حبة شهرية جديدة قد تحمي من فيروس الإيدز
نموذج ملون ثلاثي الأبعاد يظهر جزيئات فيروس نقص المناعة البشرية مع بروتيناته السطحية، وخلفية مجهرية توضح تكاثر الفيروس داخل خلية مناعية
كشفت دراسة جديدة أن حبة دواء تؤخذ مرة واحدة في الشهر قد توفر وسيلة فعالة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
يجري تطوير الحبة التجريبية المعروفة باسم "إم كيه-8527" من قبل شركة الأدوية الأميركية "ميرك". وقد نُشرت نتائج الدراسة بشأنها في مجلة "بلوس بيولوجي"، يوم الثلاثاء.
وتظهر البيانات الأولية أن الدواء يستطيع كبح تكاثر الفيروس عبر عدة آليات، مما يجعله مرشحاً واعداً لتوفير وقاية طويلة المدى.
في الوقت الحالي، تعتمد الحماية الشائعة على تناول أقراص يومية، أو الحصول على حقن طويلة المدى، وهو ما قد يشكل صعوبة أو حرجاً للبعض.
أما الحبة الشهرية الجديدة، فتتيح سهولة أكبر في الاستخدام، وخصوصية، وتقليلاً للوصمة الاجتماعية، وهو ما قد يساعد ملايين الأشخاص حول العالم على الالتزام بالوقاية.
وقد بدأت الدراسات السريرية على البشر بالفعل، وتظهر نتائجها الأولية مؤشرات مشجعة. لكن الباحثين يؤكدون أن ثمة حاجة لمزيد من التجارب للتأكد من فاعلية وأمان هذا العلاج الجديد.
ويسجل العالم نحو 1.3 مليون إصابة جديدة بالإيدز سنوياً، ويأمل العلماء في أن يساهم هذا الابتكار في خفض هذه الأعداد بشكل كبير.
الحقن والوسائل الموضعية
في ميدان الوقاية طويلة المفعول، يظل "الكابوتيغرافير" (أبريتيود) أبرز المسارات المعتمدة حتى الآن، إذ يقدم هذا العقار بصورة حقن كل شهرين. وقد حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية في كانون الأول/ديسمبر 2021، بعدما أثبتت دراسات واسعة تفوقه على الأقراص اليومية التقليدية في منع العدوى، حيث خفض الإصابات الجديدة بنسبة وصلت إلى 90 في المئة في بعض التجارب.
وفي حزيران/يونيو 2025، عززت خيارات الوقاية طويلة المدى بموافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية على "ليناكابافير" (ييزتوغو)، وهو مثبط للقفيصة الفيروسية (الغلاف البروتيني الذي يحمي المادة الوراثية للفيروس ويساعده على التكاثر)، ويعطى بالحقن مرتين فقط في السنة.
أظهرت نتائج دراسات كبرى أن أكثر من 99 في المئة من المشاركين ظلوا سلبيي الإصابة بالفيروس طوال فترة المتابعة، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إصدار توصية رسمية بإدراج "الليناكابافير" كخيار إضافي للوقاية.
أما بالنسبة إلى النساء، فقد برزت الحلقة المهبلية "دابيفيرين"، التي توضع شهرياً، وتفرز جرعات ثابتة من الدواء مباشرة في موقع التعرض للعدوى. حظيت هذه الوسيلة بالموافقة في عدة دول أفريقية منذ 2020.
وفي حزيران/يونيو 2025 أوصت الوكالة الأوروبية للأدوية بتوسيع استخدام الحلقة لتشمل الفتيات من عمر 16 عاماً. وفي الوقت ذاته، تظل الأقراص اليومية (مزيج من عقارين مضادين للفيروس) وسيلة فعالة للغاية، إذا جرى الالتزام بها بانتظام، بينما يُستخدم بروتوكول "2-1-1" بشكل محدود لدى بعض الفئات، ويقصد به تناول جرعات محددة قبل العلاقة ثم بعدها، بالرغم من أنه لم يجز رسمياً في الولايات المتحدة.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض أن الالتزام بالجرعات اليومية يبقى الخيار الأكثر أمانًا وانتشارًا.
الحبوب الشهرية
بدأ تطوير الحبة الجديدة انطلاقاً من مركب يدعى "إيسلاترافير"، الذي كان من أوائل محاولات إنتاج حبة شهرية للوقاية من الإيدز. استخدم باحثو "ميرك" استراتيجيات متعددة في الكيمياء الدوائية لتعديل بنيته وتحسين خواصه عبر تجارب على الخلايا والحيوانات. لكن البرنامج توقّف عام 2022 بعد ظهور مشكلات في سلامته.
من هنا، جاء تطوير حبة "إم كيه-8527" كخليفة مباشرة تسعى إلى تجاوز تلك الثغرات وتقديم بديل أكثر أماناً وفاعليةً، معززة الآمال في الوصول إلى وقاية فموية طويلة المدى، يمكن أن تغير مسار مكافحة الفيروس عالمياً.
ويستهدف هذا النوع من الأدوية الأشخاص غير المصابين والأكثر عرضة للإصابة، مثل أزواج المصابين، أو الفئات التي تعيش في مناطق ذات انتشار مرتفع، خصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن توسيع إتاحة هذه الوسائل قد يقلل بشكل ملموس من الإصابات الجديدة، خاصة بين الشباب والنساء الذين يتحملون العبء الأكبر من العدوى.
ومع دخول "إم كيه-8527" مرحلة التجارب السريرية، يترقب المجتمع الطبي ما إذا كان سيمثل نقلة نوعية تضيف خياراً جديدًا وسهلاً إلى أدوات الوقاية المتاحة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|