عربي ودولي

سباق فرط صوتيّ.. هل تتفوّق إيران على إسرائيل وأميركا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتصاعد المنافسة العالمية حول تطوير الأسلحة فرط الصوتية، التي تُعد من أكثر التقنيات العسكرية تقدماً في الوقت الراهن، لما تمتاز به من سرعة هائلة وقدرة على المناورة تجعل اعتراضها أمراً بالغ الصعوبة.

وفي هذا السياق، أعلنت إيران في السنوات الأخيرة عن تجارب ناجحة وصواريخ جديدة، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة وإسرائيل العمل على برامج مشابهة، ما يثير تساؤلات حول موقع طهران في هذا السباق التكنولوجي والعسكري.

ويقول الباحث وخبير الأمن القومي الأميركي براندون وايكيرت في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على تطوير أسلحة ليزر عالية القدرة لمواجهة تهديد الصواريخ، غير أن هذه الأسلحة ما زالت بعيدة المنال، وفي المقابل، تمتلك إيران الآن صواريخ فرط صوتية.

وفي هذا العصر الحديث المليء بالاضطراب في أنحاء العالم، لا يكاد نزاع ينتهي حتى يشتعل آخر.

ففي يونيو من هذا العام اندلعت ما عُرف بـ"حرب الأيام الاثني عشر" بين إسرائيل وإيران.

 ولم تنتهِ تلك الحرب إلا بعدما شن سلاح الجو الأميركي عملية "مطرقة منتصف الليل"، وهي هجوم معقد تقنيا نفذته قاذفات "بي 2سبيريت" الشبحية بعيدة المدى ضد منشآت يُشتبه في أنها مخصصة لتطوير الأسلحة النووية الإيرانية.

ومع ذلك، كانت فعالية تلك الضربات محل تساؤل، إذ قدر محللون مستقلون أنها أخرت البرنامج النووي الإيراني لفترة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين، لكنها فشلت في تدميره نهائيا كما أعلن الرئيس دونالد ترامب في البداية.

إسرائيل وإيران على شفا الحرب من جديد، ويقول وايكيرت إنه بالنسبة لإدارة ترامب، كان من الواضح أن الضربات شكلت نهاية حرب الأيام الاثني عشر. لكن بالنسبة لإسرائيل وإيران، لم تكن سوى "فاتح شهية" قبل حرب أكبر.

فكل من إيران وإسرائيل لديهما خطط للهيمنة الإقليمية، وكل منهما يرى الآخر عقبة في طريق تحقيق تلك الطموحات الكبرى.

ومنذ نهاية الحرب، عمدت كل من إسرائيل وإيران إلى إعادة التسلح والاستعداد لجولة جديدة من المواجهة.

وفي هذا السياق، لا تقتصر وتيرة شراء وإنتاج الأسلحة على إسرائيل وحدها، فإيران، على الرغم من كل القصف الذي تعرضت له في الحرب الماضية، أثبتت أن "مدنها الصاروخية" تحت الأرض بقيت معظمها سليمة.

علاوة على ذلك، كان رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية المقال قد سرّب بالفعل للصحافة أن غارات (بي 2) على المواقع الإيرانية النووية المحصنة لم تكن فعالة على خلاف ما زعمت إدارة ترامب.

يعرض الإيرانيون اليوم أقوى أسلحتهم كوسيلة ردع ضد جولة جديدة من الغارات الجوية الإسرائيلية.

يعرف هذا الصاروخ باسم " خر الزمان" وقد أثار جدلا واسعا بين المحللين العسكريين منذ أن كشف الجيش الإيراني عنه.

وإذا كانت مزاعم إيران بشأن صاروخها الفرط صوتي الجديد صحيحة، فقد يُمثل هذا أعظم تهديد استراتيجي لأمن إسرائيل في المستقبل القريب.

وبدأ برنامج إيران لتطوير الأسلحة الفرط صوتية في مطلع العقد الأول من الألفية مع صواريخ مثل شهاب-3، التي وفرت للحرس الثوري الإيراني خيارات متعددة للضربات متوسطة المدى.

وبحلول عام 2023، كشفت إيران عن مركبات الانزلاق الفرط صوتية فاتح-1 وفاتح-2، التي وصلت سرعتها إلى 15 ماخ ومدى يتراوح بين 869 و1243 ميلا.

وبفضل قدرتها على المناورة غير المتوقعة أثناء الطيران، صممت هذه الأسلحة الإيرانية لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة مثل القبة الحديدية.

وجرى اختبار سلسلة فاتح لأول مرة في القتال خلال يونيو 2025، أثناء الضربات الانتقامية الإيرانية ضد إسرائيل، حيث أفادت تقارير بأن الصواريخ الفرط صوتية اخترقت الدفاعات وألحقت أضراراً جسيمة بأهداف عسكرية ومدنية.

وبطبيعة الحال، تجنبت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الغالب نشر هذه الأخبار حينها.

غير أن الأضرار الكبيرة، والارتباك الذي أثارته لدى المسؤولين الإسرائيليين، بسبب الأسلحة الإيرانية الفرط صوتية المتقدمة، لم يعد من الممكن إنكاره.

ويعد هذا السلاح الفرط صوتي قادرا على حمل ما يصل إلى 80 رأسا حربيا، يزن كل منها 70 كيلوغراما، ليصل إجمالي الحمولة إلى قدرة تدميرية "هائلة".

وتفيد تقارير غير مؤكدة بأن هذا السلاح الإيراني الجديد قادر على بلوغ سرعات تتجاوز 12 ماخ، بمدى يقارب 3000 كيلومتر، ما يتيح له ضرب أهداف في مختلف أنحاء المنطقة بمهلة إنذار قصيرة للغاية.

وبالفعل، فإن اسم "خر الزمان" يبرز دوره الرمزي في العقيدة العسكرية الإيرانية، إذ يشير إلى تحول في الاستراتيجية الإيرانية التي تركز على السرعة والتعددية لإغراق الخصوم.

وعلى عكس الصواريخ الباليستية التقليدية، التي تتبع مسارات يمكن التنبؤ بها، تنزلق الأسلحة الفرط صوتية عبر الغلاف الجوي، ما يقلص وقت رد الفعل لدى الدفاعات إلى دقائق معدودة.

وتعزز إيران هذه القدرات عبر التقدم في تقنية الدفع بالوقود الصلب ومركبات إعادة الدخول القابلة للمناورة الأمر الذي قد يجعل أنظمة مثل باتريوت الأميركية أو مقلاع داود الإسرائيلي أقل فعالية.

ويشكل هذا تهديدا مباشرا لإسرائيل، إذ يغطي مدى "خر الزمان" المسافة من طهران إلى تل أبيب، ويمكنه بلوغ الأراضي الإسرائيلية في أقل من عشر دقائق، ما يترك وقتا ضئيلا جدا للإخلاء أو التدابير المضادة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا