دفاعات خصوم حزب الله تتهاوى.. ومعركة معوّض شارفت النهاية؟
ما كان متوقعاً بدأ بالتبلور. حزب الله على موقفه مع حلفائه إلى جانب "الورقة البيضاء"، والتي تحسّنت أرقامها في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس، في مقابل تضعضع الطرف المقابل والداعم لميشال معوض، الذي تراجع عدد أصواته إلى 37 صوتاً. أي أقل من الثلث المعطّل لانتخاب الرئيس. طبعاً، لا يعني ذلك أن خصوم حزب الله كلهم قد خسروا ورقة الثلث المعطل لتعطيل النصاب، في حال قرر الحزب وحلفاؤه اتخاذ خيار المواجهة في المعركة الرئاسية. لكن مع طول الوقت، فإن هذا الثلث سيكون في حالة تراجعية، على غرار تراجع أصوات معوض، الذي أصبح بينه وبين نفسه على قناعة بأن مسار ترشيحه وصل إلى مشارف النهاية.
سياسة الصبر
ليس هذا الاختلاف الوحيد بين خصوم حزب الله، إنما التباين في الآراء بين القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، الذي اعتبر أن الحوار غير مجد مع حزب الله، في مقابل ردّ وليد جنبلاط على هذا الكلام، رافضاً وواصفاً إياه بالعبثي، هو أحد المؤشرات على التضارب في وجهات النظر. وهنا لا يمكن فصل المشكلة التي طرأت بنتيجة لقاء حزب الكتائب مع حزب الله، والذي نفاه الكتائب بداية، فيما عمل لاحقاً على وصفه باللقاء الاجتماعي. كل ذلك يعني أن خصوم حزب الله ليسوا على موجة واحدة، وهذا يعني أن الحزب يحقق التفوق بالنقاط، من خلال اعتماد الصبر الذي يستمر عليه، مراهناً على تراجعات كثيرة في صفوف الخصوم، طالما أن التواصل بينهم لا يؤدي إلى بلورة موقف سياسي موحد ينمّ عن قناعة لديهم، وليس تفاهماً بحكم الظرف والأمر الواقع، ولأن لا خيارات بديلة.
في البيئة السنّية
ما سيضاف أكثر على هذا التضعضع، هو انتقال التنافس إلى البيئة السنية خصوصاً، بعد فوز فيصل كرامي بالنيابة، وعودته حاملاً راية "التوافق". وهو الذي سيكون حزب الله قادراً على تجميع كتلة نيابية له، يتمكن من خلالها تطويع الآخرين. هذه الحالة التي سينجح الحزب في إقامتها سيكون هدفها دفع الكثير من النواب السنّة إلى التسابق والتزاحم والتنافس في فتح الخطوط "الأحادية" معه. إذ سيذهب هؤلاء إلى منافسة كرامي على العلاقة مع الحزب. وما سيعطي انطباعاً أقوى لهذه المنافسة، أن كرامي دخل إلى المجلس النيابي معززاً بلقاء مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، إثر زيارة قام بها الأخير إلى منزل كرامي في طرابلس. هذا أيضاً سيؤدي إلى خلق المزيد من الشروخ بين خصوم حزب الله.
لا يمكن أيضاً إغفال الدعوة الرسمية التي تلقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لزيارة المملكة العربية السعودية، والمشاركة في القمة العربية الصينية التي تنظمها الرياض للرئيس الصيني. رُزق ميقاتي من حيث لا يحتسب، وهو الذي كان يتوق إلى إجراء زيارة رسمية إلى السعودية، لم تحصل خلال ولايته بين العامين 2011 و2013، ولم تحصل خلال توليه حكومته الثالثة، على الرغم من محاولاته الكثيرة. طبعاً، في العلاقات بين الدول وفي المسار الديبلوماسي، لا بد للبنان أن يتمثل في هذه القمة، إلا أن وقع الدعوة الرسمية لميقاتي بالإضافة إلى دخول كرامي إلى اللعبة مجدداً، سيؤدي إلى تراجعات كثيرة في صفوف حلفاء المملكة المتخاصمين مع حزب الله. فبعضهم سيذهب إلى البحث عن فرص التوافق مع الحزب طالما أن المملكة منفتحة على حلفاء الحزب، والبعض الآخر سيجد نفسه في حيرة من أمره أو في حالة ضياع، قد تبقيه خارج المسرح.
كل ذلك من نتاجات سوء التنسيق وانعدام حسن الإدارة، لا سيما على خط التواصل بين الحلفاء المفترضين، للاتفاق على شخصية معينة قابلة لخوض المعركة والوصول إلى سدة الرئاسة، أو تحديد سقف سياسي موحد لهؤلاء، يتمكنون من خلاله الدخول في حوار أو تفاوض غير مباشر ولكن جدّي مع الحزب. إلا أن ما يجري هو سيناريو مكرر للوقوع في الأخطاء نفسها.
منير الربيع - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|