ولاية الدستوري انتهت...هل يدعو بري الى جلسة لانتخاب الأعضاء؟
عز الدين: بأمس الحاجة لفكره ورؤيته لمواجهة العدو الصهيوني وأعداء الداخل
أحيت جمعية "مراكز الإمام الخميني الثقافية" في مركزها في صور، ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، في ندوة فكرية بعنوان "ملامح المجتمع المقاوم عند الإمام الصدر"، بمشاركة عضوي كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" النائبين حسن عز الدين وعلي خريس، وفاعليات وشخصيات وعلماء دين وحشد من المهتمين.
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، تحدث النائب حسن عز الدين، فتناول بعضا من جوانب مشروع الإمام الصدر، منطلقا من رؤيته وآدائه العملي، فلفت إلى أن "الإمام المغيب، ومنذ مجيئه إلى لبنان، أول ما قام به، أنه استعاد للطائفة الشيعية موقعها الذي يليق بها، بعد أن كانت مهمشة وملحقة وتابعة، فأسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمؤسسات التربوية والجمعيات، مثل جمعية "البر والإحسان"، إلى جانب برامج أخرى. ثم بدأ بالتوعية من خطر وجود العدو الصهيوني ومطامعه، انطلاقا من أنه عدو لئيم وحاقد ومجرم ومدعوم وموضع رعاية سواء من الرجعية العربية أو من الغرب، لكن الرجعية العربية كانت أكثر تأثيرا وقدرة على نمو وتقوية هذا الكيان، وكما يقول المفكر جمال حمدان: لولا هذه الرعاية لا يستطيع أن يبقى ويستمر في هذه البيئة المعادية".
وأشار عز الدين إلى أن "رؤية الإمام الصدر هذه، ارتكزت على قاعدتين أساسيتين، إضافة إلى تشكيل هيئة نصرة الجنوب التي تشكلت من مختلف الطوائف السنية والدرزية والمسيحية والشيعية والعلوية والأرمن والأقليات، دون أن يستثني أحدا والتي كانت تؤشر وتظهر سعة تفكير ومعرفة وإيمان بالواقع اللبناني الذي تعايش معه بكل دقة وحرفية، شكل هيئة لنصرة الجنوب، وبعدها مباشرة أطلق حركة المحرومين ومن ثم أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، في الوقت الذي كانت أحزمة البؤس تلف الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، أيضا كانت تلف لبنان كله من الجنوب إلى البقاع الغربي فإلى البقاع الشمالي وصولا إلى طرابلس وعكار".
وقال: "كانت حركة المحرومين وكانت المقاومة هي الأساس في الاستمرار بأي مشروع، وعندما شعر الإمام الصدر بأن الدولة متقاعسة في حق الجنوب، ومتقاعسة عن حماية أهله وأداء واجباتها الوطنية، دعا الى مهرجان بعلبك عام 1974 والذي أطلق فيه شعار "السلاح زينة الرجال"، وبعده بأشهر معدودة مهرجان ساحة القسم في صور والذي قال فيه بشكل واضح "أن السلطة كاذبة ومخادعة، وسأبقى أعمل مع كل الشرفاء والوطنيين حتى نحقق ما هو مطلوب للجنوب"، فقد قدم الإمام اقتراحات عديدة للسلطة تتعلق بما يسمى بالمجتمع المقاوم. وكان الإمام يبني مجتمعا مقاوما حقيقيا بكل المعايير والمقاييس التي تجعله متماسكا اجتماعيا وموحدا في مواجهة التحديات، ومن خصائص هذا المجتمع الوعي السياسي والفهم العميق للقضية التي يحملها هذا الإنسان المقاوم، مما يجعله يقدم التضحيات بكل إرادة ورغبة في سبيل قضية العدل والحق ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت الى ان الامام الصدر، "طالب الدولة اللبنانية ببناء ملاجئ لأهل الجنوب، وبإيجاد أنصار للجيش اللبناني لتعويض النقص والإهمال والتخاذل الذي عانينا منه تاريخيا نتيجة تحكم أحد المكونات الطائفية التي كانت تحكم لبنان في تلك المرحلة، كما خاطب الإمام أتباعه عام 1975 في نادي الإمام الصادق في صور قائلا: "التدريب واجب، حمل السلاح واجب، تهيأوا، تدربوا، تسلحوا، فبلادنا في خطر ووطننا في خطر"، وفي مكان آخر أكد أن حمل السلاح دفاعا عن الوطن هو واجب شرعي ووطني، مع حرصه التام على الوحدة الوطنية، إنما كان يعتبر أن أي مكون يخرج عن إطار التفاهم الوطني والواجب الوطني يصبح عدوا بالواسطة، لأنه يحقق أهداف العدو".
وشدد على أننا "اليوم بأمس الحاجة لفكر الإمام موسى الصدر وروحه ورؤيته وسلوكه، لنثبت هذه المفاهيم سواء في مواجهة العدو الصهيوني أو أعداء لبنان من الداخل، أو في سبيل الوحدة الوطنية والعيش المشترك والوطن النهائي لجميع أبنائه، داعيا إلى إعادة قراءة فكر الإمام المغيب، خصوصا أمام ما نمر به اليوم من رفض بعض الشركاء في الوطن للشراكة مع مكون أساسي في هذا البلد، فبعد زيارة المبعوث الأمريكي توم براك، وفي ظل انشغال السلطة اللبنانية اليوم بتطبيق الإملاءات التي يفرضها تلبية لمطالب إسرائيل المتمثلة بنزع سلاح المقاومة، متناسين الهموم الاقتصادية والإجتماعية والإعتداءات الصهيوني المتواصلة".
اضاف: "انشغلوا بقضية نزع السلاح، وحضر وفد الكونغرس الأميركي ومبعوثي الإدارة الأميركية من أجل نزع السلاح"، وسأل: "لما هذا الإصرار طالما أنكم تقولون أن المقاومة قد هزمت ولم يبق أحدا من قيادتها ودمرتم قدرتها؟ وما سر قلقكم مما تبقى من سلاحها؟ الجواب واضح وبسيط، وهو أن العدو لا يشعر بالأمان ميدانيا ما دام هناك احتمال لوجود قدرة يمكن أن تحملها إرادة حقيقية وتقاتله، قدرة بمجرد وجودها لن يجرؤ على إجتياح لبنان وهو بحاجة للقضاء عليها ليقوم ذلك، والدليل ما حصل في سوريا، فبعد سقوط النظام السابق دمر العدو القدرات العسكرية السورية وأنهى قدرتها على مواجهته ثم اجتاح أراضيها".
ورأى أن "العدو لا يطمئن إلا بالقضاء على عنصر القوة، لذلك يسعون اليوم للقضاء على سلاحنا، ولكننا نقول بشكل واضح أننا لن نسلم السلاح لأن تسليم السلاح يعني الخطوة التالية المتمثلة باحتلال لبنان".
وألقى النائب علي خريس كلمة، قال فيها: "نجتمع اليوم في ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين، في لقاء ليس بغريب عن جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية في لبنان، وخصوصا في مدينة صور التي دأبت على إحياء هذه المناسبة سنويا، إذ أن الإمام الصدر لم يكن مجرد عالم دين أو زعيم سياسي، بل كان مشروعا حضاريا متكاملا، جمع بين الإيمان العميق والرؤية الاستراتيجية، بين الفكر الإصلاحي والروح الثورية، بين حب الناس والإصرار على مقاومة الظلم، وترك بصمته الواضحة على تاريخ لبنان الحديث وعلى قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
أضاف: "نتوقف اليوم عند ثلاث محطات أساسية من مسيرته نستضيء بها اليوم في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها أمتنا ووطننا لبنان. فمنذ وصوله إلى لبنان، أدرك الإمام حجم الأخطار المحدقة بهذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته وقيمه. كان الاحتلال الإسرائيلي يتربص بالجنوب، يعتدي على القرى ويهجر أهلها ويهدد سيادة لبنان، عندها لم يكتف الإمام بالخطابة أو التحذير، بل أطلق موقفه التاريخي قائلا: "إذا كانت السلطة عاجزة عن حماية الجنوب، فنحن أبناء الجنوب لن نكون عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا"، وبهذا الموقف أسس لمفهوم المقاومة الشعبية، ففتح الطريق أمام المقاومة المنظمة التي كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وكان الإمام الصدر يؤمن أن الدفاع عن الأرض واجب ديني ووطني، وأن مواجهة العدو السبيل الوحيد لرفع العدوان، ولولا هذا الوعي المبكر لما تمكن لبنان من تحقيق انتصاراته، وفي مقدمتها التحرير الأول عام 1985، والتحرير الثاني عام 2000، وصمود المقاومة في حرب تموز 2006 وصولا إلى البطولات الأخيرة".
واشار خريس الى أن "الإمام علمنا أن إسرائيل شر مطلق وأن التعامل معها حرام، في حين نسمع اليوم على بعض الشاشات والإذاعات من يتجنب حتى وصفها بالعدو، وهنا نستحضر الإمام الصدر رجل الوطنية الذي أعلن بوضوح أن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، في عبارة قالها وأصبحت جزء من الدستور اللبناني، إذ كان يؤمن أن العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين ثروة حضارية، وأن الحفاظ عليه مهمة مقدسة، وفي هذا الاطار سعى إلى ترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح، والتقى مختلف المرجعيات الروحية والسياسية، مدركا أن الانقسام الداخلي هو المدخل الذي يتسلل منه العدو".
وقال: "في مواجهة الفتن الداخلية والتحريض على الانقسام، نحن مطالبون بالوعي والمسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية العالية، حتى لا ننجر إلى صراعات داخلية جديدة. فقد قدم لبنان آلاف الشهداء الذين استشهدوا ليحيا الوطن كله، وهذه المرحلة تذكرنا باجتياح عام 1982، يوم دخل العدو الإسرائيلي إلى بيروت، ووجد من بين بعض القيادات من يصفق له، لكن قادة المقاومة ومنهم الشهداء داود داود ومحمد سعد واجهوا الاحتلال بروح عاشورائية، إذ قالوا: كما نقول في ذكرى عاشوراء: يا ليتنا كنا معك يا حسين، اليوم نقول: ها نحن معك ونبدأ عمليات المقاومة".
وأشار الى ان "الإمام موسى الصدر كان يعتبر أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد، بل قضية كل أحرار العالم، وشدد منذ البداية على أن إسرائيل ليست خطرا على فلسطين وحدها، بل على لبنان وكل الأمة، لذلك ربط بين المقاومة في لبنان ومقاومة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المعركة واحدة والعدو واحد، واليوم حين نتحدث عن الإمام موسى الصدر، فإننا لا نتحدث عن رجل عاش زمنا وانتهى، بل عن نهج وفكر متجذر في وجدان الناس، فهو رجل استثنائي في وطنيته، حين جعل لبنان وطنا نهائيا جامعا واستثنائي في إنسانيته حين اعتبر العيش المشترك ثروة حضارية، واستثنائي في نضاله حين رفع لواء المقاومة وأطلق شرارتها".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|