أحمد الشرع للّبنانيين... اسهروا واهربوا من المشاكل لأن المعارك الآتية صعبة عليكم..
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بعد أشهر انهمكت خلالها سوريا الجديدة بترتيب بيتها الداخلي، وبالذهاب في اتجاهات تمكّن دمشق من استعادة الثقة الدولية والعربية بها، وبجذب الاستثمارات والمشاريع الكبرى، وبإظهار أن الأراضي السورية باتت أرض الأحلام والفرص بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، تعود "الجيرة" بين لبنان وسوريا الى طاولات الأبحاث التي تُعنى بتحضير ظروف المستقبل، وسط اهتمام يظهر من الجانب السوري بشأن "تدشين" حقبة جديدة بين البلدَيْن.
حمّال أوجُه
فبعد مرور أيام على حديثه عن أن سوريا ترغب ببَدْء صفحة جديدة مع لبنان، وعن أنها لا تريد التحكّم به والتنظير عليه، وعن أنه (لبنان) عانى من السياسات السورية خلال السنوات الماضية، لا سيما خلال حقبة حكم آل الأسد، وعن أنه (الشرع) تنازل عن الجرح الموجود داخل سوريا "بسبب اعتداءات "حزب الله" علينا"، (بعد مرور أيام على هذا الكلام) أشاد أحمد الشرع بالشعب اللبناني، واصفاً إياه بأنه شعب يليق به الفرح، وشعب بعيد من الحروب، ومعتبراً أنه يليق بلبنان أن يكون منطقة سياحية ومصرفية، لا منطقة نزاعات.
أن يتحدث رئيس سوريا عن شعب لبناني يليق به الفرح، وعن لبنان يليق به أن يكون منطقة سياحية ومصرفية، لا منطقة نزاعات، فهذا ممتاز ولكنه حمّال أوجُه على مستويات عدة. فهو اعتراف بقدرات ومواهب الشعب اللبناني، وبمكانة لبنان، وبأهمية موقعه الجغرافي، وانفتاحه على الغرب والشرق معاً. كما يمكنه أن يكون بمثابة رسالة موجّهَة الى اللبنانيين، تذكّرهم بالحدود التي يجب أن يلتزموا بها.
الظروف الصعبة
فالشعب اللبناني الذي يحب الفرح، هو شعب لا يجب أن يفكر بمحاربة سوريا، ولا الشعب السوري، سواء كان نازحاً في لبنان أم لا. ولبنان الذي يليق به أن يكون منطقة سياحية ومصرفية، لا منطقة نزاعات، هو بلد لا يجب أن يفكر بالحروب، ولا بالملفات الاستراتيجية كما لو كان دولة مؤهَّلَة لخوض حروب، بل دولة سياحة، وسهر، وجذب رؤوس أموال... أي دولة "تهرب" من المشاكل، لا العكس. وأما كل ما تبقّى من ملفات كبرى في المنطقة، فيتوجب تركه لدول مثل سوريا، قادرة على الحرب، وجاهزة لخوض أكبر أنواع الصراعات.
فهل يمرّر الشرع رسالة للدول العربية والعالم، بأنه رجل الظروف الصّعبة على امتداد الجغرافيا السورية واللبنانية، على حدّ سواء؟
معركة...
في أي حال، تُفيد بعض المعلومات بأن سوريا الجديدة مُدرِكَة تماماً لوجود سوريا قديمة أي سوريا - أسد، لا تزال حاضرة في الداخل السوري، وفي لبنان أيضاً، بقوّة متفاوِتَة، وبعدد لا بأس به من شبكات التهريب المتنوعة والناشطة حتى الساعة على ضفّتَي الحدود، كلّما سمحت الظروف بالتحرّك.
كما أن سوريا القديمة الموجودة في سوريا ولبنان معاً، لم تَقُل كلمتها الأخيرة بعد، وهي قد تخوض معركة لا يُستهان بها مع سوريا الجديدة، بدعم إيراني، وفي أكثر من اتّجاه وبأكثر من أسلوب، وهو ما قد يزيد الضّغوط على لبنان خلال المراحل القادمة، لا سيّما في منطقة البقاع.
فإيران أيضاً لم تَقُل كلمتها الأخيرة بعد، في ما يتعلّق بفقدانها دمشق. وهذا ما يرخي بظلاله على الكثير من الاحتمالات القادمة في لبنان وسوريا معاً.
بتفاهم دولي
تخوّفت أوساط مُواكِبَة لآخر المستجدات من أنه "إذا بقيَ إصرار حلفاء إيران في لبنان على الاحتفاظ بسلاحهم، فقد تتدخّل القوات السورية للتعامل مع ذلك في النهاية، بموجب تفاهم دولي".
وشددت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "احتمال أن تبادر إيران وجماعاتها الى القتال ضدّ النظام السوري الجديد، بعد فقدان خطهم الاستراتيجي الذي يمرّ في سوريا، هو انتحار. ولكن لا شكّ في أن طهران وجماعاتها تروّج لشعار أن هناك خطراً على الشيعة في لبنان من النظام السوري الجديد، ومن التطورات الجديدة في سوريا. وهذه محاولة تعتمدها إيران لإيجاد سبب يحفظ لها سلاحها في لبنان".
الخطر بذاته...
وأكدت الأوساط أن "الاستمرار بهذا الوضع هو الخطر بذاته على شيعة لبنان، لأنه قد يؤسّس لليوم الذي يتمّ فيه توكيل أحمد الشرع بجزء من لبنان على الأقلّ، بموجب تفاهم دولي، وذلك تماماً كما حصل خلال السبعينيات، عندما أوكلت الولايات المتحدة الأميركية لبنان لنظام الأسد في سوريا".
وختمت:"رهان إيران وأذرعها على الوقت والابتزاز، وعلى أخذ الطائفة الشيعية كلّها كرهينة، سيكون أكبر كارثة على تلك الطائفة، لأنها ستصبح هي الضحية الأكبر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|