما تظهر، ستتحدث عن نفسها."
وشدد على أهمية التمسّك بهذا المسار، وعلى ضرورة أوسع التفاف ممكن حول المؤسسات الرسمية.
وأكد أن فريقنا السياسي الذي كان من أبرز الداعمين لوصول قائد الجيش، العماد جوزاف عون، إلى موقعه، بذل جهدًا كبيرًا لتحقيق هذا الأمر، ومن الطبيعي اليوم أن نكون داعمين لهذه المسيرة.
في المقابل، رأى أن هناك فريقًا سياسيًا آخر يشعر بأنه انكسر في المعادلة، مشددًا على ضرورة عدم التعامل معه بتشفٍّ أو استعلاء. وقال: "لا يجب أن نغرز العلم بصدره ونقول له: أنت خسرت، أو نحن ربحنا. السياسة ليست هكذا."
ولفت إلى تجربة الأميركيين بعد نهاية الحرب الباردة كمثال على التعاطي السياسي الرصين، قائلًا: "رغم أنهم ربحوا الحرب، لم يعلنوا انتصارهم. جلسوا مباشرة مع غورباتشوف، ثم مع بوريس يلتسين، واشتغلوا على إرساء السلام في أوروبا."
وبيّن أن الاتحاد الأوروبي توسع لاحقًا نحو أوروبا الوسطى والشرقية، وضم 27 دولة من دون تحدٍّ أو إعلان انتصار استعراضي، معتبرًا أن هذا النوع من العمل الإيجابي والموضوعي هو النموذج الذي يجب أن يُحتذى به.
وتابع قائلاً: "لا يمكن أن نعلن كل يوم انتصار وعلى من على حزب الله؟ ماذا يعني انتصرنا؟ إسرائيل هي التي اشتبكت، وهي التي كسرت الحزب عسكريا، وليس نحن."
وشدد على ضرورة تفادي إعطاء انطباع بأن البعض يستقوي بتطورات لم يصنعها، محذرًا من محاولة استثمارها سياسيًا بشكل فئوي. وقال: "الإنجاز الحقيقي لنا هو إننا وقفنا قبل الحرب، صمدنا، ولم نسمح لهم بأن يسيطروا على البلد سياسيًا، وقد تحمّلنا أمورًا لا يتحمّلها أحد."
وأكّد أن هذا الصمود يُعدّ إنجازًا حقيقيًا يُسجَّل لفريقنا السياسي، في مقابل تطورات لاحقة فاقت قدرات الجميع.
وأضاف: "علينا جميعًا أن نعيد ترتيب أمورنا بهدوء، ومن دون تشفٍّ، أو نكايات، أو انتصارات وهمية."
وفي ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية في الجنوب لفت إلى ان اساس العمل مع الاميركيين هو ورقة السفير توم براك وهي تركز
بمعظمها على الجانب الأمني أكثر من السياسي، مشيرًا إلى أن الكلام السياسي لا يزال محدودًا، وأن النقاش حول إعادة الإعمار أو شكل المنطقة الأمنية في الجنوب لم يُطرح بعد بشكل فعلي.
وأكد أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هي الانسحاب الإسرائيلي وتثبيت وقف إطلاق النار، معتبرًا أن استمرار التوتر يُشكل رعبًا حقيقيًا،
وأكد أن المسألة لا تتعلق فقط بالسلاح، بل بقرار يجب أن يتخذه الحزب، داعيًا إلى انتقاله النهائي من حزب عسكري مقاوم مرتبط بالحرس الثوري الإيراني إلى حزب لبناني كامل يتصرّف ضمن الإطار القانوني للدولة. وشدد على أن هذا الانتقال يجب أن يتم استنادًا إلى القانون اللبناني، وأن يتعامل الحزب مع الدولة كمصدر وحيد للشرعية.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى صدمة إيجابية تفرض الدخول الجدي في النظام اللبناني من دون مناورات تأخيرية تعيق التقدّم.
وشدد الدكتور الصايغ على أنه لم يعد مقبولًا أن يكون هناك أي غرفة عمليات امنية أو بنية عسكرية لأي حزب داخل لبنان، مشيرًا إلى أن بعض الأدوات البسيطة مثل "السكين" قد تكون أحيانًا أخطر من الصواريخ، ما يجعل المسألة الأمنية في الداخل أكثر إلحاحًا. وأكد أن على رفض التسليم باي وضع شاذ، معتبرًا ذلك خطرًا على الاستقرار.
وفي ملف قانون الانتخابات، قال إن هذا القانون لا يمكن تطبيقه بالشكل الحالي، مؤكدًا أنه كما حدث في المرة السابقة، يجب إجراء تعديل مشابه يسمح بإعادة النظر ببعض المواد. واعتبر أن المادة المتعلقة بالمقاعد الستة لا تصلح للتطبيق،.
وأوضح أن لا أحد يمكنه الادعاء بأن الشيعة في الخارج، وتحديدًا في ديترويت، يمكن الضغط عليهم أو التأثير على خياراتهم، مشيرًا إلى أنهم كانوا من أول المرحّبين بدونالد ترامب خلال زياراته، وصوّتوا له بحرية.
وسأل: "لماذا نخشى من التنوع؟ لماذا نخاف من أن تظهر أصوات جديدة؟" وأضاف أن السماح للشيعة حول العالم بالتصويت بحرية قد يُعزز شرعية حزب الله أو حركة أمل، لا العكس، مؤكدًا أن الأصوات الحرة من الخارج هي عامل قوةل للديمقراطية".
وحول احتمالية تأجيل الانتخابات، أجاب بشكل قاطع: "لا يجب أن يكون هناك أي تأجيل للانتخابات."
وعن ترشّحه، أكد أن المكتب السياسي الكتائبي قد اتخذ قرارًا بترشيح النواب الأربعة الحاليين. سأكون إذا مرشحا عن المقعد الماروني في دائرة كسروان – الفتوح جبيل، لافتًا إلى أن الإعلان الرسمي عن الترشيحات سيتم في الوقت المناسب.
وعن رؤيته لمستقبل لبنان، قال الصايغ: "مستقبل لبنان سيكون زاهرًا وأفضل من الماضي. وإذا لم نؤمن بذلك، فعلينا أن نغادر مواقعنا."
وأوضح أن ما كان يحلم به بشير الجميّل، يتحقّق اليوم تدريجيًا، وأن على الجميع دعم هذه المسيرة الوطنية.
وفي ختام حديثه، شدد على ضرورة عدم السماح لأي اهتزازات بالتأثير على مسار التغيير، داعيًا إلى معارضة مدنية حقيقية لا تعتمد على المناورات ولا على الضرب تحت الحزام. وأكد أن على القضاء أن يقوم بدوره في محاسبة الجميع، بمن فيهم السياسيون والمدراء العامون.
ولفت إلى أن السلطة يجب أن تحكم بشكل فعلي ومن دون اعتبارات جانبية، مشيرًا إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في النهج السياسي. وقال: "على النواب أن يفهموا أن دورهم ليس مجرّد تعقيب معاملات، بل صناعة تشريعات تضمن وصول الناس بأسرع طريقة إلى الدولة."
وختم بالقول: "لا يمكن الاستمرار في تجاوز القانون أو حماية من يخالفه. على الجميع أن يدرك أن هناك قطيعة حقيقية بين الأداء السياسي السابق، والحالي، والمستقبلي."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|