الدولار يترقّب مؤشرات سوق العمل الأميركية... فكم سجّل اليوم؟
"منطقة ترامب" في الجنوب... استثمار وأموال أم عزل وتهجير؟
على خطّ الليطاني، بين صور والناقورة والبياضة والخيام، يطلّ الجنوب اللبناني كخريطة رهانات كبرى. فهنا خطا الموفد الأميركي توم برّاك لرؤية المكان الذي يمكن أن تُقام فيه المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت لا يزال فيه المشهد السياسي في لبنان ضبابيًا.
ويترافق الحديث عن المنطقة الاقتصادية المقترحة مع مخاوف محلية من تأثير المشروع على سكان الجنوب، خصوصاً في القرى القريبة من الحدود، حيث يثير البعض تساؤلات حول إمكانية انتقال بعض الأهالي أو هجرة أجزاء من المجتمع المحلي. ويشير متابعون إلى أن هذه التحركات قد تمس بشكل أساسي الطائفة الشيعية، التي تشكل الغالبية في هذه المناطق، ما يجعل النقاش حول المشروع الاقتصادي مرتبطًا أيضًا بالتركيب الاجتماعي والسياسي للجنوب اللبناني.
وكشف مدير المعهد الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا د. نوفل ضو، في حديث خاص لموقع mtv، عن تفاصيل مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في الجنوب، مشيرًا إلى أنّها ليست مجرد منطقة اقتصادية، بل أداة سياسية بالدرجة الأولى.
وقال ضو إنّ المشروع، المعروف بـ"منطقة ترامب"، يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بين لبنان وإسرائيل، معتبرًا أنّ الهدف ليس خلق منطقة خالية من الناس، بل خلق وضع سياسي واقتصادي يحدّ من احتمال أي تصعيد مسلح في المنطقة. وأضاف: "المقصد هو أن يكون صاحب الاقتصاد خائفًا على استثماراته، فلا يعيد الدخول في حرب، لأن أي حرب ستدمر المنطقة الاقتصادية بالكامل، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة تؤثر على حياة الناس ومعيشتهم".
ورغم أن البعض يرى المشروع فرصة لنهوض الاقتصاد اللبناني، شدّد ضو على أنّه "في حال طُبّق المشروع وفق شروط لبنان، ستكون المنطقة جزءًا من منظومة اقتصادية جديدة في البلد، لكن ذلك يستلزم أولاً معالجة المشاكل الأمنية والعسكرية".
وتسمية المنطقة باسم ترامب، وفق ضو، "تعكس إرادة الرئيس الأميركي ونرجسيته، الذي يود دوماً ربط اسمه بكل الأحداث والمحطات الأساسية في العالم".
وأكد ضو أن المنطقة "جزء من رؤية أوسع تهدف إلى نزع سلاح حزب الله"، مشيرًا إلى أنّ الهدف المباشر ليس اقتصاديًا، "فلا يوجد اقتصاد بلا سياسة، والأمور مترابطة، والهدف سياسي بالدرجة الأولى".
وأضاف أنّ المشروع "نظري أكثر من أنه عملي"، مشيرًا إلى أنّ أي تقدم فيه أو في إعادة الإعمار يعتمد على سقف سياسي واضح، أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل، ولو بطريقة غير مباشرة عبر المفاوضات. ولفت إلى أنّ "المقاربة الإسرائيلية للواقع في لبنان تختلف عن مقاربة الحكومة اللبنانية، وهذا يعقّد المشروع ويجعله حتى الآن قضية صعبة".
ويبقى الجنوب اللبناني على مفترق طرق حاسم، حيث تتقاطع السياسة بالاقتصاد، والسكان يواجهون خطر التهجير وفقدان بيوتهم وذكرياتهم في حال أُقيمت "منطقة ترامب"، بينما يظل مصيرهم ومستقبلهم مرتبطًا بنتائج المفاوضات المقبلة.
ماريا رحال - موقع mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|