حديث الشرع عن الإخوان يثير "الإخوان"
أثار تصريح الرئيس السوري أحمد الشرع الذي تفردت به قناة سكاي نيوز عربية، نقلا عن مديرها العام نديم قطيش بعد لقائه بالرئيس السوري الذي أكد أنه ليس امتدادا لحركة الإخوان جدلا إعلاميا واسعا وردود فعل مختلفة.
ونقل نديم قطيش الذي تحدث من دمشق في بث مباشر، قول الرئيس السوري، أنه "لا يريد أن يكون امتداداً لأي حركة جهادية، ولا امتداداً لأي تنظيم إسلامي في عقلية الحكم"، وليس امتدادا للربيع العربي".
وجاءت تصريحات الرئيس الشرع لتؤكد رسميا، ما كتبه مستشاره الصحفي أحمد زيدان في موقع قناة الجزيرة القطرية، والذي دعا فيه بشكل صريح إلى حل جماعة الإخوان.
الاقتباس الذي نقلته "سكاي نيوز عربية" تحدث به الشرع صراحة، خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من كبار الإعلاميين العرب في دمشق، وعلى الرغم من أن المدير العام نديم قطيش كان حاضرا، إلا أنه تأنى في نقل هذه التفاصيل تحديدا عند ظهوره ببث مباشر من دمشق عقب اللقاء مع برنامج غرفة الأخبار.
قطيش حرص خلال حديثه على التنويه بأن الانطباع المتولد من الحوار مع الرئيس الشرع هو أنه "لا يريد أن يكون امتداداً لأي حركة جهادية، ولا امتداداً لأي تنظيم إسلامي في عقلية الحكم، وليس امتدادا للربيع العربي".
في صباح اليوم التالي، ومع حصول "سكاي نيوز عربية" على نص الاقتباس من قبل منسقي اللقاء الإعلاميين مع الشرع، جاء الاقتباس موثقا كالتالي: "أحمد الشرع: أنا لست امتدادا للأحزاب الإسلامية، سواء التنظيمات الجهادية، أو الإخوان المسلمين، ولست امتدادا للربيع العربي"، وهذا ما أعادت القناة نشره وتأكيده بنسبه إلى مصدره بشكل مباشر.
ولفهم خلفية ما حدث يجب تسليط الضوء على تراتبية الأحداث زمنيا:
كتب المستشار الإعلامي للرئيس السوري، أحمد موفق زيدان، مقالاً في موقع قناة الجزيرة القطرية دعا فيه بوضوح إلى حل تنظيم الإخوان، على غرار الفصائل العسكرية والسياسية التي حُلّت خلال المرحلة الانتقالية.
واعتبر زيدان أن مثل هذه الخطوة ليست تصفية حسابات، بل "خيار استراتيجي يصب في مصلحة الدولة السورية الوليدة، التي تسعى للانطلاق بعيداً عن الهياكل التي شكّلت تهديداً لوحدة البلاد واستقرارها".
بعد مقال زيدان، التقى الشرع الوفد الإعلامي العربي، وقال: "أنا لست امتدادا للأحزاب الإسلامية، سواء التنظيمات الجهادية، أو الإخوان المسلمين، ولست امتدادا للربيع العربي".
حديث الشرع تلاه منشور من قاضي جبهة النصرة سابقا عبد الله بن محمد المحيسني في حسابه على منصة "إكس" قال فيه: "لم يفاجئني تصريح الشيخ الأخير، فقد دار بيني وبينه حديث شبيه قبل سنوات، وقبل أن أتحدث عما دار بيننا أود إيضاح أن الرئيس - حفظه الله - بهذا التصريح لا يتنكر للثورات ولا للجماعات الإسلامية إنما يوضح أنه لن يلتزم بأدبياتها حتى لايتم التعامل مع دولته الوليدة بناء على أحكام مسبقة".
وبعد الجدل الإعلامي الحاصل، نشر زيدان منشورا على "إكس" قال فيه: " أن يلتقي الأخ الرئيس أحمد الشرع كزعيم عربي مع عشرة من أشد منتقديه. يسمع لهم ويستمعوا له، ثم يخلصوا في نهاية اللقاء للإعجاب به، بل والمطالبة بدعمه وتأييده، فهذا لم نعهده من قبل في عالمنا العربي.. الحقيقة، إنما الفضل هذا، يعود للطرفين للسيد الرئيس، وضيوف الرئاسة، الذين جسّروا هوة كبيرة.. لا بديل عن الحوار مع بعضنا".
نفي دون مصادر
القسم العربي في مؤسسة الـ"بي بي سي" البريطانية، قال في تقرير إنه حاول التحقق من هذا الاقتباس من خلال البحث عن مقابلة مصوّرة أو مصدر رسمي لهذه التصريحات، وراجعت وكالة الأنباء السورية (سانا)، لكنها لم تجد أي مصدر له.
وقالت القناة أيضا إنها حاولت التواصل مع وزارة الإعلام السورية للحصول على تأكيد أو نفي لهذه التصريحات، إلا أن الوزارة رفضت التعليق.
إلا أن الـ"بي بي سي" على ما يبدو، فاتها الرجوع إلى مصدر المعلومة الأساسي وهو رئاسة الجمهورية تحديدا، التي كانت قادرة على نفي الاقتباس لو "افترضنا جدلا" أنه غير صحيح.
وإذ لم تتمكن بي بي سي من إيجاد نفي لأقوال الرئيس التي نقلتها شبكة "سكاي نيوز عربية"، تجشمت العناء لتقوم بالمهمة الشاقة نيابة عن الرئاسة السورية، ووزارة الإعلام، وعن مستشار الرئيس السوري أحمد زيدان، لتنفي أقوال الرئيس دون أي مصدر عبر بعض الصحفيين العرب المحسوبين على تيار الإخوان، ممن ساءهم موقف الشرع من تنظيم الإخوان.
كما أن "سكاي نيوز عربية" ليست المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي تحدثت في ذات السياق، فمجلة المجلة التي مثلها خلال اللقاء مع الشرع رئيس تحريرها إبراهيم حميدي نقلت الكلام في السياق التالي: " وقال (الشرع) إنه ليس امتدادا للأحزاب الإسلامية سواء التنظيمات الجهادية أو الإخوان المسلمين وليس امتدادا لالربيع العربي".
لقاء استثنائي
وفي اللقاء الذي جمع الشرع بالوفد الإعلامي العربي، وجّه الرئيس السوري حزمة من الرسائل المركّبة للداخل والخارج.
خطابه لم يقتصر على الطابع السياسي التقليدي، بل حمل إشارات استراتيجية عن مستقبل سوريا، ووحدة الدولة، والتحديات الأمنية، وصولاً إلى كشفه عن مفاوضات متقدمة مع إسرائيل قد تفضي إلى اتفاق أمني برعاية أميركية.
هذا المزيج من الطمأنة والتصعيد، ومن الانفتاح والانغلاق، يعكس توازنا دقيقا يحاول الشرع أن يرسخه: تقديم سوريا كدولة منفتحة على مرحلة جديدة، لكن من دون التنازل عن "الخطوط الحمراء"، وفي مقدمتها وحدة البلاد وسيادتها.
كما أن حرص الرئيس السوري في حديثه، على القطيعة مع أيديولوجيات الماضي. يهدف إلى رسم صورة "سوريا الجديدة" بوصفها كيانا مستقلا، غير مرتهن لأجندات عابرة للحدود أو تجارب أيديولوجية أثارت الجدل في المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|