تكنولوجيا

مفارقة العصر: البشر يصلحون ما أفسده الذكاء الاصطناعي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أصبحت التكنولوجيا نفسها التي كان من المفترض أن تُخرج مصممة الجرافيك ليزا كارستنز من سوق العمل، تُبقيها الآن أكثر انشغالًا من أي وقت مضى.

وتقضي كارستنز، التي تعمل بشكل مستقل منذ فترة طويلة في إسبانيا، جزءًا كبيرًا من يومها في العمل مع الشركات الناشئة والعملاء الأفراد الذين يسعون لإصلاح محاولاتهم الفاشلة لتصميم شعارات مستخدمين الذكاء الاصطناعي.

وغالبًا ما تكون الرسومات التوضيحية التي يجلبها العملاء لكارستنز مليئة بخطوط غير واضحة ونصوص بلا معنى، وتبدو كفوضى من البكسلات عند تكبيرها إلى ما يزيد عن حجم معين، بحسب تقرير لـ"NBC New".

وقالت كارستنز: "هناك أشخاص يدركون أن الذكاء الاصطناعي ليس مثاليًا، وهناك أشخاص يأتون إليك غاضبين لأنهم لم يتمكنوا من إنجاز الأمر بأنفسهم باستخدام الذكاء الاصطناعي"، مضيفة: "وعليك نوعًا ما أن تكون متعاطفًا (معهم). لا تريد أن يشعروا بأنهم أغبياء. ثم يتوجب عليك إصلاح الأمر".

وتُعدّ هذه الأعمال المؤقتة جزءًا من فئة جديدة من العمل، نتجت عن طفرة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي التي هددت باستبدال الوظائف الإبداعية في جميع المجالات.

ويُمكن لأي شخص الآن كتابة منشورات على مدونات، أو إنتاج رسومات، أو برمجة تطبيق باستخدام بعض الرسائل النصية، لكن المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي نادرًا ما يكون منتجًا نهائيًا مُرضيًا بحد ذاته.

وغيرت هذه المسألة سوق العمل للعديد من العاملين في الوظائف المؤقتة. فعلى الرغم من القلق السائد من أن الذكاء الاصطناعي يحل محل العمال في مختلف القطاعات، يقول البعض إنهم وجدوا عملًا جديدًا نتيجةً لعدم كفاءة الذكاء الاصطناعي.

ونتيجة لذلك يُطلب من الكُتّاب تحسين كتابات "شات جي بي تي"، ويُوظّف الفنانون لإصلاح صور الذكاء الاصطناعي غير المُتقنة. وحتى مطورو البرامج مُكلفون بإصلاح التطبيقات المليئة بالأخطاء التي تُبرمج بواسطة مساعدي الذكاء الاصطناعي.

ووجد تقرير حديث لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي قد حلّ محلّ العمال المُتعاقد معهم من خارج الشركة أكثر من الموظفين الدائمين. ولكنه وجد أيضًا أن 95% من الشركات التي تُجري تجارب استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تحصل على أي عائد على الاستثمار.

ويُشير التقرير إلى أن "العائق الأساسي أمام التوسع ليس البنية التحتية أو التنظيم أو المواهب... إنه التعلم. فمعظم أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تستوعب الملاحظات، ولا تتكيف مع السياق، ولا تتحسن بمرور الوقت".

وبالنسبة لكارستنز، تكون الشعارات المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي التي يرسلها لها العملاء أحيانًا جيدة التصميم لدرجة أنها لا تتطلب سوى بعض التعديلات من جانبها. ولكن في أحيان أخرى، يتطلب تقديم نتيجة عالية الجودة من كارستنز إعادة رسم الشعار بالكامل من الصفر مع الالتزام بالتصميم المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يستغرق غالبًا وقتًا أطول مما لو كانت قد ابتكرت التصميم بنفسها.

ويقول العديد من العاملين المستقلين إن إصلاح أخطاء الذكاء الاصطناعي ليس مجال العمل المثالي بالنسبة لهم، لأنه عادةً ما يكون أقل أجرًا من الوظائف التقليدية في مجال تخصصهم. لكن البعض يقول إنه ما يُساعد في سداد فواتيرهم.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا